يعد مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى ، الذى أقيمت الدورة الأولى منه عام 1979م ، من أهم وأعرق المهرجانات المصرية ، حيث قامت بتأسيسه الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما التى أنشئت عام 1973 برئاسة الناقد السينمائى كمال الملاخ. وخلال دوراته السابقة نجح المهرجان فى تقديم صورة متميزة عن عروس البحر المتوسط ، وكان وما يزال بمثابة نافذة فنية تصدر الصورة الحقيقية للفن المصري عالميا، ومن خلال متابعتى للدورة الجديدة التى افتتحت فعالياتها أول أمس فى حضور الكاتب حلمى النمنم وزير الثقافة ، تأكدت بأن إدارة المهرجان برئاسة الأمير أباظة ، كانت حريصة على الاستعداد القوى من أجل تحقيق النجاح ، حيث تم اختيار إسبانيا لتكون ضيف شرف المهرجان ، كما تم دعوة عدد متميز من الضيوف الأوروبيين ، وعلى رأسهم النجمة الفرنسية بياتريس دال، التى يتم عمل حفل تكريم خاص بها ، والفنانة الإسبانية عايدة فولش التى يتم تكريمها أيضا ، وكذلك المخرج السينمائى الإسبانى أوسكار إبيار ، رئيس لجنة تحكيم الأفلام الطويلة للدورة الحالية ، كما أن المهرجان منح السينما العربية حقها من خلال تكرم المخرجة الفلسطينية آن مارى جاسر ، والمخرج الفلسطينى ميشيل خليفي ، والمخرج التونسى فريد بو غدير ، أحد أهم مخرجى السينما العربية ومن وجهة نظرى دائما يقاس نجاح أى مهرجان بنوعية الأفلام التى تشارك فى الفعاليات ، لذلك جاءت اختيارات إدارة المهرجان لحوالى 80 فيلما من 25 دولة ، متواكبة مع شعار الدورة الحالية وهى "الهجرة غير الشرعية"، ومنها فيلم الإفتتاح “المهاجر” للمخرج العالمي تشارلي تشابلن والذى استوحاه تشابلن من سفره الأول لأمريكا ، على ظهر سفينة رخيصة تقل المهاجرين الذين يبحثون عن عمل ، كما جاء برنامج "السينما والهجرة" متميزا ومعبرا عن شعار الدورة الى حد كبير ومنها أفلام البوسنى "الحاجز الأخير" إخراج ياسمين دوراموفيتش والمغربى "المنسيون" إخراج حسن بن جالون ، والفرنسى"المشتتون" للمخرج دومنيك مولار والفلسطينى "مراكب الموتى" إخراج إياد أبوروك ، وومن مصر " ترانزيت إخراج مشهور محمد ورضا عبدالرازق ، و"البر التاني " إخراج علي إدريس . وهناك أيضا مجموعة من الأفلام المتميزة مثل الفيلم اللبناني “اسمعي” للمخرج الكبير فيليب عرقتنجي ، والذى يرصد حالة الحرب،وعلاقة الحب بالمقاومة ، والفيلم الفرنسي “نجمة النهار” الذى يمثل فرنسا في المسابقة الرسمية ، من بطولة النجمة الفرنسية بياتريس دال وإخراج صوفي بلوندي، وتدور أحداثه حول عالم السيرك ،والفيلم الأسباني “في سرية تامة” إخراج خوزيه راموس الحائز على سبع جوائز في مهرجانات مختلفة والذى تدور أحداثه حول “سارة” ابنة أوليفر وجوليا التي تختفي في ظروف غامضة. ومن أبرز الأفلام التى تعرض ضمن مسابقة الأفلام القصيرة الفيلم البوسني "ليلى" تأليف وإخراج ستيجن بوما وبطولة هادزيتش، فيداد تيرزيتش ، وشارك الفيلم فى مهرجان كان ، وتدور أحداثه في 22 دقيقة، حول ليلى التي تعيش مع والدها العجوز في "سراييفو"، وتعتني به إلى أن تقع فى حب "فيداد"وتتوالى الأحداث . كما يقام خلال الفعاليات عدد كبير من الندوات المهمة منها ندوة للفنان حسين فهمى يتحدث خلالها عن أبرز المحطات في مسيرته الفنية ، وندوة عن الكاتب الراحل محفوظ عبد الرحمن بمشاركة زوجته الفنانة سميرة عبد العزيز ، وندوة للمخرج والسيناريست المتميز د. أحمد عاطف مدير تحرير الأهرام ومن الأمور الجيدة أيضا والتى تحسب لإدارة المهرجان ، هى استقطاب عدد كبير من نجوم الفن لحضور الفعاليات والمشاركة فيها، بالإضافة لتكريم فنانين يشار لهم بالبنان لما قدموه ، لصناعة السينما يتقدمهم النجم حسين فهمى الذى تحمل الدورة الحالية اسمه ، والفنانة القديرة صفية العمرى ، والمخرج خالد يوسف ومدير التصوير عصام فريد، والناقدة نعمة الله حسين ، كما جاء قرار إدارة المهرجان بتكريم اسم الراحل محفوظ عبد الرحمن بمثابة حدث فى حد ذاته لما يمثله الكاتب الراحل من قيمة ، وجاء إقبال النجوم للمشاركة فى المهرجان إيمانا منهم بأهمية الحدث ، وتقديرا للدور الذى يمثله المهرجان فى تسليط الأضواء على الفن المصرى ، أضف الى ذلك الجهد غير المسبوق لكتيبه العمل التى قادها المايسترو الأمير أباظة ، لذلك شاهدنا كل هذه الكوكبة من الفنانين أمثال عزت العلايلى وهالة صدقى و بوسى وإلهام شاهين وفاروق الفيشاوى والمخرجة إنعام محمد على وسميرة عبد العزيز وفردوس عبد الحميد والمخرج محمد فاضل ومحمد العدل ورمزى العدل ومصطفى فهمى وسميحة أيوب وهالة سرحان وسوزان نجم الدين والمخرج عادل أديب والمخرج مجدى أحمد على والمخرج السورى باسل الخطيب والنجمة السورية أمل عرفة ومدير التصوير محسن أحمد وميرنا وليد ، وغيرهم الكثير الذين حرصوا على التواجد خلال الفعاليات . فى النهاية لقد كان حفل الإفتتاح الذى قدمته الفنانة منال سلامة والفنان كريم كوجاك، معبر عن روح الحدث ، خاصة أوبريت "الإسكندرية ونجومها" والذى استعرض تاريخ الإسكندرية السينمائي، وأهم النجوم والأفلام التي قدمت عن هذه المدينة العريقة ، التى كانت ومازالت منبع للفن والإبداع . لمزيد من مقالات محمد مختار أبودياب;