يهتم وطننا العربي بتطوير التعليم وتحسين ادائه ولهذا يعقد الكثير من الندوات والاجتماعات وورش العمل, وتقدم الدراسات والمذكرات والخطط المعنية بتطوير التعليم باعتباره من القضايا المهمة التي تسهم في بناء الإنسان ثقافيا وسياسيا ودينيا. . ولهذا اهتمت جامعة الدول العربية ببحث كل السبل لوضع خطة إعلامية تدعم تطوير التعليم في الوطن العربي وتقدمت بمشروع لتلك الخطة الإعلامية الداعمة لكل اعضائها للتعريف بها من خلال مؤسساتها الإعلامية والتربوية والتعليمية إلي جانب حشد الرأي العام العربي لمؤازرة الخطة ودعمها. وحيث ان الدول جميعا تولي التعليم الاهتمام الأكبر باعتباره الركيزة الأساسية لبناء الإنسان فإننا نري ضرورة الاهتمام باستخدام التليفزيون في التعليم, حيث إنه يلعب دورا مهما وحيويا وموازيا لعملية التعليم بفصول الدراسة, وسوف يكون له دور مؤثر في دعم خطة تطوير التعليم بالوطن العربي بما لدي التليفزيون التعليمي من قوة مؤثرة تعتمد علي اثراء المعلومات وتبسيطها وشرحها باستخدام كل الوسائل المرئية والمسموعة لتصبح الصورة في نهاية الأمر عنصرا فعالا في عملية التعلم والتعليم وللتليفزيون التعليمي سحره الخاص, حيث يجعل من العملية التعليمية متعة بما يملكه من أدوات لتبسيط العلوم ونشر الوعي العلمي أو تعلم اللغات المختلفة واتقانها أو تعميق الفهم وإثراء المناهج الدراسية بما للصورة من عناصر للجذب والإبهار, وليس أدل علي ذلك من استخدام اليابان, وكذلك إنجلترا للتليفزيون التعليمي داخل فصول الدراسة وتوظيفه لخدمة العملية التعليمية بالمدارس بشكل مؤثر وفعال لمساعدة مدرس الفصل في شرح وإيضاح مختلف المواد الدراسية, وهو ما يطلقون عليه التليفزيون المدرسي, فتعد له برامج خاصة به بحيث تكون هناك فسحة من الوقت يناقش فيها المدرس طلابه فيما شاهدوا أو يقوموا بإجراء تجربة معملية بأنفسهم, وبذلك يكون مدرس الفصل جزءا من برنامج التليفزيون المدرسي الذي يختلف في طبيعة إنتاج برامجه عن التليفزيون التعليمي الذي يشاهده الطلاب بمنازلهم, وليس بفصول الدراسة. إن التليفزيون التعليمي في تصوري مطلوب منه أن يسير في خط مواز للتعليم بفصول الدراسة, فلا يحاكي طريقته في الشرح والأداء ولا يقتمص شخصية المدرس الخصوصي من, حيث التكرار, والحث علي الحفظ والتلقين تلبية لرغبات الطلاب والطالبات الذين اعتادوا مع قلق أولياء أمورهم أن يلجأوا لكل ما يساعدهم في جمع الدرجات بغض النظر عن الفهم أو التعمق في مادتهم الدراسية, وأن يكون دوره هو استخدام ما لديه من إمكانيات تكنولوجية هائلة وتوظيف عنصر الصورة وهو عنصر فعال في إثراء الكتاب المدرسي وإضافة معلومات تربط المنهج الدراسي بالحياة المعاصرة, وتبسيط العلوم والاهتمام بالثقافة العلمية في مختلف المجالات, كما تهتم ببرامج التعليم الفني الصناعي الزراعي التجاري وذلك بتأصيل قيمة العمل اليدوي من خلال إنتاج برامج التعليم الفني للتليفزيون بالشكل الذي يثري خبرات وقدرات طلابه, وينمي مهاراتهم الحرفية إلي جانب إبراز دور المشروعات الانتاجية الصغيرة في عملية التنمية من خلال برامج عن المشروعات الصغيرة لتقديم الخبرة العلمية لإنشاء وإدارة مشروع تجاري أو زراعي أو صناعي صغير. وللوصول إلي هذا الهدف الذي يسعي للتكامل بين دور المدرسة, وبين دور التليفزيون التعليمي فإن علينا أن نحتضن تلك القنوات التعليمية, ونوليها جل اهتمامنا من حيث توفير الامكانات والدعم المادي والفني, وأن نوفر الكوادر البشرية الفنية القادرة علي العمل في مجال التعليم بالتليفزيون, وتدريبها تدريبا جيدا داخل بلادنا وخارجها, وفي بعض الدول المتخصصة في هذا المجال مثل اليابانإنجلتراهولندا وغيرها, حيث ينقصنا في هذا المجال المعد الجيد لبرامج التعليم بالتليفزيون, والذي يدرك جيدا كيفية توظيف أدواته العديدة لابراز مادته العلمية, وجعلها تنبض بالحركة والحيوية علي شاشة قناته التعليمية لتكون محببة إلي نفوس وعقول الطلاب باستخدام كل وسائل الجذب والتشويق, وكذلك الامر بالنسبة لمقدمي تلك البرامج الذين احتفظوا بنفس طريقة آدائهم بالفصل, وهم يقفون أو يجلسون أمام كاميرات التليفزيون مما أفقدهم القدرة علي الاقناع أو التفاعل مع مشاهديهم من الطلاب. إن تضافر جهود وزارة الإعلام مع وزارة التربية والتعليم وتطوير أداء القنوات التعليمية, واعتبارها أحد الحلول الجذرية للمساهمة في تطوير التعليم, واستخدام النظم التفاعلية, والتي يتمكن الطلاب والطالبات من خلالها متابعة المواد الدراسية التي يريد مشاهدتها في أي وقت يحدده, وليس طبقا لخريطة البرامج, كما يمكن للطالب أن يرتبط مباشرة بالقمر الصناعي عن طريق جهاز الكمبيوتر, وأن يحصل علي كل ما يلبي طلباته العلمية والتعليمية, ويجد الإجابة عن أي تساؤل يدور بذهنه, كما أن هناك وسائل لتقييم فهمه, وتحصيله, إن ارتباط هذا كله بشبكات المعلومات والاستفادة من شبكة الانترنت من خلال الدراسات التي يتقدم بها المختصون في هذا المجال لتنفيذ هذا النظام التفاعلي الذي يفيد آلاف الطلاب, كما أن الانظمة الافتراضية, والتي تستخدم تقنيات عالية يمكن الاستفادة الكبيرة من إمكاناتها في البرامج العلمية, بل لقد كان ضمن الخطة المستهدفة لقنوات النيل التعليمية تشغيل القناة التفاعلية بعد انتهاء التجهيزات التكنولوجية الخاصة بها, إن الإعلام المصري يشارك في مرحلته الحالية في بناء مستقبل مصر ليضعها في حلبة التنافس العالمي. لذلك فإن القنوات التعليمية يجب أن تكون أهم اسلحته في تلك المرحلة الحاسمة, والتي أصبح فيها تطوير التعليم هدفا قوميا ليس لمصر, فقط بل وللعرب جميعا حيث إنه في هذا العصر أصبح التعليم بكل أنواعه, وتخصصاته متاحا لكل الناس بلا حدود لذلك, فعلينا ألا نتخلف عن اللحاق بركب المتفوقين.