حديقة الحيوان بمحافظة الجيزة إحدى أهم المعالم البارزة للقاهرة الكبرى، وجزء مؤثر من تراثها الحضارى، ومتنفس وحيد للترفيه عن قطاع عريض من عامة الشعب. ولها أهمية كبرى فى الترويج لمفاهيم التنوع البيولوجى وحمايته، والحفاظ على الحيوانات النادرة من الاندثار، ومن هنا يطرح السؤال نفسه: كيف يتم التغلب على المشكلات المتعددة التى تواجه الحديقة حاليا، وتهدد بألا تقوم بدورها المطلوب لخدمة أهداف حماية البيئة والتنوع البيولوجى، على الوجه المطلوب؟
يبدو أن الحديقة تسعى لتحقيق هذه الغاية من خلال ما تضمه من منشآت تاريخية مثل بيوت الدببة والضباع والفيلة والسباع والزواحف، وأكشاك الطيور، وحظائر «التياتل»، وبركة فرس النهر والمتحف الحيوانى، إلى جوار ما تمت إضافته للحديقة من مراكز متخصصة كبيت الزواحف الذى تم تحديثه عام 1963، ومركز الوعى البيئى الذى تم افتتاحه فى عام 1990، و مركز الإكثار الذى تم افتتاحه 2003، ليقوم بإكثار الطيور النادرة والمهددة بالانقراض، وكذلك افتتاح مركز تكنولوجيا المعلومات عام 2008. وكان قد تم إنشاء الحديقة فى عهد الخديوى إسماعيل عام 1891، بينما تم افتتاحها فى عهد الخديوى توفيق عام 1892، وتبلغ مساحتها الآن 85 فدانا، وتضم أماكن أثرية عدة أهمها جبلاية القلعة وجبلاية الشمعدان والكوبرى المعلق الذى بناه المهندس الفرنسى المشهور إيفل. بحوث.. وتوعية الدكتور محمد رجائى عبد الحميد، رئيس الإدارة المركزية لحديقة الحيوان، يقول إن من الأهداف الرئيسة لحدائق الحيوان زيادة الوعى الثقافى والبيئى لدى الجماهير تجاه الحياة البرية والبيئة المصرية، مشيرا إلى أنه لتحقيق هذا الهدف «نقوم بتنفيذ برامج توعية للطلبة بغرض الحفاظ على البيئة، وحماية الحيوانات المهددة بالانقراض». ويضيف أن الحديقة تقوم، من خلال مراكزها المتخصصة، بتشجيع إجراء الأبحاث العلمية الخاصة بالحيوان، وتيسير إجرائها للباحثين المتخصصين، كما نقوم بتوفير الظروف البيئية الضرورية لتوفير الرعاية الكاملة للحيوانات، وتحسين وسائل الإعاشة لها من تغذية، وعلاج. مشكلات.. الجلود ويشير الدكتور رجائى إلى أنه يتم حاليا تطوير الحديقة وزيادة الاهتمام بها من حيث النظافة ورعاية الحيوانات، مستدركا بأن الإدارة واجهت عددا كبيرا من المشكلات من بينها عدم توافر الوسائل اللازمة لرعاية الحيوانات والطيور رعاية جيدة، وكذلك نقص أعداد بعض الحيوانات والطيور، علاوة على مشكلات بالمجزر وعطل بالمحرقة الخاصة بحرق مخلفات الحديقة سواء مخلفات المجزر أو المخلفات الأخرى. ويوضح أنه كان موجودا بالحديقة كمية كبيرة متراكمة من جلود الحمير التى تذبح لإطعام حيوانات الحديقة من أسود وسباع، مما تسبب فى انتشار الروائح الكريهة وانتشار الحشرات، وكان سعر جلد الحمار يبلغ 175 جنيها فقط لكن تم حل هذه المشكلة، وتنظيم مزادات، وبيع الجلد بنحو ألفى جنيه، مما أدى إلى تحقيق دخل يوازى ثمانية ملايين جنيه. ويتابع أنه تم عمل حملة نظافة شامله للحديقة وتشغيل المحرقة والاستعانة بالمركز القومى للبحوث الزراعية لتقليم أشجار الحديقة، والحفاظ على الأنواع النادرة بها من التدهور، مشيرا إلى أنه توجد بالحديقة أشجار نادرة من الصعب تعويضها.