أكدت شركة روس أتوم الروسية الشركة الحكومية المتخصصة فى بناء المفاعلات النووية، أنها فى إطار عرضها المتكامل الذى قدمته للحكومة المصرية، تتعهد ليس فقط بتنفيذ جميع المراحل الفنية لمشروع الضبعة، بما فى ذلك إقامة المحطة والمساعدة فى العمليات التشغيلية والصيانة وإدارة المخلفات، ولكنها تتعهد أيضاً بتقديم كل الدعم اللازم لإقامة وتطوير البنية التحتية النووية فى مصر، وكل ما يتضمنه ذلك من تقديم الدعم الاستشارى اللازم لوضع إطار تشريعى خاص بالاستخدامات السلمية للطاقة النووية، والدعم التكنولوجي، من خلال نقل التكنولوجيا النووية إلى مصر، وإعداد كوادر فنية مؤهلة للعمل فى المشروع النووى المصري. وأشارت المؤسسة الحكومية الروسية إلى أن مصر وروسيا تربطهما علاقات تعاون قوية منذ عقود طويلة، خاصة التعاون التقنى والتعليمى والذى أصبح يشمل الآن أيضا البرنامج النووى المصري. وفى إطار هذا التعاون المستمر، يتم تنظيم دورات تدريبية فى مجال الطاقة النووية وبرامج للتبادل التعليمى فى الجامعات الروسية المتخصصة فى الطاقة النووية يشارك فيها الطلاب المصريون، بما يمهد الطريق لبناء جيل جديد من الشباب الموهوبين من المتخصصين فى مجالات عديدة ذات صلة بالطاقة النووية بهدف الارتقاء بالقدرات التكنولوجية والعلمية فى مصر. وأكدت المؤسسة الروسية أن مصر تعطى لجوانب الأمان النووى أولوية قصوي، حيث أعربت القيادة المصرية عن ثقتها فى تكنولوجيا الطاقة النووية الروسية، وقد علق الرئيس عبد الفتاح السيسى على ذلك قائلاً: «إن الاتفاقيات المتعلقة بإنشاء المحطة النووية فى مصر تتوافق مع أحدث المواصفات القياسية العالمية فى مجال أمان وسلامة المحطات النووية بما يضمن أرقى معدلات الأمان، ويجعل من محطة الضبعة واحدة من أكثر المحطات النووية أماناً فى العالم». وتتكون محطة الضبعة النووية من أربعة مفاعلات من الجيل الثالث المتقدم «الثالث + » وهى مفاعلات القدرة المائية - المائية VVER بقدرة 1200 ميجاوات للمفاعل الواحد، والتى تعد من أكثر مفاعلات الطاقة النووية تطورا فى العالم. وتتوافق مفاعلات الجيل الثالث بلس مع معايير الأمان والسلامة الدولية الصارمة، حيث تم تصميمها لتتحمل أكثر الظروف قسوة. وقد خضعت الوحدة السادسة فى محطة نوفوفورونيج للطاقة النووية التى تقع فى قلب روسيا، والتى تمثل أول مفاعل من مفاعلات الجيل الثالث بلس لعدد لا حصر له من اختبارات التحمل بما يحاكى الحوادث المحتملة، وبشكل يتخطى بكثير كل الظروف والكوارث المعتادة، بما فى ذلك كارثة محطة فوكوشيما النووية فى اليابان. فى الوقت نفسه، ستتمكن محطة الضبعة النووية من تخطى متطلبات فنية أكثر صرامة، خاصة وأنه سيتم تصميمها لتحمل أحداث كارثية مثل انقطاع التيار الكهربائى لمدة 72 ساعة وسيناريو للتصادم مع طائرة تجارية كبيرة، دون أن تشكل تلك الاختبارات تهديداً للبيئة وصحة الإنسان. فى نفس الوقت توفر محطة الضبعة النووية أعلى معايير الأمان لسكان منطقة الضبعة وما حولها. فبعد وقت قصير من إطلاق الوحدة السادسة من محطة نوفوفوروينج للطاقة النووية، قام جاك ريجالدو، رئيس الرابطة العالمية للمشغلين النوويين، بزيارة الوحدة، حيث أثنى على التصميم ومزايا الأمان الفائق التى تضمها. وخلال تفقد مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤخرا لموقع محطة الضبعة، أعرب عن إعجابه بمزايا الأمان قائلا: «إن نظام الأمان متعدد المستويات والمراحل الذى تتميز به مفاعلات VVER بقدرة 1200 ميجاوات يولد انطباعاً قويا بالأمان والسلامة، فإذا توقف أحد الأنظمة عن العمل يقوم النظام التالى بالعمل وهو ما يتم بمنتهى الدقة وبشكل صحيح للغاية».