على بُعد 400 كيلو من القاهرة يشيد المهندسون إنجازا جديدا بإمكانات محدودة للغاية لكى ينضم إلى المشروعات القومية العملاقة لكى يفخر بها كل مصري، فبين ضفتى نيل أسيوط تقع قناطر أسيوط الجديدة وفى القلب منها تم بناء محطة كهرومائية بأيدى المصريين .. يعملون كخلية نحل ليل نهار يسابقون الزمن لإنجاز المشروع تمهيدا للافتتاح فى مارس المقبل. «الأهرام» زارت المشروع وتجولت داخل وحدات توليد الكهرباء التى تقع أسفل مياه نهر النيل على مسافة تصل إلى 56 مترا تحت الأرض، لنتابع عن قرب مراحل إنشاء وتركيب توربينات الكهرباء داخل قناطر أسيوط الجديدة التى بدأ العمل بها منذ قرابة 5 سنوات، وقاربت الأعمال الانشائية على الانتهاء لتصل نسبة الانجاز بالمشروع إلى 99% لتنضم المحطة إلى منظومة إنتاج الكهرباء فى مصر. ويقول المهندس محمد أسامة رئيس هيئة تنفيذ المحطات المائية إنه تم البدء فى التشغيل التجريبى للوحدة الأولى والثانية من محطة كهرباء أسيوط المائية، تمهيدا لربطهما بالشبكة القومية، حيث تم الانتهاء أيضا من منظومة نقل الكهرباء للمحطة من خطوط نقل ومحطة المحولات وحوش المفاتيح، موضحا ان القدرة الإجمالية للمحطة تبلغ 32 ميجا وات، وهى آخر محطة مائية كبيرة على مجرى النيل، وتتكون من 4 وحدات قدرة كل وحدة منها 8 ميجاوات، ويتم حاليا الانتهاء من تركيبات الوحدة الثالثة التى وصلت نسبة الانجاز بها 95 % وجار تركيب الوحدة الرابعة. ويشير المهندس بدوى مجاهد مدير الدراسات والبحوث بالهيئة المقيم بالمشروع، إلى ان المحطة توفر 50 ألف طن من الوقود، تبلغ قيمته 100 مليون جنيه، كما تسهم فى خفض انبعاثات غاز ثانى أكسيد الكربون، ويتم ضخ 227 متر مكعب فى الثانية من المياه لتشغيل كل توربينة بالمحطة. وأكد المهندس رزق أحمد مدير المكتب الفنى بالهيئة ان تكلفة إنشاء المحطة الكهرومائية بلغت 18.5% من إجمالى تكلفة إنشاء قناطر أسيوط المائية، بقيمة نحو 44.294 مليون جنيه، و68.78 مليون يورو، وأضاف أن المحطات المائية تحقق كفاءة تشغيلية عالية مقارنة ببدائل الطاقة الأخرى التقليدية والمتجددة كما أن تكلفتها الاقتصادية مناسبة، فضلا عن الاعتبارات البيئية الجيدة لها. وأوضح المهندس محمد أسامة أن الهيئة تعمل وسط امكانات محدودة للغاية حيث يعمل فى انشاءات المحطة عشرة أفراد مابين مهندس وموظف، بينما تم توفير 300 فرصة عمل مؤقتة خلال فترة الانشاءات.