نظرات العيون حالمة.. وهواجس العقل متطلعة.. الاقدام تطأ ملعب اولد ترافورد بمدينة مانشستر يونايتد انتظارا لمؤشر الساعة الواحدة ظهر اليوم بتوقيت القاهرة.. انتظارا لصافرة البداية لمباراة الحلم الكبير بين منتخبي مصر واليابان في دور الثمانية لدورة لالعاب الاوليمبية.لحظات من الصمت الجميل تخيم علي ارجاء ملعب ابناء مانشستر سواء من اللاعبين او الجهاز الفني.. فالحلم المشروع مشترك من الفراعنة وابناء السامورا.. والتقدم خطوة الي منصة التتويج أمل كل منهما بعد غياب.. ومن المفارقة أن افضل نتيجة للمنتخب في الدورات الاوليمبية بحصوله علي المركز الرابع تحققت مرتين احداهما في الدورة الوحيدة التي نظمتها اليابان عام1964 بالحصول علي المركز الرابع.. بينما كانت الاولي في دورة أمستردام1928 وخسر الفريق وقتها في الدور قبل النهائي امام الارجنتين بستة اهداف للاشيء.. بينما خرج من دور الثمانية من اوليمبياد لوس انجلوس بالخسارة امام فرنسا بهدفين نظيفين.. في حين لم يعرف ابناء الساموراي منصة التتويج كرويا منذ دورة المكسيك1968 عندما حصدوا الميدالية البرونزية. وبين سطور هذه الخلفية التاريخية.. تأتي مدي حساسية لقاء اليوم خاصة أن كل فريق هذه المرة مختلفه تماما من الناحية الفنية والبدنية وايضا الخبرات الطويلة التي يتمتع بها اللاعبون.. لدرجة أن الموقع الرسمي وصف المواجهة بانها لقاء الفاينل, مشيرا الي العروض الفنية الرائعة التي قدمها كل منهما علي مدي المباريات السابقة.. فالمنتخب تفوق علي نفسه جماعيا في لقاءات البرازيل ونيوزيلندا واخيرا روسياالبيضاء, والذي شهد تابلوها رائعا توجه بثلاثية جميلة. كما عبر المنتخب الياباني عن نفسه بقوة من خلال صدارته لمجموعته الرابعة بل وتخطي منتخبات من العيار الثقيل كانت مرشحة للحصول علي احدي الميداليات وفي مقدمتها اسبانيا التي ودعت الدورة مبكرا.. وهو ما شجع المدير الفني للفريق تاكاشي ليطلق لنفسه العنان ليرسل اشارات تحذيرية لمنافسيه بداية من مصر بانه حضر الي الاوليمبياد كي يواصل المشوار الي النهائي, وقال ان فريقه يمتلك من الامكانات والفنيات التي تجعله قادرا علي تخطي المصريين في هذه المرحلة. ولم ينس المدرب الياباني الاشارة الي وجود ثأر سابق امام نظيره المصري الذي سبق ان فاز عليه وديا منذ اسابيع قليلة وديا بثلاثة اهداف مقابل هدفين, مشيرا الي انه يعرف كل كبيرة وصغيرة عن خصمه وقادر علي تحجيم مفاتيح الخطورة لديه والإجهاز عليه نهائيا. نبرة الثقة السائدة لدي ابناء الساموراي لا تمثل مشكلة لدي المنتخب وجهازه الفني بقيادة هاني رمزي الذي اعاد الهدوء والاستقرار الي جدران الفريق بعد انتهاء زوبعة عودة ثنائي الاهلي محمد أبو تريكة وعماد متعب الي مصر لمشاركة ناديهما في مباراة تشيلسي الغاني من خلال الابقاء عليهما بالاضافة الي احمد فتحي, فهذا الثلاثي يمثل عنق الزجاجة في الاداء سواء بخبراتهم الطويلة او بمهاراتهم الفنية العالية بالاضافة الي النجم الرائع محمد صلاح الذي يعد رمانة الميزان في كل مباراة بتحركاته واهدافه الحاسمة. وقد خضع صلاح لاجراء أشعة علي ركبته بعد شعوره ببعض الآلام تحت اشراف د. مصطفي الفقي طبيب المنتخب, ومن المرجح الا يعوقه ذلك عن المشاركة في المباراة بعد الاطمئنان عليه تماما. وتكشف المؤشرات الاولي إلي ان رمزي ورفاقه في الجهاز سيدفعان بنفس تشكيل مباراة روسياالبيضاء, مع الاحتفاظ ببعض الاوراق الرابحة علي مقعد الاحتياطي للاستفادة بها في حالة الضرورة مثل مروان محسن وصالح جمعة.. مع تقليل المسافات امام لاعبي اليابان تجنبا لسرعاتهم الكبيرة ولياقتهم البدنية الفائقة التي كشفت عنها المباريات الماضية وكانت وراء تفوقهم علي منافسيهم. في حين يعود الظهير الايمن الياباني هيروكي ساكاي المحترف في هوفنهايم الالماني لصفوف فريقه بعد شفائه من اصابته التي كانت وراء عدم اكماله اللقاء الاول امام اسبانيا ثم غيابه عن مباراتي هندوراس والمغرب. لم يلتق منتخبا مصر واليابان من قبل في الاوليمبياد ولكن كانت هناك مواجهة بينهما في مونديال الشباب2003 وفاز المنتخب الياباني بهدف للاشيء, ومن المفارقة ان الثنائي عماد متعب وأحمد فتحي شاركا فيها.