◙ ملحمة بطولية لشباب الكشافة بالكنيسة ورواد المسجد المجاور وأهالى المنطقة لمطاردة الإرهابيين
بعد أن غيرت إرادة المصريين مجرى المخططات الدولية لتقسيم الأوطان العربية والاستيلاء عليها، شهدت منطقة حلوان أمس الأول مواجهات شعبية ساخنة ضد محاولة خبيثة للهجوم على أحد الأماكن المقدسة بالمنطقة، وهى كنيسة مار مينا، وتجددت مع «حالة الشجاعة والبسالة» التى قام بها عدد من المواطنين من مختلف الأعمار، وثيقة التعاون بين المواطن ورجال الجيش والشرطة فى مواجهة أعداء الوطن المستمرة منذ عشرات السنوات. وبعد أحداث الكنيسة أكد المواطنون وقوفهم صفا واحدا ضد العمليات الإرهابية الغادرة، وشددوا على استعدادهم للتضحية بحياتهم، وعلى الرغم من وقوع الكثير من الشهداء و المصابين، فإن الشعب المصرى ازداد صلابة وقوة. جاءت المشاهد متعددة وردود الأفعال سريعة، أبرزها نجاح «شباب الكشافة داخل الكنيسة» فى فرض السيطرة، وإحكام غلق البوابات جيدا، لإفشال أى محاولات للتسلل، كما قام عدد من الشباب بحيازة سلاح شهيد الشرطة، قبل أن يتمكن الإرهابى من الوصول اليه واستخدامه فى إسقاط عدد أكبر من الضحايا، بل تمكنوا من تشتيته وتهديده بمحاولة القضاء عليه باستخدام سلاح الشرطي. ومرورا بالأحداث السريعة، نرصد المشهد أمام المسجد المجاور للكنيسة، وهو يستغيث بالمصلين وأهالى المنطقة ويبلغهم بالهجوم على الكنيسة بذخيرة حية، ثم المشهد الأكثر حظا فى المتابعة الإعلامية وهو مشهد بسالة أحد المواطنين وهو يخطف السلاح النارى من يد الإرهابى ويطرحه أرضا، ويتمكن منه بمساعدة مواطنين آخرين لحين القبض عليه من رجال الشرطة. فى البداية، يقول ميلاد ايهاب من سكان المنطقة المجاورة لكنيسة مار مينا أنه فور سماع طلقات نارية بمحيط الكنيسة وصراخ بعض السيدات، هرع عدد كبير من شباب المنطقة إلى مصدر سماع طلقات الرصاص، وردد البعض أنه هجوم على الكنيسة، وفور وصولنا وجدنا أحد أفراد قوات الشرطة سقط قتيلا على الأرض أمام الباب الرئيسى الذى وجدناه مغلقا، وسمعنا تحذيرات عديدة بأن أحد الإرهابيين يقوم بإطلاق الرصاص بطريقة عشوائية فى محاولة لاقتحام الكنيسة. ويضيف تامر حكيم، ابن عم الشهيدين عماد عبد الشهيد 45 سنة وشقيقته صفاء 40 سنة، أنهم كانوا داخل الكنيسة لأداء القداس، وعقب انتهاء الصلاة كانوا يشهدون قداس ذكرى عمهم، ثم فوجئوا بسماع أصوات طلقات نارية كثيفة، فهرعوا إلى باب الكنيسة الرئيسى وشاهدوا أمينى الشرطة المكلفين بالحراسة، وهما يواجهان محاولة الاعتداء على الكنيسة. وأكد أنهم قاموا بالاتصال بشرطة النجدة عدة مرات خلال فترة تبادل اطلاق الرصاص، وبعد إصابة أمين الشرطة الأول قاموا بسحبه إلى داخل الكنيسة لمحاولة إسعافه، وقام الأمين المصاب بمحاولة الاتصال لطلب الدعم حتى سقط مغشيا عليه. وأضاف نادر سمعان أحد شباب الكشافة بالكنيسة، أنه فور سماع تبادل اطلاق الرصاص بين قوات الشرطة ومسلحين، قمنا بإحكام السيطرة على أبواب الكنيسة، حتى لا يتمكن أحد من اقتحامها، كما طلبنا من الموجدين ضرورة الدخول إلى الساحات الداخلية، وتأمين عملية خروجهم بسلام فى حالة اقتحام الكنيسة، كما طالبناهم بالاتجاه الى الصلاة الى الله والدعاء بالنجاة من اللحظات المرعبة التى تعرضنا لها. على صعيد آخر، رصدت بعض كاميرات المواطنين من سكان المنطقة والأهالى شجاعة أحد الشباب الذى حاول مواجهة الإرهابى بسلاح الشرطى الشهيد، ثم قام باستخدام سيارته الملاكى فى التخلص منه، أنه جرجس عبد الشهيد شقيق شهيدى الحادث عماد وصفاء، وهو الشاب الأول الذى حمل سلاح أمين الشرطة الشهيد وحاول استكمال المواجهة مع الإرهابي، يقول أنه كان يقف أمام باب الكنيسة قبل بداية الحادث لتجهيز سيارته لمغادرة أسرته المكان، وعند بدء عملية الهجوم كانت شقيقته تسلم على زوجها (المصاب فى الحادث) وكانت تقف مع سيدتين أخريين، وهن أول من قام الإرهابى بإطلاق الرصاص عليهن، ثم وجه الإرهابى نيرانه نحو أمينى الشرطة اللذين تبادلا الرصاص معه. ويضيف أنه بمجرد سقوط أمين الشرطة على الارض متوفى وبعد اصابة زميله الأول، قمت بحيازة سلاحه لاستكمال عملية المواجهة المسلحة مع الإرهابي، وأطلقت ثلاث رصاصات نحوه، ثم طلب منى شخص آخر الحصول على البندقية الآلية لقتل الإرهابي، وتوجهت بعدها على الفور لقيادة سيارتى الملاكى (حمراء اللون) وبعد نفاد الذخيرة، حاولت قتله بدهسه بسيارتى إلا أنه قام بالدخول إلى الحارة الضيقة المواجهة لسور الكنيسة، حتى سقط على الأرض وتمكن منه بعض الأهالى فرجعت بسيارتى لمحاولة إسعاف شقيقتى صفاء، إلا أننى فوجئت بأنها فارقت الحياة، ورغم ذلك قمت بنقلها وسيدة أخرى إلى مستشفى النصر، وعند وصولى علمت بخبر استشهاد شقيقى عماد أثناء محاولة غلقه الباب بعد انتشال أمين الشرطة المصاب.على صعيد آخر، أكد اللواء فاروق المقرحى الخبير الأمنى أن المواطن المصرى أصبح على درايه كافية بأن من يقومون بتلك العمليات الإرهابية هم مجموعة من المرتزقة، يحاولون تحقيق الخراب والدمار للبلاد لتسليمها إلى المستعمر الأجنبي، كما أصبح الشعب المصرى على دراية كاملة بأهداف ودوافع تلك الجماعات وبعدها الكامل عن السياسة او عمليات الاصلاح. وأضاف أنه من هذا المنطلق رأينا المشاركة الفعالة من قبل عدد من المواطنين فى مواجهة الإرهابي، ويجب ألا ننسى دور رجالة الشرطة فى حماية الكنائس ودور العبادة المختلفة بعدد من رجال الشرطة والوجود خارجها على مدى اليوم الكامل.