* صوت مصر مسموع لدى دمشق ودورها كبير فى إيصال المساعدات أكد منسق الأممالمتحدة الإقليمى للشئون الإنسانية المعنى بأزمة سوريا بانوس مومسيس أن الوضع الإنسانى فى سوريا مقلق للغاية، فهناك أكثر من 13 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، بالإضافة إلى 6 مليون نازح داخل سوريا وأكثر من 5 ملايين لاجىء فى الدول المجاورة. وقال فى تصريحات للأهرام إن سوريا تشهد أكبر كارثة إنسانية فى العالم حاليا، كما حدثت تطورات كبيرة فيما يخص الوضع الإنسانى فى سوريا خلال الشهرين الأخيرين وخاصة فى منطقة إدلب، فمنذ بداية العام الحالى خرج أكثر من 300 ألف نازح من جنوب إدلب إلى المناطق الوسطى فى إدلب، وهى من المحافظات التى تتمتع بكثافة سكانية عالية يعيش فيها اكثر من 2 مليون نسمة ، ومع تطور الأحداث من الممكن أن يتحرك هذا العدد إلى الحدود التركية ودوّل أخرى بالمنطقة. وأشار إلى أن الأممالمتحدة تنسق مع منظمات الإغاثة السورية وتطالب جميع الأطراف باحترام المناطق التى يوجد بها النازحون واحترام المنشآت السكنية والمدارس والمنشآت الصحية لحماية المدنيين. بانوس مومسيس
ووصف مومسيس الذى وصل إلى القاهرة أمس فى زيارة قصيرة لمدة 24 ساعة، الوضع الإنسانى فى الغوطة الشرقية كذلك بأنه مقلق للغاية، فهناك حوالى 400 ألف شخص محاصرون منذ عام 2013، يعيشون فى ظروف صعبة ولم تصلهم أى مساعدات منذ 10 ديسمبر الماضى، كما قال إن الوضع الأمنى فى منتهى الخطورة لأنه يهمنا أن نتأكد أن النساء والمدنيين خارج مناطق الاشتباكات، ومن أكثر الأشياء التى تقلقنا داخل منطقة الغوطة الشرقية قلة المواد الغذائية وقلة الأدوية. وقال بانوس، ردا على سؤال حول تقديره لعدد الأشخاص المهددة حياتهم بسبب عدم وصول المساعدات إليهم، إن هناك حوالى 400 ألف شخص فى الغوطة الشرقية، و2 مليون ونصف المليون فى المناطق التى نصفها بأنها «صعب الوصول إليها»، مهددة حياتهم بشكل كبير خاصة أنه خلال الشهرين الماضيين توقف تماما عمل المنظمات الإنسانية فى هذه المناطق بسبب الوضع الأمنى، ولهذا نطالب بوقف إطلاق النار لمدة شهر لإيصال مساعداتنا لهذه المناطق. ولفت إلى أن إدلب الشرقية، تعتبر أكثر المناطق تضررا فى الوقت الحالى من وجهة نظره نظرا لأنها محاصرة حاليا، و أخر مساعدات وصلت إليها منذ أكثر من شهرين. وأضاف أنه توجد حوالى 700 حالة طبية حرجة تحتاج للخروج من الغوطة الشرقية إلى المستشفيات فى مدينة دمشق وهى مسافة 30 دقيقة فقط بالسيارة، ومن بينهم 142 طفلا فى حالة صعبة، وأن احتمالات وفاة أعداد كبيرة منهم اذا لم يتمكنوا من الخروج كبيرة، وللأسف بالفعل توفى خلال الأسابيع الماضية عدد من هذه الحالات. وحول ما هو الدور الذى يرى أن مصر تستطيع القيام به لتحسين الوضع الإنسانى فى سوريا؟، قال بانوس أن مصر لها دور مهم وصوت مسموع لما يربط بين الدولتين من علاقات تاريخية وروابط وثيقة ولذلك كلى أمل أن تسهم مصر فيما نطلق عليه الدبلوماسية الإنسانية لإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين إليها. وأضاف أن مصر أيضا كان لها دور مهم جدا فى مجلس الأمن فى تجديد القرار المتعلق بوصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين فى سوريا عبر الحدود لمدة عام، واعتماد مجلس الأمن الدولى للقرار 2393الذى صدر فى 19 ديسمبر عام 2017، وكان القرار مقدم من مصر والسويد واليابان وصدر بتأييد 12 عضوا وامتناع ثلاثة عن التصويت، وهو قرار مهم جدا لتوصيل المساعدات لجميع المناطق فى سوريا. وهذا القرار يتيح توصيل المساعدات بأسرع طريقة لحوالى 13 مليون شخص يحتاجون للمساعدة، وتوزع شهريا مساعدات لحوالى 7 ملايين شخص ونصف من بينهم ستة ملايين نازح سواء فى المناطق التى تقع تحت سيطرة الحكومة السورية أو المعارضة.