معايشة لمشاكل المواطنين على أرض الواقع انتقلنا بكاميرا «صفحة البيئة» لترصد عن قرب مشكلة لواحدة من أهم أذرع نهر النيل وهى ترعة الإسماعيلية تنتشر بطولها محطات مياه ومآخذ مياه شرب كثيرة ملايين المواطنين يرتوون من مياهها، ملايين الأفدنة تُسقى محاصيلها الغذائية منها، ومع ذلك جهاراً نهارا يستقبل جوفها جميع الملوثات بألوانها وأشكالها وأنواعها وأصنافها المختلفة، شاملة مخلفات المبانى وهى الأخطر بحكم التلوث الصناعى العتيق بالقليوبية، وإذا كانت المسابك الكُبرى قد غادرت المنطقة منذ فترة إلا أن ملوثاتها التى التصقت بجميع المنشآت والمبانى والمنازل عبر عشرات السنين لم تغادر معها فتشبعت بالرصاص وكل المعادن الثقيلة ،واليوم بعد هدم آلاف المنازل والمبانى وإقامة الأبراج والعمارات أصبح الكثير من مخلفات المبانى المشبعة بتلك الملوثات القاتلة مصيرها مياه ترعة الإسماعيلية بطولها بلا رادع، إضافة إلى أن العديد من المصانع تقذف بمخلفاتها وبواقى التصنيع فى مياهها، هذا بالنسبة لشاطئ القليوبية، أما الشاطئ المقابل التابع للقاهرة فهو أسعد حظاً لأن سور الكورنيش حد كثيراً من اقتحام المخلفات لمياهه، وعلى الرغم من ذلك ففى بعض اجزاء منها تم اقتحامها ولكن ليست بالصورة الأولى ، وكأن الأمر يجب ألايمر هكذا دون مساهمة فى التلوث حيث تبرز أمام سور محطة مياه الأميرية غرفة صغيرة تطل منها ماسورة ضخمة تقذف بقوة شلالا من المياه الصفراء الداكنة اللون شكلها شديد التلوث.