كتبت:مروة البشير: سعد بن أبي وقاص هو أحد العشرة المبشرين بالجنة, أسلم وهو شاب ابن سبع عشرة سنة, كان فارس الإسلام وشهد جميع الغزوات مع الرسول صلي الله عليه وسلم. يقول الدكتور سالم مرة استاذ الفقه بجامعة الأزهر إن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فطلع سعد بن أبي وقاص, حتي إذا كان الغد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم مثل ذلك فطلع سعد بن أبي وقاص علي نفس مرتبته الأولي, فلما كان الغد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم مثل ذلك علي سعد, فلما قام النبي تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص فقال: إني اختلفت مع أبي فأقسمت ألا ادخل عليه ثلاثا فإن رأيت أن تؤويني إليك حتي تمضي الثلاث ليال؟ قال: نعم قال أنس: كان عبد الله يحدث أنه بات معه ثلاث ليال فلم يره يقوم من الليل شيئا غير أنه إذا انقلب علي فراشه وذكر الله وكبر حتي يقوم لصلاة الفجر قال عبد الله: غير أني لم أسمعه يقول إلا خيرا فلما مضت الثلاث وكدت أحتقر عمله قلت يا عبد الله: لم يكن بيني وبين والدي هجرة ولا غضب ولكني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: ثلاث مرات( يطلع الآن عليكم رجل من أهل الجنة) فاطلعت ثلاث مرات فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك فأقتدي بك فلم أرك تعمل كبير عمل فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: ما هو إلا ما رأيت قال: فانصرفت عنه فلما وليت دعاني فقال: ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي علي أحد من المسلمين غشا ولا أحسده علي ما أعطاه الله إياه إليه فقال عبد الله: هذه التي بلغت بك هي التي لا نطيق. ويضيف الدكتور سالم مرة إن سعد بن أبي وقاص كان مستجاب الدعوة وسئل عن ذلك فقال: كنت أرمي بين يدي النبي صلي الله عليه وسلم يوم بدر فأضع السهم في كبد القوس ثم أقول: اللهم زلزل أقدامهم وارعب قلوبهم فيقول النبي صلي الله عله وسلم: اللهم استجب لسعد, وفي عام الفتح مرض سعد بن أبي وقاص مرضا شديدا فأتاه النبي صلي الله عليه وسلم يعوده فقال: يارسول الله إن لي مالا كثيرا وليس يرثني إلا ابنتي أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال: لا قال: فبالنصف؟ قال: لا قال: فالثلث, فقال النبي: الثلث والثلث كثير فإنك أن تترك ورثتك أغنياء خير من أن تتركهم عالة يتكففون الناس, توفي رضي الله عنه في قصره بالعقيق علي بعد تسعة أميال من المدينةالمنورة وحمل علي أعناق الرجال إلي المدينة فوضع في المسجد وحضر النبي وأصحابه للصلاة عليه, ولما حضرته الوفاه دعا بجبة له من الصوف وقال كفنوني فيها فإني كنت أقاتل فيها يوم بدر وإني خبأتها لهذا اليوم.