* المهندسون والفنيون الروس : سعداء بالعمل فى الضبعة وحفاوة الاستقبال أدهشتنا * إنشاء مكاتب المهندسين والوحدات السكنية الخاصة بفريق العمل والمراصد * أهالى الضبعة : المشروع سيكون فاتحة خير علينا ..والرئيس أوفى بوعده
اتجهت أنظار العالم إلى منطقة الضبعة النووية .. كثيرون يتساءلون: ماذا يدور على الأرض بعد توقيع مصر وروسيا على البدء فى تنفيذ المشروع ؟ هل بدأ المهندسون المصريون والروس فى وضع اللبنات الأولى ؟ هل انتهت المرحلة التمهيدية لتبدأ المرحلة الأولى بعد اسبوعين مع بداية عام 2018. «الأهرام «زارت مقر المشروع والتقت بعض الخبراء الروس لتقف على تفاصيل مايحدث بهذه المنطقة التى اتجهت أنظار العالم إليها عقب وصول الرئيس بوتين إلى مصر والتوقيع رسميا على المشروع النووى الكبير. بداية نشير إلى أن الخبراء الروس يعملون حاليا فى مرحلة الإنشاءات والجسات وكذلك الأماكن المناسبة لوضع المفاعلات الاربعة .. وأن هناك 35 خبيرا وفنيا تابعين لشركة «روس أتوم» الروسية التى تتولى تنفيذ المحطة قد انتهوا من أعمال المسح الخاصة بالموقع بشكل عام. وفى أول تصريحات لصحيفة مصرية وعربية مع الخبراء الروس الموجودين بالموقع أكدوا مدى سعادتهم بالعمل فى الضبعة واندهشوا من حفاوة المصريين بهم واستقبال أهالى الضبعة لهم وحسن معاملتهم من الجميع فى أى مكان يذهبون إليه . عند الكيلو 148 من ناحية طريق الساحل الاسكندرية تغيرت الحياة تماما سور طويل ممتد على مدى البصر .. وبعد دخولنا من البوابة العملاقة لاحظنا أن العمل يجرى بمنتهى السلاسة والهدوء .. حاليا الفنيون الروس فى موقع المشروع يقومون بعمليات مكثفة المسح الجيولوجى والاختبارات البيئية للموقع بعد أن تم الانتهاء من إنشاء المختبر الخاص بمسح التربة الذى أقيم على مساحة 200 متر واعداد البيانات الدقيقة الخاصة بأجهزة قياس سرعة الرياح على الارتفاعات المختلفة من الموقع وكذلك درجات الحرارة على مدى الساعة لبحث تأثراتها المباشرة ووضع صورة واضحة عن التغيرات الجوية على مدار عام مضى وذلك للعمل بها أثناء التصميمات الإنشائية وكذلك البيانات الخاصة بكل المعاملات التى تخص الرصد البيئى والزلازل وغيرها. وقد أكد مهندسون مصريون وروس ل «الأهرام» داخل الموقع أنه تم حاليا الانتهاء من عمليات رصد حركات المد والجزر لمياه الشاطئ بالمنطقة الساحلية لموقع المشروع بالإضافة إلى رصد مسارات أشعة الشمس لموقع المحطة بوحدات القياس الروسية التى تم تركيبها فى الموقع أوائل العام الحالى. وقد تم أيضا داخل الموقع إنشاء مكاتب المهندسين والوحدات السكنية الخاصة بفريق العمل بالموقع وتركيب المراصد التى تقوم بعمليات تسجيل العينات التى يتم سحبها من المياه والأمطار ومعدلات البخر لمياه البحروإجراء بعض التجارب وتجميع البيانات اللازمة للبدء فى التصميمات الهندسية الخاصة بالمحطة. موقع المشروع من الداخل - فى الاطار البوابة الرئيسية كما شهد موقع المحطة الانتهاء من إنشاء السور الجديد للمشروع النووى الذى بلغ ارتفاعه 6 أمتار بطول 13 كيلو مترا بمحازاة طريق مطروح - الإسكندرية الدولى الساحلى وبعمق يتراوح مابين 3 الى 25 كيلو مترا حتى خط الشاطئ . وقد تسلم الخبراء الروس الموقع منذ أكثر من عام وقد قاموا بالاحداثيات الهندسية للموقع بدءا من الكيلو 149 حتى الكيلو 164 وبعمق 35 كيلو مترا حتى خط الشاطئ وقد تحدد أن تكون بوابة المحطة الرئيسية عند الكيلو 160 وقد قام الروس بالاطلاع على الدراسات السابقة التى أعدتها الشركة الفرنسية عن احداثيات موقع المحطة بناء على طلبهم حيث قاموا بدراسات للتأكد من مطابقتها بالدراسات الجديدة التى يقومون بها و التى يجرى إعدادها بنظام ( Gps)لبيان مدى الاعتماد عليها فى بناء المفاعلات الأربعة من عدمه. كما يقوم الخبراء الروس بالتحديد النهائى لأماكن إنشاء المفاعلات النووية وفقا لمعايير الأمان النووى الدولية والتى تتطلب إقامة المفاعلات فوق سطح تربة ذات طبيعة خاصة بالإضافة إلى طبيعة مناخية وبيئة محددة وباشتراطات صارمة. 1500 مسكن وقد رصد الأهرام الانتهاء من المرحلة الأولى للمدينة السكنية الجديدة التى تم اقتطاعها من المساحة الإجمالية لموقع مشروع الضبعة النووى بطول كيلومترين والتى تضم 1500 مسكن تم تشييدها على الطراز البدوى والتى أهداها الرئيس عبد الفتاح السيسى لأهالى الضبعة الذين تم نزع أراضيهم من موقع المشروع . وتبلغ مساحة كل منزل 150 مترا وقد تم تزويد جميع المنازل بالمرافق والخدمات بالإضافة إلى تزويد المدينة بمدرسة للتعليم الأساسى ومسجد ومكتب بريد وسنترال وحدائق ووحدة صحية كما يتم العمل أيضا فى العمارات الخاصة بالعاملين بالمحطة النووية وهى ايضا متاخمة لسور المحطة النووبة. الانتهاء من المدرسة النووية وفى جولتنا بمشروع الضبعة لفت أنظارنا العمل على قدم وساق داخل أول مدرسة ثانوية نووية فى الشرق الأوسط بالضبعةحيث العمل يجرى للانتهاء من مبانى المدرسة التى سيتم تسليمها من المقاول لمديرية التربية والتعليم بمطروح فى أبريل المقبل وقد أكد الدكتور سمير النيلى وكيل وزارة التربية والتعليم بمطروح أنه تم اختيار موقع المدرسة بحيث يطل على موقع المحطة النووية ليكون الطلاب دائما فى أجواء ورحاب المشروع النووى، مشيرا الى انه سيتاح لهم فرصة التدريب والتعلم على أرض الواقع. عدد من الخبراء الروس بالموقع وتبلغ مساحة مدينة الضبعة 24 ألف كم2 تمثل 14.14 % من جملة مساحة محافظة مطروح بينما تبلغ مساحة مدينة الضبعة نحو 10 كم2 تقريبا ويحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط ومن الجنوب العلمين وسيوة حتى حدود محافظة الجيزة كما يحدها من الشرق مركز العلمين والغرب مركز مرسى مطروح. يتضمن مركز الضبعة 13 وحدة قروية بالإضافة إلى بعض التجمعات السكنية والنجوع المجاورة ومن الناحية النوعية يتضمن مركز الضبعة تجمعات تشمل كافة الفئات من الشعب من عمال ومهنيين ومزارعين وتجار ورجال أعمال بالإضافة إلى التجمعات السكانية البدوية . وقد بلغ عدد سكان مركز الضبعة نحو 53287 نسمة منهم نحو 26977 نسمة يسكنون مدينة الضبعة أى ما يمثل تقريبا نصف عدد سكان المركز، بينما كان عددهم فى 2003 نحو 24800 نسمة حسب إحصاء الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.
الأهالى يرحبون وقد لاحظنا الفرحة الغامرة فى عيون أهالى الضبعة الذين عبروا عن ارتياحهم بتفعيل المشروع وبدء تنفيذ المحطة التى تجمد تنفيذها عقودا طويلة مضت وقد قرر أهالى الضبعة إقامة احتفال شعبى كبير غدا السبت وخلال اليومين القادمين . وبلغة يملؤها التفاؤل يقول الشيخ موسى خوير رئيس مجلس حكماء محافظة مطروح إن الرئيس عبد الفتاح السيسى تعامل مع ملف محطة الطاقة النووية الذى يعد من أهم المشروعات القومية بحكمة واقتدار حيث تم إقناع الأهالى بتسليم موقع المحطة طواعية وبدون شروط ووعدهم بتعويض عادل لهم وأوفى بالوعد. وأضاف أن أهالى الضبعة مستبشرون خيرا بالمشروع الذى سوف يضع الضبعة على خريطة الطاقة العالمية وسيحولها من مجرد مدينة صغيرة صحراوية ساحلية إلى مدينة شهيرة عالميا بالاضافة الى توفير فرص العمل لأبناء الضبعة ومطروح فى المشروع النووى الذى سيؤدى الى انتعاش الضبعة اقتصاديا نظرا لوجود الآلاف من العمالة الدائمة والمؤقتة فى الشهور المقبلة بموقع المشروع وما يترتب على ذلك من ازدهار فى عمليات البيع والشراء وغيرها. ويقول خالد أبوخريطة رئيس رابطة شباب محافظة مطروح إن أهالى الضبعة خاصة الشباب مدركون تماما لأهمية المشروع والذى سيحقق طفرة هائلة فى إنتاج الكهرباء اللازمة لجميع المشروعات الحالية والمستقبلية وأن جميع الأهالى ينتظرون بدء تنفيذ المحطة حيث ستكون الضبعة بؤرة اهتمام الجميع. مندوب الأهرام مع أثنين من مهندسى المشروع ويقول حمدى حفيظ الجميعى أحد شباب الضبعة إن بدء إطلاق اإشارة تنفيذ المحطة النووية بالضبعة يعد يوما تاريخيا بمعنى الكلمة فقد طال انتظاره منذ اكثر من 36 عاما مضت حتى ظن جميع اهالى الضبعة أن أرض المشروع ستتحول الى منتجعات سياحية .