أحمد عبدالفتاح: ائمة الفقه هم ائمة الحديث ولا فائدة في فقه لا يعتمد علي الحديث النبوي الشريف والمحدث من غير فقه لا يفيد كثيرا فكل من الفقيه والمحدث وجهان لعملة واحدة فكل محدث فقيه وكل فقيه يعتبر من المحدثين ومن أوائل هؤلاء الأئمة المحدثون الفقهاء أئمة المذاهب الأربعة المذهب الحنفي و المالكي و الشافعي والحنبلي ويشير الدكتور محروس حسين عبد الجواد أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر بأن الأمام أبو حنيفة ولد بالكوفة سنة70 وأسمه النعمان بن ثابت بن زوت وكنيته أبو حنيفه. نشأ بالكوفة ودرس بها علم الكلام حتي برع فيه ثم التحق بحلقة الأمام حماد شيخ فقهاء الكوفة وتتصل حلقة حماد بعبد الله بن مسعود لان حماد تلقي العلم عن ابراهيم النخعي الذي تلقاه عن علقمه بن قيس الذي تلقاه عن بن مسعود يعتمد الامام ابوحنيفة في مذهبه علي الأخذ بكتاب الله فان لم يجد فبسنة النبي صلي الله عليه وسلم فان لم يجد في المسألة حديثا نبويا أخذ بقول الصحابة في المسألة ثم بعد ذلك ان لم يجد عن الصحابة في المسالة شيئا أجتهد وأخذ بالقياس وعلي ذلك فأصول مذهبه القرآن ثم السنة ثم أراء الصحابة ثم الاجتهاد اذ لم يجد نصا. مصنفات الحديث الذي جمعت عن الامام ابو حنيفة رضي الله عنه لم يجلس الأمام للتحديث عن رسول الله صلي الله عليه وسلم وسنته كما كان يفعل المحدثون ولم يصنف كتابا في الأثر إلا أن تلاميذه جمعوا الأحاديث النبوية التي وردت في كتب ومسانيد تنسب إليه بلغت بضعة عشر مسندا وأشهرها كتاب الآثار المرفوعة لمحمد وهو من تلاميذ أبو حنيفة وكتاب الأثار المرفوعة والموقوفة لمحمد ايضا ومسند الحسن بن زياد ومسند حماد بن الامام ابو حنيفة وغيرها وقد جمعها قاضي القضاة أبو المؤيد محمد بن محمود الخوارزمي في كتاب ضخم سماه جامع المسانيد والذي يقع في ثماني مائة صفحة ومن آراء العلماء في الامام أبو حنيفة كحافظ للأحاديث قال الذهبي في تذكرة الحفاظ ابو حنيفة هو ثبت الحفاظ وقال يحيي بن ناصر دخلت عليه في بيتا مملؤ كتبا فقلت له ماهذا فقال هذه الاحاديث ما حدثت منها إلا اليسير الذي ينتفع به. وتوفي رحمه الله في بغداد سنة150 هجريا في حيا لا يزال يعرف باسمه الأعظمية نسبة الي الأمام الأعظم وفي السنة التي مات فيها ولد فيها الأمام الشافعي رحمهما الله.