للأسبوع الثانى على التوالي، تظاهر مئات الأتراك فى أنقرة أمس احتجاجا على الاعتداءات التى تستهدف النساء فى البلاد وللمطالبة بحق ارتداء الملابس التى يردنها. وسارت المظاهرة التى شكلت النساء أغلبيتها فى شوارع العاصمة فى ظل تدابير أمنية مشددة وسط هتافات طالبت بحرية الملبس، ورفع المشاركون لافتات ناشدت الأتراك «عدم التخلى عن الليالى والشوارع والساحات». وكانت مظاهرات مماثلة قد جرت الأسبوع الماضى بمدينتى اسطنبول وإزمير غرب الأناضول بعد أن طلب مشرف على حديقة عامة فى اسطنبول من سيدة مغادرتها لأنها ترتدى «ملابس غير مناسبة»، وتم تعليق عمل الموظف ورفع شكوى ضده. وتعرضت عدة نساء لتعديات فى الأشهر الأخيرة، خصوصا فى وسائل النقل العام فى تركيا التى ما زال مجتمعها شديد المحافظة. وتنتقد المعارضة حكومة العدالة والتنمية لدعمها أسلمة البلاد وغض الطرف عن ممارسات متشددة ضد النساء. وسبق للرئيس رجب طيب أردوغان أن أدلى بتصريحات وصفت بأنها إهانة للمرأة التركية حينما قال السنة الماضية «إن النساء لا يكتملن إن لم ينجبن». فى سياق آخر، أشارت صحيفة سوزجو التركية إلى أنه تم إبعاد 11 ألفا و276 عاملا من وظائفهم بالقطاع الحكومى خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الماضي، وذلك وفقا لبيانات مؤسستي الضمان الاجتماعى وأبحاث السياسات الاقتصادية. يأتى ذلك فى ظل حالة الطوارئ وما استتبعها من إجراءات قمعية داخل مؤسسات البلاد ضد أنصار الداعية فتح الله جولن الذى تتهمه السلطات بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة منتصف يوليو العام الماضي.