برغم مرور أكثر من 10 سنوات على وفاة د.أشرف مروان، لا تزال إسرائيل ومخابراتها يتناولان سيرته بما يحفظ ل «الموساد» صورته، بالزعم أنه كان جاسوسًا مخلصًا لإسرائيل، فى محاولة يائسة للرد على نجاحات جهاز المخابرات المصرى فى اختراق «الموساد» وإمداده بمعلومات ووثاثق متضاربة، بعضها حقيقى للتمويه ومعظمها غير صحيح بقصد التضليل، كان لها أبلغ الأثر فى تحقيق عنصر المفاجأة الذى اعتمدت عليه حرب السادس من أكتوبر. آخر محاولات تزوير الحقائق كتاب أصدره يورى بار جوزيف، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة حيفا بعنوان «الملاك .. الجاسوس المصرى الذى أنقذ إسرائيل» واجتهد مؤلفه - عبر 13 فصلاً - لإقناع القاريء بأن أشرف مروان كان من أخلص جواسيس إسرائيل. والكتاب عامر بالأخطاء منها استهلال المؤلف له بمحاولة إقناع القاريء بأن تحرى الرئيس جمال عبد الناصر عن أشرف مروان قبل موافقته على زواجه من ابنته يدل على معرفة الرئيس الأسبق بانتهازية مروان، وهو زعم مردود بأن التحرى عن العريس عرف متبع فى المجتمع المصري، سواء أكان الأب موظفًا بسيطًا أم عالى المقام، ولم يكن ممكنًا لناصر أن يصاهر شخصًا يشك فى إخلاصه لبلده، كما أن الرئيس السادات بما ملك من دهاء فطري، لم يكن ليقرب مثل هذا الشخص ويجعله سكرتيره للمعلومات لو لم يثق فى وطنيته، ويؤيد ذلك أن الرئيس الأسبق حسنى مبارك وصف مروان عشية وفاته بأنه كان وطنيًا مخلصًا، قام بالعديد من الأعمال الوطنية. ولم يقدم يورى بار أسبابًا مقنعة لإلتحاق أشرف مروان بالموساد، مكتفيًا بإرجاع ذلك إلى شغفه بالقمار ونهمه إلى المال وإحساسه بالتهميش، متناسيًا أن مروان لم يكن محتاجًا إلى المال، فلديه الكثير منه من خلال صفقات السلاح، ولم يكن مهمشًا بل كان يشغل منصبًا بدرجة وزير وهو لا يزال فى ثلاثينات عمره، ومما يكشف جهل بار بالعمل المخابراتى تبريره سبب تحديد مروان 6 مساءً وليس 2 ظهرًا موعدًا للحرب، بأنه كان هناك موعدان للحرب وتم تعديل التوقيت حتى يتناسب مع القوات السورية، متجاهلاً قرب مروان من صاحب قرار العبور الرئيس أنور السادات «الذى كان يحدد ويكتب ويملى على مروان كل شئ» على ما عبر شمعون مندس، المؤرخ الإسرائيلى وضابط الاستخبارات العسكرية، فى مقالة نشرتها له صحيفة «معاريف» وكشف فيها فساد هذا الزعم متسائلا بدهشة: كيف يمكن للرجل أن يختفى من القاهرة قبل يوم من اندلاع الحرب؟، خاصة أنه كان واحدًا من خمسة أشخاص يعرفون السر، وأكثر من ذلك كان مروان اليد اليمنى للرئيس المصري، فى كل عملياته التى سبقت المعركة، فكيف كان سيبرر للسادات سفره العاجل للندن؟!. وعشية وفاة مروان كتبت صحيفة «معاريف»: «أشرف مروان عميل مزدوج أفشلنا فى حرب أكتوبر، وأيًا تكون الأسباب وراء موته، فإنه ترك بقعة سوداء تلوث تاريخ الجاسوسية فى إسرائيل، بعد أن خدعها وجعل من هذه المؤسسة أضحوكة». لمزيد من مقالات أسامة الألفي