توقعات مبشرة بعودة السياحة الروسية إلى مصر بعد زيارة الرئيس فلاديمير بوتين، تعززها مؤشرات قوية علي بداية تحقيق انتعاشة في حركة السياحة الوافدة إلى مصر خلال الشهور الماضية، حيث أكد مسئولون بقطاع السياحة وشركات محلية فى مصر، تزايد حركة السياحة الوافدة إلى مدن شرم الشيخوالغردقة ومرسى علم ، كما أن هناك طلبا متزايدا على مدينتى الأقصر وأسوان من جنسيات أمريكية وإيطالية وتركية ويابانية وصينية، مما يعزز فرص عودة السياحة كما كانت فى عام 2010. تأتى زيارة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين مصر لتفتح من جديد ملف عودة السياحة الروسية الى مصر، والتى تعد الأكبر بين الجنسيات التى تفضل السياحة المصرية وتعتبرها الوجهة السياحية المفضلة، والتى تحظى باهتمام خاص من جانب مصر أيضا، وتؤكد المؤشرات أن عودة السياح الروس أصبحت أمرا واقعا، وأنها ستظل أفضل الوجهات السياحية لهم، وأنها ستستعيد مكانتها السياحية خلال الفترة القليلة المقبلة. السائحون قادمون وليد البطوطى مستشار وزير السياحة شدد على أن وزارة السياحة على استعداد تام لعودة السياحة الروسية الى مصر فى حال اتخاذ هذا القرار خلال زيارة بوتين القاهرة، حيث إن المطارات المصرية أصبحت تتفوق على المطارات الخارجية من حيث شروط الأمن، والفنادق على استعداد لاستقبال أى أعداد من جنسيات مختلفة، وأن عودة السياحة الروسية تضمن استمرار الكثير من فرص العمل فى هذا القطاع. ويرى أن حال السياحة تحسنت كثيرا خلال الشهور الماضية، وأن هناك إشغالات كثيرة فى الفنادق حتى نهاية الموسم الشتوي، وأن الأرقام التى يتم العمل على حصرها حاليا تدل على ذلك، مضيفا ان الدولة المصرية تواجه أوضاعا اقتصادية تحدد أولويات الإنفاق الحكومى للخروج من أى أزمات ودفع عجلة التنمية. حركة السياحة تتعافي عادل زكى رئيس لجنة السياحة الوافدة السابق، أشار إلى أن عودة السياحة الروسية إلى مصر خلال الفترة المقبلة ستحقق رواجا كبيرا فى مدن الغردقةوشرم الشيخ ومرسى علم.. حيث إن السائح الروسى يفضل سياحة الشواطئ، ويجب توقف بعض الشركات السياحية عن بيع الغرف بأسعار ضعيفة للغاية، لأن هذا يؤثر بالسلب على السياحة المصرية، حيث يتم بيع الأسبوع مقابل 400 يورو، وهذا رقم متواضع للغاية ويحرم مصر من السياح الأكثر إنفاقا فى العالم. وأوضح أن جميع المؤشرات توضح تعافى حركة السياحة القادمة إلى مصر، وأنها ستشهد الطفرة الكبرى العام المقبل الذى سيحل علينا بعد أيام، كما أن معرض السياحة الأخير الذى يقام كل عام بألمانيا شهد حضورا كبيرا من جانب الشركات العالمية والوكلاء على الجناح المصري، وأشار الى أن السياحة الأوروبية تشكل أهمية كبرى لمصر حيث تشكل 72% من السياحة القادمة إلى مصر، ويبلغ نصيب السياحة الثقافية من السياحة الوافدة 60 % وباقى النسبة من نصيب سياحة الشواطئ ووزارة الآثار يمكن أن تسهم فى زيادة نسبة السياحة الوافدة إلى مصر من خلال الترويج للمواقع الأثرية التى يتم اكتشافها، ولكن للأسف الشديد لا توجد لديها ميزانية واعتمادها الرئيسى على رسوم دخول المواقع الأثرية، التى بلغت فى عام 2010، مليارا و200 مليون جنيه ، ولكنها تراجعت السنوات الماضية. تدفق السياح إلهامى الزيات رئيس اتحاد الغرف السياحية السابق والخبير السياحى عبر عن تفاؤله بالموسم الشتوى لهذا العام، وتوقع أن يشهد هذا الموسم طفرة فى أعداد السائحين وزيادة فى الحركة الوافدة، وأن التحسن لن يقتصر على السياحة الشاطئية مثل الغردقةوشرم الشيخ ومرسى علم، بل سيشمل السياحة الثقافية أيضا وسيكون لمدينتى الأقصر وأسوان نصيب كبير ومعدلات الزيادة المتوقعة ستكون من 20 إلى 25% بالمقارنة بالعام الماضي..كما أن هناك وجودا ملحوظا لعدد كبير من الجاليات الأمريكية والايطالية واليابانية والتى تعد من بين السياح الأكثر إنفاقا ممن يفضلون زيارة مصر. واعتبر الزيات أن الرحلات الخارجية التى قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال الفترة الماضية، وتحديدا الى أوروبا، وزيارة الرئيس الروسى مصر، كان لها أثر كبير فى بدء تدفق السياح، حيث إن ملف السياحة له أولوية على أجندة الرئيس فى كل مكان يذهب إليه، ويسعى جاهدا لتغيير واقع هذا القطاع الذى يعمل به أكثر من ثلاثة ملايين مواطن. لجنة أزمات على غنيم الخبير السياحى وعضو مجلس إدارة اتحاد الغرف السياحية يرى أنه لكى تعود السياحة كما كانت قبل عام 2010، لابد من وجود «لجنة إدارة أزمات» من الجهات المختلفة تدير أزمة السياحة التى نمر بها، ومن أهم الأولويات التى يجب أن تقوم بها اللجنة تنفيذ حملة دعاية مكثفة مستمرة فى الأسواق السياحية الكبري، لكى نؤكد للجميع أن مصر بخير، وأن ما يتردد فى وسائل الإعلام الغربية حول انتشار الإرهاب لا أساس له من الصحة، وأن توقف الدعاية يعطى فرصة كبرى للترويج السلبى ضد مصر، واستدل على ذلك بأن الهيئة العامة لتنشيط السياحة للأسف الشديد تقوم بتنفيذ حملة دعائية لمدة 3 أشهر، ثم تتوقف مما يعطى فرصة للأسواق المنافسة للوجود فى الأسواق السياحية بشكل أفضل، والترويج بأن مصر لا يوجد عليها إقبال سياحي، وأنها تواجه أزمات داخلية كثيرة. ونبه إلى أنه لابد من توفير «شركات ناقلة»، والذهاب إلى المقاصد السياحية كما تفعل بلدان مجاورة حيث تدق أبواب 360 مقصدا سياحيا على مستوى العالم تحقق بها أرقاما كبرى فى التدفقات السياحية. أسواق السياحة العالمية أسامة خيرى عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة قال إنه توجد أسواق كبرى غير أوروبا لابد من طرقها، مثل الهند والصين وجنوب شرق آسيا، وهذه الدول لا توجد بها أى دعاية سياحية لمصر، وكأننا خارج إطار الخريطة السياحية، ولابد من توفير شركة الطيران الناقلة إلى هذه الأسواق، فعودة السياحة إلى ما كانت عليه «ممكنة»، بشرط التنفيذ على أرض الواقع، وطرق جميع الأبواب، وعدم انتظار السائح ليأتى إلينا، فلابد أن نذهب إليه فى مكانه. ويتوقع خيرى تغييرا فى نظرة أوروبا إلى مصر، حيث تمثل 75 % من السياحة الوافدة الينا، والسائح الأوروبى يعد من بين أكثر السياح إنفاقا. أحمد ادريس عضو لجنة السياحة بمجلس النواب وصف توقعات صندوق النقد الدولى قبل فترة قصيرة بنمو السياحة فى مصر، بأنها تعد «رسالة تحفيز» لرجال الأعمال فى دول العالم للاستثمار فى مصر وتحديدا فى قطاع السياحة، وتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تدفق الأفواج السياحية إلى مصر ثمرة لمجهودات وزارتى السياحة والطيران لتوفير أرقى الخدمات فى القطاعين، وتحمل أعباء كثيرة من أجل عودة مصر كما كانت عليه.