الأصل فى الزواج هو أن يتكفل الرجل بكل المصاريف، بيت الزوجية، مصاريف الأبناء وكذلك زوجته بأن ينفق عليها حتى وإن كانت صاحبة مال أو امرأة عاملة.. لكن بسبب ضغوط الحياة وتغير طبيعة علاقة الرجل والمرأة تطوعت كثير من النساء بمشاركة أزواجهن فى أعباء الحياة واعتاد بعض الرجال هذا الأمر وكأنه فرض وليس فضلا. ترى هل هذا هو التفسير الوحيد لجملة الزواج مشاركة؟! تقول إحدى الزوجات: فى البداية استأجرنا شقة صغيرة وقمنا بفرشها مناصفة واتفقنا أن أدفع نصف راتبى ويدفع نصف راتبه، لكن لم أتوقع أن تكون هذه هى فكرته فقط عن المشاركة، فهو لا يشاركنى فى أى شئ آخر من مسئوليات المنزل من شراء الطلبات إلى التنظيف أوالطبخ والمذاكرة للأولاد، وعندما ناقشته فى ذلك وطلبت منه المساعدة قال لى إن هذا ليس دور الرجل وليس عليه أكثر من مساعدتى فى حال المرض فقط عطفا منه وإنسانية. حتى الآن لا تجد فكرة تقسيم الأعباء المنزلية بين الزوجين أى متحمسين لها بين الرجال، فالبيت والأولاد مسئوليات الزوجة وحدها، ولا يتحدث الرجال عن المشاركة إلا عند تجهيز شقة الزوجية عندها فقط يعترفون بالمشاركة والمناصفة أيضا، لكن بعد الزواج فالمشاركة بالنسبة لهم تختلف، ويعتبر الزوج أن دور المرأة هو تلبية طلباته والاهتمام بكل تفاصيل حياته من طعام وشراب واهتمام، ويعتبر أن هذا هو الطبيعى».. بعد الإنجاب تصبح الزوجة أيضا هى المسئولة عن تربيتهم والمذاكرة لهم وعن ذهابهم وإيابهم من المدرسة, بل قد يهرب من «دوشتهم» للمقهى ويعود بعد أن يناموا.. وهم لا يرفضون الفكرة من أساسها فقط بل يتحفظون على الكلمة ويفضلون استخدام كلمة مساعدة الزوجة أو كما يقول مصطفى وهو زوج منذ خمس سنوات المساعدة «بمزاجى» وليست فرضا على، فجميع الأعباء المنزلية تقع على الزوجة لأن هذا هو الدور الطبيعى لها «الراجل راجل والست ست» إذن ما هى الضوابط؟ هل يستشير الزوج المصرى زوجته ويعتبرها شريكة فى القرار بحيث أنه لا يتخذ أى قرارات بدون استشارتها أولا والاتفاق على رأى نهائى، أم أن كثيرا من الزوجات يشعرن بأنهن مجرد قطع أثاث فى منازلهن والرجال لا يستشيروهن ولا يعبأون بآرائهن ولسان حالهم مادامت طلباتها مجابة فليس لها أن تعترض، والقرار لابد أن يكون قرار الرجل.. وكما ينظر الرجل لفكرة المشاركة فى الأعباء المنزلية على أنها مساعدة وليست فرضا هو أيضا ينظر بنفس الطريقة لرأيها الذى يأخذه من باب المجاملة حيث ينظر المجتمع للرجل الذى يستشير زوجته أو يتأخر قراره لحين استشارة زوجته نظرة دونية ويكون موضع تهكم من الآخرين وخاصة من الرجال. ماذا يتبقى من المشاركة إذن؟ تقوم المرأة بالأعباء المنزلية وحدها, فهى تعمل وتدفع راتبها فى البيت وتتحمل مسئولية تربية الأبناء بالكامل، ولا تسمع من زوجها فى حال حدوث أى خطأ او تعثر دراسى إلا جملة «تربيتك يا مدام».. أما عند اتخاذ القرارات المهمة فرأيها استشارى ليس أكثر وليست صاحبة قرار على الإطلاق وربما يتعمد بعض الرجال عدم احترام رأى الزوجة كنوع من التصورات المغلوطة عن الرجولة. ويرى د. محمد المهدى أستاذ الطب النفسى أن الرجال يخسرون بهذه التصورات فاستشارة الزوجة واحترام رأيها فى كل ما يخص شئون الأسرة والحياة الزوجية ليس أمرا تكميليا وليس مجاملة لها وإنما هو أمر ضرورى فالمرأة ربما تكون أكثر ذكاء ونضجا من زوجها، وهى فوق ذلك تمتلك قدرة استثنائية على الإدراك المتعدد حيث ترى أوجها مختلفة للموضوع قد لا يراها أو يلم بها الرجل وهى تدرك التفاصيل الصغيرة أكثر مما يدركها الرجل وهى خبيرة فى العلاقات الإنسانية أكثر من الرجل. والزوج العاقل يطرح المشكلة أو الموضوع أمام زوجته وينصت جيدا إلى رؤيتها ويضيفها إلى مايراه ويفكر معها بصوت مرتفع وهذا يؤثر تأثيرا إيجابيا فى اتخاذ القرار كما أنه يعطيها إحساسا تستحقه بالأهمية وبأنها شريكة لزوجها فعلا فى كل شىء.