ارجع البصر مرة، ومرتين، وعشرا، فى تلك المشاهد المصورة للعمليات العسكرية على أرض سيناء الحبيبة، كى ترى فيض العطاء وصدق الوفاء وتضحيات جيش الكنانة، ولتعلم أن وعد الله بنصر مصر حق، وأن جندها خير جنود الأرض، وأن الإرهاب مهزوم على أيدى فتية آمنوا بربهم فزادهم هدي. إنهم جنودنا البواسل الذين نصرونا ضد أهل الشر، فكيف ننصرهم وما واجبنا تجاههم؟ وما دور المواطنين فى مساندة قوات الجيش والشرطة لاقتلاع جذور الإرهاب؟ وما آليات تفعيل دور المؤسسات الدينية والفكرية والثقافية فى تصحيح المفاهيم واحتواء شباب المناطق النائية التى ينتشر بها الإرهاب؟ رسائل للمجاهدين فى البداية وجه الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، عدة رسائل لجنودنا البواسل قائلا: أنتم تؤدون أشرف رسالة وأعظم مهمة دفاعا عن الوطن، ودفاعا عن الأمن والأمان، وندعو الله سبحانه وتعالى بالتوفيق والسداد لكم، والخير والنصر لمصر، واعلموا أن كل دفاع عن الوطن وعن الأمة العربية والإسلامية ودرء المخاطر التى تحدق بها من أهم الواجبات، والله معكم ونحن معكم. وأوضح أن الشهادة فى سبيل الله لها درجة عظيمة عند الله عز وجل، فقال تعالي: ( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ، بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)، وقال صلى الله عليه وسلم: (لغدوة فى سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها)، وعلى الجميع أن يدعموا أبناءنا فى القوات المسلحة والشرطة لرفع راية النصر والأمان والاستقرار. مساندة الجيش والشرطة من جانبه أكد الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتى الجمهورية، أن الشعب المصرى يقدر جيدا التضحيات والبطولات الكبيرة التى تقوم بها القوات المسلحة والشرطة فى مواجهة التنظيمات والجماعات الإرهابية التى تسعى لتنفيذ مخططاتها ومؤامراتها الشيطانية لنشر الخراب والدمار فى كل مكان وتفتيت المنطقة العربية. وشدد على أن القضاء على التنظيمات والجماعات الإرهابية يتطلب التعاون والتكاتف التام بين جميع فئات ومؤسسات الدولة لاقتلاع جذورها الشيطانية ودعم الجهود الضخمة التى تقوم بها القوات المسلحة والشرطة فى حربها ضد الإرهاب. وطالب جميع المواطنين بمساندة ودعم القوات المسلحة والشرطة بكل قوة وبمختلف السبل فى مواجهة الجماعات والتنظيمات الإرهابية، وذلك حتى تنعم مصرنا الغالية بالأمن والاستقرار مشاركة جماعية أوضح الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، عميد أصول الدين السابق بأسيوط، أن الحكومة لا تستطيع وحدها مقاومة هؤلاء الإرهابيين، دون أن تكون هناك مساندة شعبية، من كل الفئات ومن كل المصريين، فيجب على الوزارات المختلفة أن تقوم بواجبها فى الأوقاف وفى الأزهر والتربية والتعليم، والثقافة، كما أنه يجب على رب كل أسرة أن يكون واعيا بما يدور حوله، وأن يزرع هذا الأمر فى أولاده، لينشأ الجميع فى حب الوطن، ويكون الإنسان على استعداد لأن يقدم نفسه فداء للوطن، ودفاعا عن مقدساته، إننا إن فعلنا ذلك مجتمعين مؤسسات وأفرادا فإننا نكون ساعدنا جيشنا فى اجتثاث هؤلاء الإرهابيين واقتلاعهم من جذورهم. وطالب الإعلام المصرى بإعلاء قيمة ما تفعله القوات المسلحة وإعلاء الروح المعنوية للمواطنين تجاه هذا الحدث الجلل. العدالة الناجزة وفى سياق متصل طالب الدكتور الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، بتحقيق العدالة الناجزة والتعامل مع هؤلاء الإرهابيين بحسم وبأسرع وقت ممكن، حتى تحقق الردع العام لكل من تسول له نفسه الانضمام لهذه الجماعات المفسدة والمحاربة لله ولرسوله، فقد ملأت الأرض فسادا وقتلا وتشريدا، وتمزيقا لوحدة الوطن، وتحقق فى نفس الوقت الردع الخاص، بأن يجازى هؤلاء الإرهابيون جزاء جرمهم وجنايتهم على بنى دينهم ووطنهم، ويكفى ما ألحقوه بالبلاد والعباد من دمار وإهدار للأنفس والأموال وإعاقة التنمية، وإعادة بناء الوطن، ولعل ما يؤكد هذه العدالة الناجزة بالمحاكمة العاجلة ما نتج عن أفعالهم الشريرة والإرهابية فرقة بين أبناء الوطن، وحتى على مستوى الأسرة الواحدة التى وجدنا فيها من يعادى الوطن، ومن يحبه، وقام بعض هؤلاء بالتبرؤ ومقاطعة ذويهم من الآباء ومن الأهل والأقارب بسبب معارضتهم لمسلكهم ولومهم على هذه الأفعال الشنيعة بحق الدين والوطن، يضاف إلى ذلك ما زيفوه من مفاهيم تتعلق بالجهاد، وما أطلقوه من أفكار يتبرأ منها الإسلام مثل التكفير، الحاكمية، الولاء والبراء، وغيرها من هذه الأباطيل التى يروجونها ويصرون عليها ويحسبون أنهم على حق، ويعلم الله أنهم على باطل، وأنهم سيلاقون المصير المحتوم جزاء ما أفسدوه وما دمروه من بنية هذا الوطن، حتى وصلت أفعالهم القبيحة والملعونة إلى حماة الدين والوطن من الجيش والشرطة، وتناسوا قول الرسول، صلى الله عليه وسلم، (عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ الله، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِى سَبِيلِ الله). حد الحرابة وأوضح الجندي، أن هؤلاء المجرمين ينطبق عليهم قوله تعالي: »مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِى إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا، وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِى الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ، إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِى الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ، ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِى الدُّنْيَا، وَلَهُمْ فِى الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ«، ولذلك فإن عقوبتهم الشرعية هى عقوبة الحرابة، وليعلم هؤلاء المتعاطفون مع هذه الجماعات الإرهابية أنهم قدموا أسوأ دعاية عن الإسلام والمسلمين، وبسبب صنيعهم نشروا ظاهرة (الإسلاموفوبيا) التى يعانيها المسلمون فى الغرب. مفسدون فى الأرض أشار الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إلى أن النصوص الشرعية فى ردع وزجر الإرهابيين، كثيرة، فقد قال الله عز وجل:« لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِى الْمَدِينَةِ، لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا، مَّلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا، سُنَّةَ اللَّهِ فِى الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا«، وفى السيرة أن النبي، صلى الله عليه وسلم، بلغه أن جماعة يجتمعون فى دار لتخزيل الجيش وإضعافه وإنهاكه، فأرسل إليهم صلى الله عليه وسلم، طلحة بن عبيد الله، فأمره أن يعاقبهم أشد العقاب، وجه الدلالة فى هذا، أن المفسدين فى الأرض من الإرهابيين، يمارسون جرائم محرمة مجرمة، منها ما له صلة بالآيات والأحاديث، المشار إليها، وتعرف فى الفقه الإسلامى بجريمة الإرجاف، وهى التعرض للجيش بأمور سلبية، بنشر شائعات والسعى لتحطيم المعنويات لتعريض الجبهتين، الخارجية والداخلية للفوضي، وهذا تهديد للأمن المجتمعي، لأن أمن البلاد والعباد من أعلى الواجبات، وجريمة الإرجاف، الله جعل لها عقوبات زجرية فى الدنيا، وهى تسليط ولى الأمر ومؤسساته ذات العلاقة (لنغرينك بهم) وتطهير البلاد والعباد منهم، (ملعونين أينما ثقفوا)، وبين الله تعالى ما يفعله ولى الأمر ومؤسساته ذات الصلة بمواجهة هؤلاء المفسدين فى الأرض، قال تعالي: (أخذوا وقتلوا تقتيلا)، وهذا دليل على مشروعية الردع والزجر لمن يحملون السلاح علينا. توعية دينية وحول دور المؤسسات الدينية ومختلف الوزارات المعنية بنشر الفكر والثقافة، أوضح الدكتور سعيد عامر، الأمين العام المساعد للدعوة بالأزهر، أن المؤسسات الدينية عليها دور لا يقل أهمية عن دور القوات المسلحة ورجال الشرطة، وتفنيد الشبهات وبيان زيف الفتاوى المتشددة، وإظهار المنهج الوسطى مع تصحيح المفاهيم وبيان أن ما يقومون به ليس من الإسلام فى شيء، وأنهم بغاة ويستحقون حكم الله فيهم، وبيان أن ما يفعل الآن فى سيناء هو من صميم شرع الله عز وجل، للقضاء على الفئة الباغية، الذين ينشرون الفساد والإفساد. كما طالب جموع الشعب المصرى بمساندة جيشه ورجال أمنه بكل الوسائل.