دخلت الحرب الأهلية في سوريا منعطفا حاسما أمس بنجاح قوات المعارضة في تفجير مبني الأمن القومي بوسط دمشق, في أثناء عقد اجتماع لكبار المسئولين بالدولة واعترفت الحكومة السورية بمقتل كل من العماد داود راجحة نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع ونائبه العماد آصف شوكت الرئيس السابق لجهاز المخابرات العسكرية, وصهر الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس خلية الأزمة حسن تركماني, كما أصيب محمد إبراهيم الشعار وزير الداخلية في الهجوم, إلي جانب عدد آخر من أبرز مسئولي الأجهزة الأمنية السورية. وصرح مصدر أمني سوري رفض نشر اسمه, بأن انتحاريا فجر نفسه داخل المبني المستهدف, ووصف المصدر هذا الانتحاري بأنه حارس خاص مقرب من الرئيس السوري. وأعلن العقيد رياض الأسعد قائد الجيش السوري الحر المناهض للنظام, أن ثلاث قيادات أخري بالنظام لقوا مصرعهم في الهجوم, وأكد الأسعد مسئولية الجيش الحر عن الهجوم, مشيرا إلي نجاح عناصر متعاونة معه في زرع عبوة ناسفة داخل المبني في أثناء اجتماع لما يعرف بخلية الأزمة, وأضاف أن العملية تمت بتنسيق كامل من الداخل وأعدت خطتها منذ فترة. كما تبنت جماعة معارضة أخري تطلق علي نفسها اسم جماعة لواء الإسلام مسئولية الهجوم. ويأتي تفجير مبني الأمن القومي السوري, بعد ثلاثة أيام فقط من بدء الاشتباكات داخل أحياء العاصمة دمشق وفي ضواحيها, ولجأت القوات النظامية السورية إلي استخدام مدفعية الدبابات ومدافع الهاون للرد علي نيران مسلحي المعارضة داخل الأحياء, مما أثار ذعرا واسعا بين المدنيين, خاصة بعد عجزهم عن النزوح إلي مناطق أخري أكثر أمنا, كما لجأت قوات النظام إلي استخدام العربات المصفحة الخفيفة لمطاردة مسلحي المعارضة في الشوارع الضيقة بأحياء العاصمة. وأكد شهود عيان من داخل دمشق, وقوع خمسة انفجارات أخري قرب حي المهاجرين بشمال غربي العاصمة بالقرب من قاعدة الفرقة الرابعة المدرعة, ويقود ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري هذه القاعدة, وسارع التليفزيون السوري إلي نفي وقوع هذه الانفجارات, وأصدرت القيادة العامة للجيش السوري بيانا وصفت فيه الهجوم علي مبني الأمن القومي بأنه تصعيد إجرامي نفذته أدوات مأجورة خاضعة لمخططات خارجية, وتعهد البيان بمواصلة العمليات ضد من وصفهم بعصابات القتل والإجرام. وترددت أنباء عن وقوع اشتباكات في محيط القصر الجمهوري بوسط العاصمة. وفي أول تعقيب من واشنطن علي تطورات دمشق, أعلن ليون بانيتا وزير الدفاع الأمريكي أن الأوضاع في سوريا بدأت تخرج عن السيطرة علي الأرجح, وطالب بزيادة الضغوط الدولية علي الرئيس السوري لدفعه إلي التنحي, وقال وليام هيج وزير الدفاع البريطاني, إن الوضع في سوريا يتدهور ويتعين استصدار قرار من مجلس الأمن بشأنه, وطالب الصين وروسيا بمساندة القرار, وأعلنت روسيا أن معركة حاسمة تدور في سوريا, وحذر سيرجي لافروف وزير خارجيتها, من انحياز مجلس الأمن إلي جانب المعارضة في حالة تبني قرار جديد, أما فرنسا فقد طالبت الأسد بالتنحي عن السلطة لأن النضال من أجلها لم يعد مجديا. ووصفت الجامعة العربية الانفجار بأنه تطور مؤثر في مسار الأحداث الدائرة في سوريا, وحذر بيان للجامعة من إنزلاق سوريا إلي حرب أهلية شاملة يمكنها أن تفجر الأوضاع في المنطقة بأكملها.
