في ظل أزمة المرور الخانقة التي تعيشها القاهرة ومشكلات نقل الركاب في العاصمة المزدحمة التي تعاني من التكدس المروري والتلوث وعدم قدرة الطرق الحالية علي استيعاب الكم الهائل من السيارات، مما يتحتم ايجاد بدائل غير تقليدية مناسبة لحل هذه المشكلة المزمنة بعد أن أصبح النقل الجماعي يمثل معاناة يومية و عبئا علي المواطنين. فقد أكدت دراسة أجرتها محافظة القاهرة و هيئة النقل العام ضرورة الاستعانة ببيوت خبرة عالمية لتوفير العدد الكافي من الوحدات النهرية الحديثة السريعة و المزودة بوسائل أمان و راحة للركاب و زيادة عدد المراسي و لكن رد هيئة النقل العام هو أن وحدات الأتوبيس النهري تعمل منذ عام1988 و أصبحت في حالة متدهورة. لكن قبطان بحري عمرو درويش يطرح مشروعا يقلل الاختناقات المرورية بنسبة30% من خلال استغلال مجري نهر النيل وحوادث السير و يخدم السياحة ويجعل انتقال السائح في انحاء القاهرة متعة وليس رحلة للعذاب, من ناحية اخري يوفر فرص عمل تقلل من نسب البطالة, وفي نفس الوقت تطهير نهر النيل من العشوائيات والتلوث من خلال تطوير و تجهيز وحدات الأتوبيس النهري الحالية للعمل دون اللجوء الي بيوت خبرة عالمية, لكن فقط بخبرة واياد مصرية100% و العمل علي توفير اقصي وسائل الامان و الراحة والرفاهية للركاب. وتشير الدراسات التي قام بها مدرسو الأكاديمية البحرية بالإسكندرية التي تطالب بتطوير وتجديد الاتوبيس النهري ليس فقط في البدن و الماكينة بل ايضا تطوير كفاءة الإفراد العاملين علي هذه الوحدات. في البداية يؤكد القبطان درويش انه أجري دراسة لتطوير الاتوبيس النهري خاصة ان نهر النيل يمثل قيمة وواجهة حضارية لمصر كما يمثل الحل الأمثل لمشكلة المرور المزمنة بالقاهرة كما يمكنها الحد من البطالة و المساعدة الفعلية لوسائل النقل العام بالقاهرة. الي جانب توفير وسيلة مواصلات ترتكز علي توفير الامان و الراحة والسرعة للركاب. و لكي نستطيع الوصول بالاتوبيس النهري ليصبح وسيلة يمكن الاعتماد عليها في النقل الجماعي لابد من تطوير الوحدات و زيادة عدد المراسي للاتوبيس النهري التي تتوافر بها قواعد الأمان التي تحقق سلامة الركاب وإعداد خطة لإعادة10 وحدات نهرية خارج نطاق الخدمة بالهيئة يمكن تجهيزها و تطويرها والاستعانة بافراد مؤهلين تحت إشراف ضباط خريجي الاكاديمية البحرية. ويضيف درويش يجب تطوير البدن الخارجي لوحدات الاتوبيس النهري بحيث يراعي في تصميمه ان يكون معظمه من الزجاج الشفاف ليتمتع الركاب بمشاهدة معالم القاهرة علي ضفاف النيل ويصبح وسيلة نقل ممتعة و استخدام دهانات بحرية معتمدة من قبل هيئة السلامة. كما يتم تطوير البدن الداخلي للاتوبيس النهري و تزويده بمقاعد مريحة و أرضيات و مجمع موسيقي و شاشة عرض و تزويد الداخل بمنظومة مكافحة الحريق و كذلك معدات إنقاذ, كذلك تزويدها باجهزة اتصالات مع مراكز إنقاذ تابعة لهذه الوحدات وفقا للمواصفات العالمية. وتطوير الماكينة الخاصة بالوحدة تحت اشراف مهندسين بحريين خريجي الاكاديمية البحرية ومتابعة من اساتذتهم بالأكاديمية علي ان يقوم بعمل التحديث و الصيانة الدورية افراد مؤهلون من الأكاديمية وبقيادة مهندس بحري. وتجهيز افراد العمل علي الوحدات بشهادات موثقة من الأكاديمية البحرية في مكافحة الحريق و الإنقاذ و الإسعافات الأولية و خدمة الركاب, و جميع العاملين علي هذه الوحدات من ضباط و مهندسين وأفراد بلبس اكاديمي. مزايا التطوير ولا يقتصر المشروع علي تجهيز الوحدات لنقل الركاب فقط ولكن ايضا للرحلات النيلية حيث تتوافر عناصر الأمان و الراحة والرفاهية للركاب وهذا ما تسعي اليه الاسرة المصرية و افتقدته عندما تتوجه لاستئجار احد المراكب النيلية المختلفة و الأسو هو مساندة سماسرة الرحلات النيلية بالابتعاد عن الاتوبيس النهري و ابتزاز مرتادي نهر النيل من المواطنين و السائحين, الامر الذي يجعل مالكي السفن لا يلتزمون بمتطلبات الامان و الراحة علي سفنهم أو العمل علي تحديثها مما يضيف للمشروع ميزة اخري وهي اجبار ملاك السفن العشوائية علي تطويرها و تحديثها و بتطهير النهر العظيم من العشوائيات التي تتسبب في تلوثه وزيادة أعداد الضحايا لعدم توافر شروط الامان والسلامة علي متنها. من ناحية أخري تدريب الأطقم العاملة علي وحدات الأتوبيس النهري بواسطة ربابنة من الاكاديمية العربية للنقل البحري علي كيفية التعامل مع المعدات وإنقاذ و الركاب و الإسعافات الأولية و التعامل مع الحالات الطارئة. ومن أهم مزايا المشروع عند تنفيذه حل30% من مشكلة المرور الحالية في القاهرة ليكون نواة لتطوير النقل النهري علي مستوي المحافظات المطلة علي ضفاف النيل, مما يساعد في رفع المعاناة عن الشعب المصري والمساعدة في الحد من البطالة واعادة الوجه الحضاري لمصر ووضع الاتوبيس النهري علي الخريطة السياحية في مصر كوسيلة نقل جماعية نظيفة وامنة للمواطن والسائح.