تغيير نمط التغذية وعدم ضبط جرعات العلاج وزيادة المجهود من أهم العوامل التي تعرض مريض السكر لمخاطرصحية خطيرة أثناء الصيام, هذا ما أكدته دراسة طبية موسعة ضمت أكثر من ألف مريض . وأجريت في أكثر من43 مركزا أكلينيكيا بالشرق الأوسط وبالتحديد في مصر والأردن ولبنان والسعودية والإمارات, وأظهرت النتائج التي نشرت حديثا في المجلة الدولية للممارسات الإكلينيكية أن انخفاض مستوي السكر في الدم من الأعراض الخطيرة التي يتعرض لها مريض السكر أثناء الصيام ويسبب تلفا شديدا بأعضاء الجسم قد يصل إلي حد الوفاة. يعد صيام مريض السكر في رمضان بدون أي مضاعفات من أهم التحديات التي يواجهها الأطباء, وقد كشفت الدراسة أن هناك50 مليون مريض سكر بالوطن العربي, منهم79% يعانون من النوع الثاني ويصرون علي مواصلة الصيام خلال شهر رمضان, وذلك بما يتعارض مع النصائح الطبية التي يوجهها لهم الأطباء, وقد بينت نتائج الدراسة فاعلية مجموعة دوائية حديثة في السيطرة علي مضاعفات مرض السكر أثناء الصيام وأنها تجعل المرضي أقل عرضة لحدوث انخفاض مفاجئ في مستوي السكر بالدم, وهذه العقاقير يتم تناولهاعن طريق الفم يوميا, وتعتمد طريقة عملها, كما يوضح الدكتور محمد خطاب أستاذ الباطنة والسكر بجامعة القاهرة علي تثبيط إنزيمDPP-4 وتعمل مثبطات هذا الأنزيم علي تحفيز الجسم طبيعيا علي تقليل معدلات السكر في الدم عن طريق الحفاظ علي مستوي ما يعرف بهرمونات الإنكرتين, وعندما ترتفع نسبة السكر بالدم تعمل هرمونات الإنكرتين لمساعدة الجسم علي تنظيم نسبة السكر في الدم بطريقتين, الأولي تعتمد علي تحفيز البنكرياس علي زيادة كمية الأنسولين التي يفرزها, أما الطريقة الثانية فتعتمد علي تقليل إفراز هرمون الجلوكاجون الذي يزيد تنبيه الكبد لإفراز الجلوكوز. كما أكدت الدراسة ضرورة توخي الدقة في قياس مستويات السكر في الدم أثناء الصيام. وحسب إحصائيات الإتحاد العالمي لمرض السكر, فإن أكثر من15% من عدد السكان في مصر مصابون بمرض السكر, منهم65 ألف شخص يموتون سنويا بسبب مضاعفات المرض, ويؤكد الدكتور محمد خطاب أن الغذاء المتوازن وممارسة الرياضة و الإنتظام في العلاج من أهم سبل تقليل مضاعفات مرض السكر, والذي يعد من أخطرها ضعف الأوعية الدموية في كل من العين والكلي والمخ, مما يسبب تلف هذه الأعضاء وكذلك التهاب الأعصاب الطرفية الذيقد يصل إلي بتر الأطراف.
