نادر أبو الفتوح : هي أم المؤمنين جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب, ولدت رضي الله عنها قبل هجرة الرسول صلي الله عيه وسلم بأربعة عشر سنة, وكان أبوها سيد قبيلة بني المصطلق وكان من أشد أعداء الإسلام, وقد سبيت يوم غزوة بني المصطلق وأعتقها الرسول صلي الله عليه وسلم وتزوجها وسماها جويرية بعد أن كان إسمها برة.. تقول الدكتورة وجيهة المكاوي الأستاذ بجامعة الأزهر بالمنصورة إن الرسول خرج إلي بني المصطلق في شهر شعبان من العام الخامس الهجري بعد أن علم أنهم يجمعون القبائل لحرب المسلمين وحاربهم الرسول وغنم المسلمون ألف بعير وسبي نساء بني المصطلق, وكانت برة بنت الحارث زعيم بني المصطلق ضمن النساء اللاتي سبيهم المسلمون في هذه الغزوة, فأعتقها الرسول وعاملها بكل إحسان فأعلنت إسلامها ودخلت الإسلام عن إقتناع وعندما قسم الرسول الغنائم في غزوة بني المصطلق وقعت برة بنت الحارث لثابت بن قيس وجاءت لرسول الله صلي الله عليه وسلم تستعينه في كتابتها, فحاولت السيدة عائشة رضي الله عنها أن تمنعها من الدخول إلي الرسول, لكنها عاودت الطلب فدخلت عليه وقالت في رجاء يخالطه عزة النفس: يا رسول الله أنا بنت الحارث وقد وقعت في السهم لثابت بن قيس فكاتبته علي نفسي, فجئتك أستعينك علي أمري, فأشفق عليها الرسول صلي الله عليه وسلم ورأي أن زواجه منها يحررها من الأسر ويؤلف قلوب قومها, فقال لها فهل لك خير من ذلك ؟, فقالت: ما هو يا رسول الله ؟, قال أقض عنك كتابك وأتزوجك, فقالت: يا رسول الله أي عزة وأي كرامة تلك التي تصبح زوجة لرسول الله لشرف كبير ومكانة عالية, فتزوجها, وسماها جويرية بدلا من برة, وبعد وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم عاشت حياة زهد وورع وكان يتردد عليها نساء المسلمين فتعلمهن وشهدت خلافة معاوية بن أبي سفيان وماتت عن عمر سبعين عاما, وقد صلي عليها مروان بن الحكم أمير المدينة ودفنت رضي الله عنها بالبقيع.