عانت محافظات الصعيد على مر السنوات السابقة من مرارة التجاهل والإهمال، بالرغم مما تحمله من ميزات اضافية وثروات طبيعية وبشرية قادرة على ان تجعلها من أكثر مناطق الجمهورية انتاجا. وهذا ما جعل القيادة السياسية تولى اهتماما بالغا بالصعيد وتتجه الى حل مشاكله التى كانت على رأس اولويات الرئيس عبدالفتاح السيسى، والذى قام بانشاء المجلس الاعلى للاستثمار، الذى يضم كل الوزراء المعنيين تحت قيادته، للتواصل مع مشكلات المستثمرين وحلها بصعيد مصر، وفقا لما ذكره مستثمرو الصعيد كان له عظيم الأثر على أن نرى قرارات جريئة على أرض الواقع، مؤكدين ان القيادة السياسية اعطت توجيهات مباشرة بوضع الصعيد على خريطة مصر الصناعية، وظهر ذلك خلال العرض الذى تقدم به المهندس طارق قابيل، وزير التجارة والصناعة، امام الرئيس خلال افتتاحه عددا من المشروعات التنموية ببنى سويف أمس الأول، والتى نتج عنها ارقاما لاستثمارات ضخمة فى مختلف المجالات، لايجاد مجتمعات صناعية متكاملة فى مختلف محافظات الصعيد، مستحوذا على نصيب الاسد من اجمالى المشاريع المنفذة على مستوى الجمهورية، بنسبة تصل الى 37 % باجمالى 50 منطقة صناعية من 135 منطقة على مستوى الجمهورية. وبقراءة بسيطة فى تقرير وزارة التجارة والصناعة عن مستقبل الاستثمار فى الصعيد ورصد لبعض الارقام المهمة، نجد أن هناك فرصا واعدة وجاذبة للاستثمار بالصعيد حيث تستحوذ الصناعات الهندسية على اعلى نسبة من فرص الاستثمار الصناعى الجديدة بالصعيد حيث تمثل 567 فرصة استثمارية من اجمالى 1471 فرصة، يليها الصناعات الكيماوية ثم الغذائية. كما بلغ اجمالى قيمة الاستثمارات فى المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر نحو 16.2 مليار جنيه من اجمالى استثمارات تبلغ 75 مليار جنيه، اى تمثل نحو 23 % من اجمالى استثمارات الصعيد، وتوفر 277 ألف فرصة عمل، مما يعنى ان المشروعات الصغيرة والمتوسطة لها مستقبل واعد فى هذه المحافظات، هذا بالاضافة الى ارتفاع قيمة إنتاج الصناعات فى الصعيد، التى تقدر بنحو 119 مليار جنيه، بلغت زيادة ما تم توفيره محليا نتيجة نمو الصناعة بالصعيد بنحو 36 % زيادة فى الانتاج لتقفز الصناعة محققة من 3.9 مليار جنيه إلى 5.3 مليار جنيه فى 2017، اى بزيادة بلغت قيمتها 1.5 مليار جنيه. كل هذه الارقام والمؤشرات تنذر بصعيد واعد قادر على تنفيذ مخطط التنمية الشاملة التى تسعى اليه الدولة وهذا ما جعل مستثمرى أسيوط يعربون عن سعادتهم بالتوجه الى الصعيد حيث أكد على حمزة، عضو مجلس إدارة جمعية مستثمرى أسيوط ورئيس جمعية مستثمرى المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالصعيد ورئيس لجنة استثمارات تنمية الصعيد، انهم يشعرون بتفاؤل كبير نحو مستقبل افضل لصعيد مصر، خاصة مع الاهتمام الكبير الذى توليه الدولة الآن لمحافظات الصعيد كافة، والذى يلمسونه على ارض الواقع، لافتا الى انهم على مدى سنوات طويلة كانوا يستغيثون وينادون بالنظر الى الصعيد وتنميته، نظرا لما يتمتع به من ثروات، الا ان التجاهل كان نصيب هذه البقعة الغالية من ارض مصر، مشيرا الى ان ما نراه الآن من تطوير وتنمية ورصد مناطق صناعية ضمن خطة الدولة بمنطقة الصعيد، سيؤدى الى تنمية حقيقة مستدامة، وسيوفر مئات الآلاف من فرص العمل لشباب الصعيد ويقضى على اخطر مشاكلها، وهى البطالة، لافتا الى ان احد اخطر المشاكل التى كانت تواجه المستثمرين بالصعيد، هى عدم منح تراخيص لانشاء المصانع، ولكن مع قرار وزير التجارة والصناعة الأخير بطرح الرخص المؤقتة، سيتغلب على مشاكل المصانع المتوقفة بالصعيد والتى تزيد على 4 آلاف مصنع، بأسيوط فقط نحو 1000 مصنع ستشجع الاستثمارات، لان اكثر المشكلات التى كانت يعانى منها المستثمر التمويل الذى كان امرا فى غاية الصعوبة بسبب عدم وجود تراخيص للمصنع، مؤكدا ان هذا القرار سيلقى بظلاله الايجابية على المستثمرين، وسيجعلهم يستفيدون من مبادرة ال200 مليار جنيه التى طرحها البنك المركزى لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة بفائدة 5% متناقصة.