بهدوئه المعهود واستكمالا لدعوته بنشر السلام في دول العالم ونصرة المقهورين في الأرض، لم يتهاون البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، في دعم ونصرة قبائل شعوب الأمازون بعدما وصل لمسامعه ما يتعرضون له من اضطهاد وسلب لأراضيهم من أجل استغلالها في التنجيم بحثا عن الذهب والنفط والغاز والحصول علي أخشاب الأشجار وبناء منشآت سياحية، لذا فقد وضع علي رأس أولوياته خلال زيارته لبيرو التى قام بها مؤخرا، استغرقت 3 أيام، أن يلتقي بهم ويستمع لشكواهم ويسعي لدعمهم وحمايتهم. ففي اليوم الأول من زيارته اتجه البابا من العاصمة ليما إلي بويرتو مالدونادو ليلتقي بممثلي قبائل الأمازون في إستاد مادري دي ديوس، والذين استقبلوه بلباسهم التقليدي وقدموا له عروضا من الرقص الفولكلوري وأهدوا له منتجاتهم التقليدية المصنوعة بأيديهم، إلي جانب منحه هدية رمزية عبارة عن قوس ورمح تحمل في طياتها رسالة غير مباشرة له بأنهم يرجون منه أن يدافع عنهم. ثم اجتمع البابا بلجنة مصغرة من قادة ورؤساء القبائل، من بينهم جويايي ايريني، رئيس قبيلة «إيسي ايخا دي بالما ريال»، الذي قال له» نحن شعب سلبت ولا تزال تسلب أراضيه»، اما انريكي انيز، زعيم قبيلة نيوفا اوسيانا شيبوي، فقد قام بعمل تاج عليه طائر «الباشق» وهو طائر أشبة بالصقر، وقام بتقديمه هدية للبابا، وقال له «الباشق هو الذي ينبهنا إلى حدوث أمر أو اعتداء ما وأنت منتبه للشعوب الأصلية»، مستنجدا به في أن يساعدهم في الحصول علي الحماية، بينما قال يسيكا باتياشي، ممثل السكان الأصليين في بيرو «يدخلون أراضينا غصبا، ونحن نعاني كثيرا، يفسدون ويسممون أنهارنا ويروننا ضعفاء ويصرون على الاستيلاء على أراضينا بطرق مختلفة وإذا نجحوا في الاستيلاء عليها فقد نختفي». وخلال كلمته دافع البابا عن قبائل الأمازون، ووصفهم ب»ساكني الرئة الخضراء», والذين جاء لهم «بعدما وصل صوت أنين أوجاعهم لعنان السماء», منددا بالضغوط القوية التي تمارسها المصالح الاقتصادية الكبرى الطامعة في الثروات، والتى تجعلهم يستولون على مساحات كبيرة من أراضي قبائل الأمازون ويستغلون أبنائها أسوأ استغلال ويستعبدونهم ويسخرونهم للعمل. كما دعا الحكومات للتعاون معهم وليس اضطهادهم وشدد علي ضرورة دمجهم في المجتمع وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية لهم، مؤكدا أن الأرض ليست مجرد سلعة اقتصادية لدي هؤلاء السكان الأصليين، بل أيضا مكان دفن فيه أجدادهم، يجدون فيه هويتهم وقيمتهم. ويذكر أن غابات الأمازون، التى تحتوي علي ما يقدر ب 390 مليار شجرة، تشكل نحو 43 ٪ من مساحة أمريكا الجنوبية، تتوزع علي 9 بلدان، خصوصا البرازيل 60٪، وبيرو 13 ٪، وكولومبيا 10 ٪، ويليهم فنزويلا والإكوادور وبوليفيا وجيانا وسورينام وجويانا الفرنسية .