فى تصعيد جديد لنبرة وعيده لكوريا الشمالية، أكد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أمس أن تحذيره الذى أطلقه أخيرا ضد بيونج يانج من «الغضب والنار» ربما «لم يكن قاسيا بما فيه الكفاية»، وحذرها من عواقب وخيمة فى حالة مهاجمة جزيرة جوام الأمريكية. وأوضح ترامب أن «تحذيراته الأخيرة لكوريا الشمالية» لم تكن صارمة بما يكفي، وأنه حان الوقت لأن يتحدث شخص ما بقوة من أجل سكان بلادنا وسكان دول أخري»، فى إشارة واضحة إلى نفسه بوصفه رئيسا للولايات المتحدة. ورفض الرئيس الأمريكى الرد على سؤال حول احتمال توجيه ضربات وقائية لكوريا الشمالية لمنعها من تطوير برامجها النووية والباليستية، مشيرا إلى أنه ما زال منفتحا على التفاوض. وأضاف فى حضور نائبه مايك بنس قائلا: «لن ندلى بموقف فى هذا الصدد. لن أقوم بذلك أبدا، سنرى ماذا سيحصل». وأردف قائلا: «لكن إذا قامت كوريا الشمالية بأى شيء، بما فى ذلك التفكير فى مهاجمة أناس نحبهم أو حلفاء لنا أو مهاجمتنا نحن، عليهم أن يقلقوا بالفعل». وكرر قائلا : «عليهم أن يقلقوا جدا جدا لأن أمورا لم يعتقدوا البتة أنها ممكنة ستلحق بهم وستحدث لهم». وحذر ترامب زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون مجددا من «عواقب وخيمة» إذا نفذ تهديده بمهاجمة جزيرة جوام التى هدد جيش الأخير بإعداد خطة لاستهدافها ب 4 صواريخ باليستية متوسطة المدى بحلول الثلاثاء المقبل. وقال ترامب: «إذا فعل شيئا فى جوام، فإنه سيكون أمرا لم يسبقه مثيل من قبل فى كوريا الشمالية». وأشار ترامب إلى أن الصين الشريك الاقتصادى الرئيسى لبيونج يانج تستطيع أن تفعل «أكثر من ذلك بكثير» لممارسة ضغوط على حليفتها، كما أبدى ترامب تفاؤله فى هذا المعنى وقال: «اعتقد أن بكين ستبذل جهدا أكبر، إنهم يعرفون رأيي. هذا الأمر لن يستمر على هذا النحو». ومن جانبه، أكد جيمس ماتيس وزير الدفاع الأمريكى أن بلاده تركز فى أزمة كوريا الشمالية على الحل الدبلوماسي، ونقلت قناة «الحرة» الأمريكية عن ماتيس قوله: «إن من مهماته ومسئولياته أن تكون لديه خيارات عسكرية يمكن استخدامها عند الحاجة فى التعامل مع تهديدات كوريا الشمالية»، وشدد فى الوقت ذاته على أن الجهود الأمريكية تركز حاليا على الدبلوماسية. ولفت ماتيس إلى أن الحرب مأساة معروفة جيدا ولا تحتاج الى توصيف آخر سوى أنها ستكون كارثية، مشيرا إلى أن الجهد الأمريكى يقاد عبر الدبلوماسية، وهو يعطى نتائج دبلوماسية. وتأتى تصريحات وزير الخارجية الأمريكى فى هذا الصدد عقب تهديدات كوريا الشمالية بضرب جزيرة جوام الأمريكية. من جانبه، أكد مالكوم تورنبول رئيس الوزراء الأسترالى دعم بلاده للولايات المتحدة عقب إعلان كوريا الشمالية عن خطة مفصلة لإطلاق دفعة من الصواريخ باتجاه جزيرة جوام الأمريكيّة فى المحيط الهادي. ونقلت «قناة سكاى نيوز» الإخبارية عن تورنبول قوله : «ليس للولايات المتحدة حليف أقوى من أستراليا»، وأضاف قائلا: إنه إذا حدث اعتداء ضد أستراليا أو الولاياتالمتحدة، فإن كلا منهما سيأتى لمساعدة الآخر، طبقا لمعاهدة أنزوس. وفى بكين، حثت السلطات الصينيةالولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية علي «توخى الحذر» فى أقوالهما وأفعالهما، بعدما صعد الطرفان من لهجتهما فيما يتعلق ببرنامج بيونج يانج التسليحي. ورداعلى سؤال بشأن تهديد كوريا الشمالية بإطلاق صواريخ نحو جزيرة جوام وتصعيد الرئيس الأمريكى من تحذيراته القاسية لبيونج يانج، قال جينج شوانج المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية فى بيان: إن على الدولتين الابتعاد عن «المسار القديم فى تبادل استعراض القوة ومواصلة تصعيد الوضع». وأضاف أن «الوضع الحالى فى شبه الجزيرة الكورية فى غاية التعقيد والحساسية. ندعو الأطراف المعنية إلى توخى الحذر فى أقوالهم وأفعالهم، والمساهمة بشكل أكبر فى تخفيف التوترات وتعزيز الثقة المتبادلة».