أصابت وزارة البيئة بقيادة وزيرها الدكتور خالد فهمي عندما طبقت أول منظومة إدارة متكاملة لمنطقة «الفانوس» و«العرق» الطبيعية الساحرة بالبحر الأحمر والزاخرة بأروع أنواع الدولفين (الدولفين الزجاجي)، وتلك الإدارة تعد نقلة كبيرة علي طريق تعظيم الإستفادة من تلك المواقع وفي ذات الوقت كمصدر للدخل الذي يُمكن وزارة البيئة وقطاع المحميات الطبيعية بجهاز شئون البيئة من تحقيق عائد يتم استثماره في تطوير وحماية وصون المحميات الطبيعية وعناصر تنوعها الأحيائي،كذلك تحقيق إحكام السيطرة علي تلك المواقع للحد من الأنشطة الجائرة المتمثلة في أنشطة الغوص الكثيفة المدمرة وجميع الأنشطة الجائرة ومنها منطقة الدولفين وكل الأحياء البحرية ، لذا يتوقع تحقيق أعلي معدلات الصون والحماية لما تكنزه أعماقها من نفائس الشعاب المرجانية والأسماك الملونة الجميلة والأحياء البحرية المتفردة وكما يقول الباحث البيئي أحمد غلاب رئيس قطاع محميات البحر الأحمر:- خطة إدارة منطقة الفانوس القطاع والعرق بالجزر الشمالية للبحر الأحمر أصبحت حتمية لما تزخر به تلك المنطقة من أنواع الدولفين وامتلاء أعماقها بأحياء بحرية متفردة وشعاب مرجانية رائعة الأشكال وزاهية الألوان ، وللأسف استثمرت بعض مراكز الغوص الكثيرة في البحر الأحمر ذلك استثماراً خاطئاً بتسويق رحلات سياحية للسباحة مع الدلافين بمنطقتي شعاب الفانوس والعرق الأمر الذي تسبب في حدوث انتهاكات خطيرة رصدها قطاع المحميات الطبيعية بالبحر الأحمر عن دورياته البحرية كذلك رصدتها الجمعيات الأهلية في البحر الأحمر ،وتم اتخاذ الإجراءات القانونية تجاهها وبدعم كامل من المحافظ اللواء أحمد عبد الله، والخطة صارمة للغاية تهدف إلي تقليل عدد الزائرين لأن العدد تضاعف عدة مرات عن الحد المسموح به وهذا يعود بنتائج عكسية شديدة الخطورة علي الدلافين وجميع عناصر التنوع الموجودة بالأعماق فكان حتمياً وجود إجراء صارم يوقف كل تلك الانتهاكات وبقوة، وعن النتائج المتوقعة من تطبيق خطة الإدارة يضيف رئيس قطاع محميات البحر الأحمر أن الخطة تحقق الهدف من تقليل الضغط تماماً علي الأحياء البحرية، وأصبح زائر «الفانوس والعرق» من نوعية خاصة بل صفوة عشاق السياحة البيئية، وتعتمد خطة الإدارة علي تنظيم حركة دخول وخروج اللنشات السياحية من وإلي المنطقتين والإلتزام بالتعليمات الصادرة من محميات البحر الأحمر التي تدير منطقة فانوس الواقعة في نطاقها، ويوجد لنش الدوريات التابعة لها من الثامنة والنصف صباحاً وحتي الثانية والنصف ظهراً وعلي متنه اثنان من الباحثين البيئيين يقومان بإرشاد اللنشات التي تحمل تصاريح ملاحية لأماكن ربطها، وتسجيل ومرافقة من علي اللنش من زائرين سواء من يشاهد فوق الماء (سنوركل) أو الغوص. وعن طبيعة العائمات واللنشات التي تدخل في مناطق الدولفين يقول أحمد غلاب: الخطة وضعت بعناية فائقة وبناء علي دراسات مستفيضة للغاية استغرقت شهوراً طويلة جداً درست طبيعة الدولفين وأوقات راحته ولعبه وحركته وحياته بالكامل، ومن هنا حددت أماكن ربط اللنشات أو الزورق المطاطي «الزوديك» الذي يجب ألا يقل طوله عن 4أمتار ومزود بمحرك لاتقل قدرته عن 25 حصانا وتكون حركته بحرص شديد بحيث لاتزيد سرعته علي 3 عقد، ويستخدم فقط في إنزال الزائرين في المنطقة المحددة ،وعدد الأفراد الذي يحمله أي منهما وقوة المحرك، ويحذر علي أي زوديك ملاحقة الدلافين أو القيادة باتجاهها ولكن القيادة في اتجاه مواز ٍلها وعلي بعد أكثر من 50 متراً، كما تؤكد الخطة ضرورة مرافقة مرشد لكل ثمانية زائرين. ولكن كيف يتم تحديد عدد الزائرين بما لايمثل ضغطا علي المنطقتين ؟ يجيب رئيس قطاع محميات البحر الأحمر أحمد غلاب: بناء علي خطة الزائرين لمنطقتي شعاب «أبو فانوس والعِرق» لن يتجاوز 200زائر في اليوم لكل منطقة، وتقوم إدارة المحميات بتحصيل 15دولارا من كل زائر، وهذه الحصيلة توجه للحفاظ علي البيئة البحرية بقطاع محميات البحر الأحمر الذي يتولي صيانة وتركيب الشمندورات التي تستخدم في ربط اللنشات.