العالم كله تحدث عن قضية ريجيني، الباحث الإيطالي الذي عُثر عليه مقتولاً في مصر، وأخذت القضية أبعاداً إستراتيجية لدرجة هددت علاقات الدولتين في وقت ما، وتم سحب السفير الإيطالي من مصر على إثرها.. وتصدرت قضية ريجيني الصحف الإيطالية والعالمية.. ولكن وفي المقابل هل حدث الشيء نفسه مع طارق الحناوي، المهندس المصري الذي لقي حتفه على يد سائح إيطالي في مرسى علم؟ والسؤال هو ماذا نعرف عن طارق الحناوي وكم منا يعلم بهذه الواقعة؟ منذ عدة أيام لا تزيد عن أسبوع، لقي مهندس مصري عمره 52 عاماً مصرعه على يد إيفان باسكال مورو، 43 عاماً، وهو سائح إيطالي قدم إلى مرسى علم من أجل السياحة، فقادته عصبيته لأن يقتل المهندس المصري. والسبب في واقعة مقتل المهندس المصري على يد سائح إيطالي الجنسية، هو رفض الأول للثاني الوصول لمارينا بفندق تحت الإنشاء "محل عمل المهندس"، ونشبت بينهما مشاجرة تطورت إلى تعدى السائح على المهندس المصري بالضرب ولفظ أنفاسه الأخيرة في الحال. وكشفت التحقيقات بشأن تلك الواقعة، أن البداية كانت عندما أراد سائح إيطالي الجنسية برفقة نجلتيه، إحداهما 6 سنوات والأخرى 15 عاماً، الوصول لمارينا بأحد الفنادق تحت الإنشاء، إلا أنه أثناء دخوله للفندق اعترضه أحد العمال والذي أبلغه بأن ذلك ممنوع لأن الفندق تحت الإنشاء. لكن السائح لم يلتفت لما قاله العامل واستمر فيما هو عليه، فقام العامل بإجراء اتصال تليفوني لمسئول الإنشاءات بالفندق، المهندس طارق الحناوي، والذي حاول إقناع السائح أن وصوله لمارينا الفندق ونزول المياه ممنوع لأن الفندق تحت الإنشاء، وهناك حركة بشكل دوري من العاملين في الإنشاءات، إلا أنه لم يستجب له وحضر المهندس المسئول وتطور النقاش إلى مشادات ثم تشاجر، ثم تعدي بالضرب من قبل السائح على المهندس، أسفر عن موت المهندس المصري في الحال بعد نزيفه دماء من الأنف. وأوضحت التحقيقات بعد ذلك أن المهندس المصري طارق الحناوي كان قد أجرى من قبل عملية قسطرة في القلب، وفور الحادث تم نقله إلى أحد مستشفيات مرسى علم القريبة لكنه قد لفظ أنفاسه الأخيرة قبل الوصول للمستشفى. وتمكنت مباحث قسم شرطة مرسى علم من ضبط السائح الإيطالي المتهم بقتل المهندس المصري، والذي اعترف بأنه سدد إليه ضربة بالوجه تسببت في وفاته. تم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت نيابة جنوبالبحر الأحمر برئاسة المستشار أحمد فؤاد رئيس النيابة العامة، والتي قررت حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات. من ناحية أخرى، أوفدت وزارة السياحة عماد فتحي المستشار السياحي المصري في إيطاليا لعقد لقاء مع القنصل الإيطالي بالغردقة ألبرتو براتينى للوقوف على آخر المستجدات في الحادث، كما اطمأن مستشار وزارة السياحة على الطفلتين ابنتي السائح الإيطالي وتم تعيين جليسة أطفال خاصة من الفندق لمرافقتهما. وتجرى وزارة السياحة التنسيق مع السفارة الإيطالية بالقاهرة والقنصلية الإيطالية بالغردقة، لإنهاء إجراءات سفر الطفلتين إلى إيطاليا. من قلبي: نعم، للسياحة في مصر، ولكن بقواعد وشروط للسياح تلزمهم باحترام المصريين وعدم التطاول وكذا احترام الأماكن والمنشآت السياحية والحفاظ على الحياة البحرية وعدم القيام بتصرفات من شأنها أن تعرّض حياة المصريين للخطر، وإلا يتم ترحيل كل من يخالف لبلاده بسبب عدم حسن السير والسلوك. من كل قلبي: الدم المصري غالي، ولابد أن يدفع السائح الإيطالي الثمن، والثمن باهظ لإزهاق روح بريئة نتيجة العصبية والعجرفة.. فلا أحد فوق القانون ولا أحد فوق المصريين، وعلى الدولة المصرية ألا تتهاون في حق أي من أبناءها، كما من واجبها علينا أيضاً أن تعزز أبناءها وتُعلي من كرامتهم في كل المحافل.. فكرامة المصري من كرامة مصر وأي مساس أو تعدي على المصريين أو إهدار لكرامتهم، ما داموا يتعاملون باحترام مع الغير، فهو تباعاً تعدي على كرامة دولتنا.. والوطن هو من يصنع قيمة لأبنائه!!! [email protected] لمزيد من مقالات ريهام مازن;