في خطوة تصعيدية جديدة, وردا علي ما تتعرض له الأقلية المسلمة بميانمار, هدد رجل الدين الإسلامي المعتقل في إندونيسيا أبو بكر باعشير في رسالة بعث بها عبر أحد المواقع الإليكترونية أمس إلي رئيس ميانمار ثين سين بشن حرب ضد يانجون إذا استمرت في إيذاء المسلمين الروهينجا هناك. وقال با عشير, البالغ من العمر74 عاما والزعيم الروحي للإسلامي الأصولي في إندونسيا- أكبر دولة إسلامية سكانا في العالم- في رسالة تسلمها أنصاره: سمعنا بصراخ المسلمين في بلادكم جراء ما يتعرضون له من أفعالكم الشريرة, فقد أخرجتموهم من ديارهم وأنكم تقتلونهم.. فإذا تجاهلتم هذه النداءات فو الله ربي لتشهدن سقوط بلدكم المغرور المتغطرس في أيدي جنودنا المجاهدين. وهدد باعشير رئيس ميانمار ثين سين شخصيا قائلا: ينبغي أن تعرف أننا جميعا أخوة مسلمون, وأن آلامهم آلامنا, وأحزانهم أحزاننا, وأن دماءهم التي تريقها هي أيضا دماؤنا, وبإذن الله سندمرك وندمر شعبك. ومن جانبه, أكد سون هادي المتحدث باسم جماعة انشروا التوحيد التي تأسست عام2008 وتصنفها الولاياتالمتحدة علي أنها منظمة إرهابية أن هذه الرسالة أصلية وموثقة, مشيرة إلي التحقق من وصولها إلي مقر سفارة ميانمار في إندونيسيا التي بدورها لم تعلق عليها بعد. وكانت المذابح التي تعرض لها مسلمو الروهينجا في ميانمار قد أدت إلي مقتل خمسين علي الأقل وإحراق منازل وتشريد عشرات الآلاف, مما أثار حالة من الغضب والاستياء في مختلف دول العالم الإسلامي بما فيها مصر, وتم تنظيم مظاهرات في أكثر من دولة احتجاجا علي ما يتعرض له مسلمو ميانمار, ولكن رد الفعل الأكثر عنفا كان من حركة طالبان الباكستانية التي هددت بمهاجمة ميانمار انتقاما لما يتعرض لها الروهينجا. ومن جانبه, مدد الكونجرس الأمريكي بمجلسيه الشيوخ والنواب الحظر المفروض علي كافة صادرات ميانمار إلي الولاياتالمتحدة لمدة عام آخر, وذلك لزيادة الضغوط علي حكومة يانجون رغم حزمة الإصلاحات التي أنجزتها ميانمار أخيرا. وذكر جو كراولي أحد أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين أنه بتجديد مشروع هذا القانون فإننا نسهم في إرسال رسالة قوية لهؤلاء في بورما, مضيفا أن هذا الإجراء يظهر دعم واشنطن للإطلاق الفوري لسراح كافة المعتقلين والسجناء السياسيين, وإنهاء كافة أشكال العنف ضد الأقليات المسلمة, بما في ذلك الكاشين والروهينجا, وتبني إصلاح ديمقراطي حقيقي في ميانمار. وفي غضون ذلك, دعا اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا دول الاتحاد الأوروبي والمؤسسات الدولية إلي اتخاذ موقف حاسم للحيلولة دون ارتكاب مزيد من الأعمال الوحشية ضد مسلمي الروهينجا في ميانمار, محذرا من تصاعد هذه الأعمال ضمن منهج للتطهير العرقي للمسلمين في هذا البلد. وفي ضوء ذلك, تعتزم الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي عقد اجتماع استثنائي للجنة التنفيذية علي مستوي المندوبين في مقرها بجدة غدا, لبحث قضية مسلمي ميانمار. وقال أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام للمنظمة إن الاجتماع سيسلط الضوء علي قضية مسلمي ميانمار ووضع تصور واضح للأوضاع فيها, بالإضافة إلي الطرق اللازمة لإيصال المساعدات.