(اللى أوله شرط آخره نور).. لا تصلح هذه القاعدة كأساس فى التعامل فى العقود والمعاملات التجارية فقط ولكن فى الزواج أيضا.. فى أثناء فترة الخطبة وتأجج المشاعر يفرط الطرفان فى قطع العهود والوعد بأمور سيفعلانها او لايفعلانها أبدا بعد الزواج, لكن هذا لا يحدث بالطبع وكثير من الزيجات فشلت لأن الزوج (رجع فى كلامه) أو الزوجة تراجعت عن وعودها. لا يتعلق الأمر بالخيانة من عدمها أو بالزواج بأخري, ولكن أحيانا يصبح الأمر أخطر عندما يمنعها الزوج من استكمال دراستها او منعها من العمل او السفر او بإجبارها على الإنفاق الكامل على الأسرة. دعاء.. طبيبة تزوجت من طبيب بالتأكيد لم يخطر ببالها أنه سيقف يوما ضد طموحها ويصل الأمر لمحاولة منعها عن العمل، وتقول: بعد الزواج والحمل الأول اضطررت لترك العمل مؤقتا وكنت أنوى ألا تزيد المدة عن عامين على أقصى تقدير ولكن زوجى أصر على أننا لابد أن ننجب طفلا آخر, ووعدنى بأنه سيقف الى جوارى وسأعود الى دراستى وعملى ووافقت مضطرة, وعندما ذكرته بوعده قال إن الأبناء صغار.. وطلب منى التفرغ للبيت وللأبناء بحجة أنه غير محتاج لمساعدة مادية منى وأن الأولاد بحاجة لى أكثر, وتقول: مرت السنون وأنا ست بيت فى الوقت الذى كان زوجى فيه يتقدم فى عمله وينهى الماجستير ثم الدكتوراه.. انتهى الأمر بالطلاق عندما قالها لى صراحة «معنديش ستات تشتغل». أما أميرة فقد طلبت الطلاق بعد ثلاثة أعوام من الزواج كان الزوج فيها لا ينفق مليما فى البيت، لم يتحدثا فى موضوع الفلوس قبل الزواج لأنه (عيب نتكلم فى الحاجات دي) وطبيعى إنى أساعد فى مصروف البيت لكن لم نتفق على شكل المساعدة، وتقول فى بداية زواجنا كان زوجى يشترى طلبات السوبر ماركت بنفسه وأنا أكمل ما ينقص، وشيئا فشيئا أصبحت أدفع كل فواتير الكهرباء والغاز واشترى الطلبات.. أما جميع احتياجاتى الشخصية من راتبى.. أحسست انه يستغلنى فطلبت الطلاق. سارة أم لثلاث بنات ومطلقة بعد عشر سنوات زواج وقصة حب طويلة وأما السبب فهو إنجاب البنات فبعد الولادة الثالثة عانت من بعض المشكلات التى أدت فى النهاية الى استئصال الرحم فما كان من زوجها إلا أن ذهب للبحث عن أخرى تنجب له الولد.. لا تذكر سارة أنها سألت زوجها هذا السؤال من قبل او تحدثا فيه قبل الزواج على اعتبار أن «كل اللى يجيبه ربنا كويس» ولم تكن تعرف أن هذا رأيه فى إنجاب البنات.. فى قسيمة الزواج هناك مساحة مكتوب فوقها خانة الشروط وهى التى تعطى للطرفين الحق فى وضع ما يريدونه من شروط لا يتنازلان عنها، وإذا خرج أى من الطرفين عنها يعتبر العقد باطلا وفى المجتمعات الغربية يبرمون اتفاقات ما قبل الزواج وتكون مكتوبة وموثقة, وكثير من المجتمعات العربية يحذو نفس الحذو وتضع كل عروس شروطها فقد تضع عروس شرطا بألا يتزوج عليها او ألا يمنعها عن الدراسة او العمل أو حقها فى تطليق نفسها أو ما يسمى بحق العصمة أو حتى أن يساعدها فى أعمال المنزل لكن المجتمع المصري، كما تقول د.نادية رضوان أستاذ علم الاجتماع, لا يقبل ولا يستسيغ فكرة الشروط كما لو كانت أمرا منكرا او غير مقبول.. ولكن بالنسبة لأستاذة الاجتماع فالخطورة ليست فى توثيق الشرط من عدمه ولكن الأهم هو أن كثيرا من الشباب وسواء طالت فترة الخطوبة او قصرت يغفلون أو يتعمدون أحيانا عدم الكلام فى الكثير من الأمور التى تحتاج إلى توضيح, فكل شىء لابد من إخضاعه للنقاش والاتفاق بشأنه، لكن ما يحدث أن العريس والعروس وأهلهما يتفقون على «العفش» والقائمة والفرح والمصاريف ويتركون الأمور الأكثر أهمية دون حسم مثل عمل الزوجة ومساعدة الزوج لها فى المنزل وتوزيع الأدوار والماديات ومشاركة كل منهما فى نفقات المنزل وحتى عدد الأطفال الذين سينجبانهم وأولويات كل منهما وحقوقه وواجباته, لكن ترك الأمر ل(بعدين) لن توصل إلا للطلاق. يقولون لا تتخذ قرارا وأنت غاضب ولا تقطع وعدا وأنت سعيد والخطأ الأكبر الذى يقع فيه أى شاب وفتاة مخطوبين هو ادعاء المثالية أثناء الخطبة, ومحاولة كل منهما أن يظهر أفضل ما فيه وسقف توقعاتهما يكون عاليا ويتوقعان أن يستمر الحال هكذا للأبد, لذلك يعتقدان أن المشكلات لن تعرف الطريق إلى بيتهم االسعيد، وفى هذه المرحلة حتى عندما يبدو فى الأفق أى خلاف فى الرأى نجد من ينصح البنت بأنه (حيتغير بعد الجواز) وينصحون الشاب (خدها على قد عقلها لحد ما تبقى فى بيتك).. والنتيجة هى المزيد من الخلافات ولذلك لابد أن تكون فترة الخطبة فرصة حقيقية للتعارف وليس الانشغال بترتيبات البيت والزفاف وتشطيبات الشقة بدلا من الكلام عمن سيعيشون داخلها.