عقب اجتماع مغلق عقده مع الرئيس اللبنانى ميشال عون، أعلن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريرى أمس -فى خطاب تلاه من القصر الرئاسى -تريثه فى تقديم استقالته رسميا، بعد نحو ثلاثة أسابيع على إعلانها بشكل مفاجئ من الرياض، وذلك استجابة لطلب الرئيس ميشال عون بإفساح المجال أمام مشاورات إضافية. وقال الحريرى- "عرضت اليوم استقالتى على الرئيس عون، وقد طلب منى التريث فى تقديمها والاحتفاظ بها لمزيد من التشاور فى أسبابها وخلفياتها السياسية فأبديت تجاوبا مع هذا التمنى"، معربا عن أمله أن يشكل قراره "بداية جيدة لحوار مسئول" من شأنه أن "يعالج المسائل الخلافية وانعكاساتها على علاقات لبنان مع الأشقاء العرب". جاء هذا التطور بعد أن شهد الحريرى وعون ورئيس مجلس النواب نبيه برى وعدد من قيادات الحكومة والجيش اللبنانى العرض العسكرى بمناسبة الذكرى ال 74 لاستقلال لبنان فى ساحة جادة شفيق الوزارن فى العاصمة بيروت. وأطلقت المدفعية اللبنانية 21 قذيفة مدفعية حلبية،واستعرض الرئيس عون يرافقه وزير الدفاع يعقوب الصراف، القوات المسلحة اللبنانية المشاركة فى الاحتفال عبر سيارة مكشوفة وتقديم التحية للوحدات المشاركة. وصافح الحريرى الرئيس عون لدى وصوله إلى منصة الاحتفال، فى الوقت الذى عُزف السلام الوطنى لجمهورية لبنان. وأبدى السيد حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله، إثر ذلك مرونة واستعدادا للتفاهم مع الحريري. وقال "بالتأكيد نحن جميعا فى لبنان ننتظر عودة رئيس الحكومة، وهو بالنسبة لنا ليس مستقيلا"، مضيفا "عندما يأتى سنرى ونحن منفتحون على كل حوار وكل نقاش يجرى فى البلد". وكان الحريري، قد وصل مساء أمس الأول إلى مطار رفيق الحريرى الدولى فى العاصمة اللبنانيةبيروت، وبعد وصوله بيروت، قام الحريرى بزيارة قبر والده، رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريرى، الذى اغتيل فى تفجير عام 2005. ووصل الحريرى (47 عاما) بمفرده إلى بيروت دون زوجته التى ذهبت إلى السعودية، بحسب مصادر مقربة من الرئيس، لتنضم إلى ابنيها اللذين يدرسان هناك. ومن جانبه، قال الرئيس اللبنانى العماد ميشال عون،" إن الوطن الذى حرر أرضه من العدو الإسرائيلى والتكفيرى ليس وطنا يسهل استباحته ما دام يعتصم بوحدته الداخلية". وأضاف الرئيس عون فى كلمة وجهها إلى الشعب اللبنانى بمناسبة عيد استقلال لبنان الذى يوافق أمس " بوحدتكم تخطيتم الكثير من الصعاب والأزمات والمخاطر ، فلا تسمحوا للفتنة أن تطل برأسها بينكم لأنها الدمار الشامل الذى لا ينجو منه أحد، وحدها وحدتكم هى المنقذ، هى أمانكم، هى استقراركم وهى مستقبل وطنكم وأولادكم". وأشار إلى أن الجيش هو حارس الوحدة الداخلية وحامى الحدود، ودعا الجيش أن يكون أفراده دوما جاهزين لأداء واجبهم والوفاء بقسمهم. وتناول الرئيس اللبنانى الأزمة الحكومية الأخيرة، فقال " إنها شكلت للحكم وللشعب اللبنانى اختبارا صادما وتحديا بحجم القضايا الوطنية الكبرى يستحيل إغفالها والسكوت عنها". ودعا اللبنانيين إلى أن يفرحوا ويحتفلوا بالاستقلال ويصونوه ويحافظوا عليه ، وأضاف "لقد دفعنا أغلى الأثمان كى يعود عيدا بعد أن كان ذكرى".