انتقلت التقنيات الأمريكية المبهرة من شاشات العرض السينمائي في هوليود إلي أرض الواقع في المذبحة التي وقعت في دار للسينما بمدينة أورورا بولاية كولورادو وسقط خلالها نحو17 شخصا ما بين قتيل وجريح ضحايا لإطلاق نار عشوائي. فقد نفذت الشرطة الأمريكية فجر أمس عملية هوليوودية لجأت فيها إلي وسائل خداع وأساليب تكنولوجية معقدة أثناء عملية تنظيف شقة جيمس هولمز الشاب الذي يشتبه في إطلاقه النار من المتفجرات. ففي عملية استغرق الإعداد لها نحو48 ساعة, أعلنت الشرطة الأمريكية أمس أنها أنجزت عملية سحب المتفجرات من شقة المشتبه به في أورورا, وقالت في رسالة علي موقع تويتر إنه تم سحب كل المواد الخطيرة من شقة جيمس هولمز. وكان هولمز-24 عاما- قد أبلغ الشرطة عند اعتقاله بأنه فخخ شقته, وأظهرت كاميرات الرقابة التي استخدمتها الشرطة أن هولمز حصن الشقة بالفعل بكميات ضخمة من المواد المتفجرة والسريعة الاشتعال بهدف قتل أول شخص يدخلها. وخلال عملية تنظيف الشقة المفخخة, استخدم خبراء المتفجرات إنسانا آليا روبوت لتفكيك هذه المواد الخطيرة, وحرص خبراء المتفجرات علي الحفاظ علي محتويات الشقة استعدادا لبدء محاكمة هولمز خلال ساعات. وقالت الشرطة المحلية إن تفجيرا وهميا أجراه فريق من خبراء القنابل أدي الي تدمير الشراك المتفجرة المتطورة في شقة هولمز. وأبلغ أحد مسئولي تنفيذ القانون وكالة رويترز بأن المشتبه فيه كان قد وضع جهازا لضبط الوقت لتشغيل الموسيقي في شقته, بحيث يقوم بإعادة تشغيل أغنية واحدة مرات عديدة في محاولة تستهدف فيما يبدو دفع السكان إلي الشكوي واستدعاء الشرطة للوقوع في الفخ. ولم تقتصر توابع حادث السينما علي الضحايا فحسب, بل امتدت إلي عالم السياسة الذي يختلط فيه النفوذ بالثروة والمصالح, فقد فتح هولمز بهجومه هذا من جديد ملف تجارة السلاح في الولاياتالمتحدةالأمريكية وضرورة تحديد قواعد لعمليات الشراء المفتوحة دون رقابة, الأمر الذي سيثير غضب لوبي صناعة السلاح في الولاياتالمتحدة قبل أشهر قليلة من بدء سباق الرئاسة الأمريكية المقرر في السادس من نوفمبر المقبل. واستعدادا للمواجهة المقبلة, وبحثا عن الدعم من الناخبين, يقوم الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال ساعات بزيارة مدينة أورورا للقاء عائلات ضحايا المجزرة علي مدي ساعتين. في هذه الأثناء, كشفت الشرطة المزيد من المعلومات عن هولمز, وكيفية حصوله علي السلاح, حيث قالت الشرطة إنه كان قد تسلم شحنات ضخمة في عمله ومسكنه طوال الشهور الاربعة السابقة وطرودا يعتقد بأنها كانت تحتوي علي ذخيرة وربما مواد لصنع قنابل متطورة. وأوضحت مصادر أمنية أمريكية أن هولمز كان قد اشتري أكثر من6 آلاف رصاصة عبر الإنترنت في الشهرين الأخيرين, كما اشتري بشكل قانوني الأسلحة الأربعة التي ضبطت في مكان الجريمة. كما أوضحت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية أن هولمز عمل في صيف عام2008 كمستشار لتوفير الخدمات في معسكر يهودي يدعي ماكس شتراوس. ووفقا للصحيفة, فإن معسكر لوس أنجلوس الصيفي تأسس في عام1983, وهو برنامج للأطفال المحرومين الذين تتراوح أعمارهم7-14عاما, ويديره مسئولون يهود كبار في لوس أنجلوس. وأضافت الصحيفة الأمريكية أن هولمز كان مسئولا في المخيم عن الرعاية والتوجيه لمجموعة تتكون من نحو10 أطفال, ونقلت عن راندي شواب الرئيس التنفيذي لمنظمي المعسكر في لوس أنجلوس قوله إن هولمز كان يساعد الأطفال علي تعلم الثقة في النفس وكيفية العمل ضمن فرق صغيرة, مضيفا أن عمل هولمز كانت له نتائج إيجابية.