15 إذا كانت البطولات الميدانية هى عناوين النجاح والانتصار فى حرب أكتوبر فإن وراء المعجزة عقولا مصرية جبارة أدت أدوارا عظيمة دون أن تذهب إلى جبهة القتال حيث عكفت هذه العقول طوال فترة التحضير للحرب على ابتكار الأفكار والآليات والوسائل التى تيسر المهمة الصعبة التى تنتظر المقاتلين فى كل سلاح على حدة.. أما على المستوى المركزى للقوات المسلحة المصرية بأكملها فقد كانت هناك ثلاث هيئات رئيسية تتولى مهمة البحث والتحليل وعمل تقدير موقف لكل معضلة، وهى هيئة البحوث العسكرية التى كان يقودها اللواء حسن البدرى شيخ المؤرخين العسكريين، وهيئة العمليات المصرية التى كان يقودها اللواء الجمسى ويعاونه نخبة من العقول العسكرية أبرزها العميد طه المجدوب والعميد محمد حسن غنيم والمقدم صلاح فهمى نحلة الذى ينسب له الفضل فى تحديد ساعة الصفر وعمل الترتيبات اللازمة لإغلاق مضيق باب المندب.. ثم يجيء الحديث عن فرع المعلومات بالمخابرات الحربية المصرية والذى شرفت بالعمل به لمدة 7 سنوات وتعرفت على عدد من أبرز وأنبل وأذكى العقول العسكرية أذكر منهم العميد نبيل محمود يوسف والعقيد فؤاد هويدى والمقدم عبد الحميد شداد والمقدم فاروق لبيب والمقدم طيار زهير الجندى والمقدم بحرى محسن حمدى والرائد عبد الحميد محمد عبدالحميد، ولم تكن هناك شاردة ولا واردة فى القوات المسلحة تغيب عن هذا الفرع الذى كان يتولى التحليل والمتابعة والتنسيق مع القيادة العامة ومع هيئة المعلومات والتقديرات بالمخابرات العامة ومع مكتب الاتصال العسكرى للرئيس السادات والذى كان يتولاه أحد أبناء فرع المعلومات وهو العقيد عبد الرءوف رضا.. ولابد فى هذ السياق أن يشار إلى أن اللواء فؤاد نصار مدير المخابرات الحربية الذى خلف اللواء محرز عبد الرحمن نهاية عام 1972 يحسب له أنه جنب فرع المعلومات أى إقصاء أو استبعاد بعد مجيئه ومنح رجال الفرع ثقة مطلقة. وغدا حديث آخر ونستعيد معه الذكريات [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله;