فى واقعة هى الأولى من نوعها فى روسيا، أعلن فلاديمير بوزنر أحد أشهر وأقدم المعلقين ومقدمى البرامج التليفزيونية الروسية، انسحابه من المشاركة فى برنامج حوارى لقناة «الجزيرة» الناطقة بالإنجليزية احتجاجا على ما وصفه بمحاولة استدراجه إلى «فخ» الحملات المضادة للرئيس فلاديمير بوتين قبل انتخابات الرئاسة المقبلة. وقال بوزنر إن قناة «الجزيرة» ظلت تطارده لما يقرب من العامين للمشاركة فى أحد برامجها الحوارية عن روسيا، وهو ما اصطدم برفضه المتكرر هذه المحاولات، انطلاقا من قناعاته بأن الجزيرة «قناة تحريضية دعائية» مثلها فى ذلك مثل قناة «روسيا اليوم»، على حد تعبيره. ومضى يقول إنه اضطر تحت إصرار ممثلى «الجزيرة» إلى الموافقة على المشاركة فى الحوار مع اثنين من ممثلى المعارضة الروسية، وهما يفجينيا ألباتس رئيسة تحرير مجلة «نيو تايم» الممولة من أوساط غربية، والمعلق السياسى فلاديمير كارامورزا، وهو من غلاة ممثلى اليمين المعارض لبوتين، بعد فشل القناة فى الاتفاق مع حفيدة الزعيم السوفيتى الأسبق نيكيتا خروشوف. لكن بوزنر صاحب الخبرات الإعلامية التى تمتد إلى ما يزيد على نصف القرن أفلت من فخ التورط فى مناقشات تستهدف تشويه صورة روسيا وزعيمها بوتين، بعد أن «استشف» ذلك من مداخلة ألباتس التى قالت فيها إن روسيا دولة غير ديمقراطية، وكذلك من دعوة كارامورزا إلى الغرب لعدم الاعتراف بالانتخابات الرئاسية فى روسيا، وعدم توجيه التهنئة إلى بوتين بفوزه فى هذه الانتخابات، وهو ما احتج عليه بوزنر بقوله «إن روسيا ليست ديمقراطية، لكنها تتمتع بما يشير إلى سيرها نحو الديمقراطية». أما عن بوتين الذى حاولوا تشويه صورته، فقال بوزنر إنه يتمتع بشعبية واسعة، وأنه سوف يحصل على أصوات أعداد كبيرة من مواطنيه، وليس لأن هؤلاء أغبياء». واختتم بوزنر حديثه بقوله «إنه، ومن منطلق التزامه بكل المعايير المهنية للعمل الإعلامي، وانطلاقا من موقعه كصحفى محترف، يحرص على التحلى بالموضوعية، فهو لا يعارض بوتين بنفس القدر الذى لا يؤيده به، لكنه يرفض فى الوقت نفسه أى محاولة للإساءة إلى روسيا وزعيمها». ودون انتظار لأى تعليق من محاوريه، نهض بوزنر من مقعده ليغادر الاستوديو، مؤكدا أنه يرفض مواصلة مثل هذا النوع من الحوارات.