كتب:أميمة رشوان: قالت عائشة رضي الله عنها: أقام فرعون بمصر أربعمائة سنه وقال عبد الله بن عمرو: اختلف أولاد الملوك بمصر فيمن يكون الملك فرضوا بمن يحكم بينهم وان يكون من يطلشع من الفج, فطلع فرعون راكبا علي اتان بين عدلي نطرون. يريد به السوق, فاعترضوه, وسألوه الحكم بينهم, واخبروه باختلافهم, وان يختار للملك واحدا منهم, فقال: اكره ان تخالفوني فأعطوه المواثيق أن لا يخالفوه, فقال لهم: قد اخترت نفسي أن اجلس واوطي لكم الأمر, فلما تمكن اخذ يقتلهم واحدا بعد واحد, وكان من خبره ما أقصاه الله عز وجل. ومن الفراعنة الذين خربوا الدنيا وغلبوا علي مصر: بخت نصر, وهو من قرية من قري بابل يقال لها: هو دخل مصر ستمائة ألف ما بين فارس وراجل راكبا علي فرس يشبه الأسد, وورد انه كان متقلدا سيفا طوله عشرة أشبار وعرضه شبر, احضر النصل كالسلق ينحدر منه شبه ماء السدر وغمده من ذهب مرصع بالجوهر والياقوت الأحمر. واختلف في بخت نصر فقيل: انه امن من قبل موته, وقيل: انه امن فلم يقبل منه, لما قتل من الأنبياء وكان ابنه بلطاشم اعتي منه. وانتهي الأمر في ملك مصر أن تنازعت فيه الروم والفرس, واقتتلوا وكان المسلمون بالحجاز اذا بلغهم ظهور الروم علي الفرس فرحوا فلما اقتتل الفريقان وظهرت الفرس علي الروم, بلغ المسلمين فساءهم, فانزل الله تعالي:الم غلبت الروم في ادني الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر( سورة الروم) فاخبرهم رسول اللهصلي الله عليه وسلم بما أنزل عليه فسرهم ذلك. ثم اتفق الأمر بين الروم والفرس, وأن تكون مصر بينهم نصفين فيها صاحب لهرقل, وصاحب لكسري, فكل ما بمصر من بناء بالأجر فهو للفرس, وما فيها من بناء الحجارة للروم. ومنها القبة التي في قصر الشمع هي اليوم مسجد مبنية بالحجر, وكانت بيت نار للفرس, وأتي الله عز وجل بالإسلام فأزال الجميع.