بعد مجموعة من الضغوط السياسية والاقتصادية، تراجع إقليم كاتالونيا عن إعلان الاستقلال من جانب واحد عن إسبانيا، وسط دعوات من داخل الحكومة الكاتالونية لنزع فتيل التوتر، ودعوات كبريات الشركة العاملة لسحب استثماراتها من الإقليم فى حالة الانفصال. وكانت قد ظهرت بوادر تهدئة من قبل الإقليم أمس الأول، حيث أعلن رئيس كاتالونيا كارليس بيجدمونت إرجاء كلمة كان سيلقيها أمام برلمان الإقليم فى جلسة مقررة بعد غد - الثلاثاء - ولا يتضمن برنامج عملها سوى الوضع السياسى للإقليم، دون الإشارة إلى إعلان الاستقلال. ومن جهته، طالب سانتى فيلا مسئول الشركات فى الحكومة الكاتالونية، والمعروف بقربه من رئيس الإقليم، «بوقف إطلاق النار» رمزيا، على حد تعبيره. وقال إن «هذا يعنى ألا نتخذ فى الساعات أو الأيام المقبلة قرارات لا يمكن إصلاحها». جاء ذلك فى الوقت الذى استخدمت فيه مدريد ورقة ضغط أخرى على الإقليم الغني، حيث أعلنت مجموعة من الشركات الكبرى انسحابها من كاتالونيا لمعاقبة قادة الإقليم على محاولات إعلان الاستقلال، وفى محاولة للضغط عليهم من أجل التراجع. جاء ذلك فى الوقت الذى تحدت فيه مظاهرات الوحدة التى شارك فيها آلاف الإسبان فى العاصمة مدريد محاولات الانفصال. واحتشد آلاف الإسبان فى ميدان «بلازا دى كولون» يحملون الأعلام الإسبانية، وذلك بعد 6 أيام من استفتاء الانفصال الذى أجراه الإقليم.فى الوقت نفسه، تنطلق اليوم - الأحد - مسيرة «وطنية» تضم أنصار الوحدة فى برشلونة بمشاركة الكاتب البيروفى ماريو فارجاس يوسا الحائز على جائزة نوبل للآداب الذى وصف النزعة الانفصالية لكاتالونيا بأنها «مرض» يمكن أن يحول المنطقة إلى «بوسنة جديدة».