غارات جوية واطلاق قذائف مدفعية انتهكت الهدنة الإنسانية التى أعلنتها روسيا ودخلت حيز التنفيذ صباح أمس فى منطقة الغوطة الشرقية،وأكدت الأممالمتحدة استمرار المعارك أمس فى المدينة السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة. وقتل طفل أمس جراء قصف لقوات النظام السورى على الغوطة الشرقية، هو الأول بعد بدء تطبيق هدنة انسانية أعلنتها روسيا لمدة خمس ساعات يومياً فى هذه المنطقة المحاصرة . وقال رامى عبد الرحمن مدير المرصد السورى لحقوق الانسان لوكالة الانباء الفرنسية إن “طفلاً قتل وأصيب سبعة مدنيين آخرين بجروح جراء اطلاق قوات النظام لأربع قذائف على الأقل على بلدة جسرين”. وقال جينس ليرك الناطق باسم مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الانسانية للصحفيين فى جنيف إن القتال استمر صباح أمس وفقا للتقارير الواردة إلينا من الغوطة الشرقية”، مضيفا أنه لا يزال من المبكر الحديث عن أى عمليات إغاثة للمدنيين فى ظل تواصل الاشتباكات. وأفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان عن استهداف الطيران السورى للغوطة بغارات جوية والقاء برميلين متفجرين، فيما اتهم الاعلام الرسمى الفصائل المقاتلة باطلاق 5 قذائف على المعبر الذى من المقرر أن يخرج منه المدنيون لمنع خروجهم واستخدامهم كدروع بشرية. وقال مصدر عسكرى سورى إن :"ثلاثة عناصر من الجيش السورى أصيبوا جراء سقوط خمس قذائف أطلقها مسلحو المعارضة فى الغوطة الشرقية على المعبر المقرر لخروج المدنيين والمرضى والجرحى قرب مخيم الوافدين على اطراف الغوطة الشرقية ". وأكد المصدر " يتم الآن توجيه نداء عبر مكبرات الصوت لفصائل المعارضة بالسماح للمدنيين بالخروج وقد تم تجهيز 15 سيارة اسعاف و10 حافلات ، ولكن يبدو أن مسلحى المعارضة يرفضون خروج أحد من الغوطة ". يأتى ذلك بعد ساعات من طلب واشنطنموسكو بأن تستخدم "نفوذها" على النظام السورى لكى يوقف "فورا" هجومه على الغوطة الشرقية المحاصرة والتى تتعرض منذ أيام عديدة لقصف عنيف. وقالت هيذر نويرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فى بيان ان "النظام السورى وداعميه الروس والايرانيين يواصلون الهجوم على الغوطة الشرقية، وهى ضاحية لدمشق مكتظة بالسكان، وذلك على الرغم من النداء الذى وجهه مجلس الأمن الدولى لوقف اطلاق النار". من جانبه، وصف قيادى بائتلاف المعارضة السورية الهدنة الإنسانية بأنها "انقلاب" على قرار مجلس الأمن الدولى الأخير. وقال أحمد رمضان المتحدث باسم الائتلاف، "ما أسموه وقفا إنسانيا لإطلاق النار هو انقلاب على القرار الدولى الأصلى الذى تم إقراره السبت الماضى . واعتبر أن الروس جاءوا بفكرة وقف إطلاق النار لخداع المجتمع الدولى الذى يمارس ضغطا على موسكو ويهدد باللجوء إلى وسائل أخرى" لفرض وقف لإطلاق النار فى أنحاء سوريا. وفى الوقت نفسه، التزمت فصائل مقاتلة باخراج عناصر ينتمون ل"جبهة تحرير الشام"، جبهة النصرة سابقا، وعائلاتهم من الغوطة الشرقية وذلك بعد دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ الفعلى، بحسب بيان مشترك أصدرته الفصائل التى تسيطر على المنطقة المحاصرة بريف دمشق.