يعقد اليوم وغدا المؤتمر الرابع لشباب مصر بمكتبة الإسكندرية، ومن باب التذكير: المؤتمر التأسيسى الأول انطلق بشرم الشيخ أكتوبر 2016، وعقدت ثلاث دورات للمؤتمر الأولى القاهرة ديسمبر 2016، الثانية أسوان يناير 2017، والثالثة الإسماعيلية أبريل 2017. والمؤتمر الرابع يوليو 2017. تعمدت كتابة المكان والزمان لعقد المؤتمرات لأن الأمر مهم، فلا توجد فترات زمنية طويلة بين مؤتمر وآخر، التأسيسى والأول عقدا فى عام واحد. والثانى والثالث تم عقدهما فى عام. وها هو الرابع، الثالث فى المؤتمرات الدورية فى نفس العام، وهذه الوتيرة مهمة بالنسبة للشباب، لأن وجود فترات زمنية طويلة ومتباعدة بين مؤتمر وآخر يمكن ألا تجعل منه مشروعا مستمرا ومتواصلا. أماكن عقد المؤتمرات قضية أخري، تم البدء من سيناء قبل أكثر من عام، وسيناء علاوة على أن قواتنا المسلحة وشرطتنا الباسلة وأهالى سيناء الأبطال يواجهون معركة المصير ضد قوى الظلام التى تحاول أخذ مصر إلى العصور الوسطي. كان مهماً البدء من سيناء، ليس فقط لكى يقول الذين حضروا المؤتمر ابتداء من الرئيس عبدالفتاح السيسى حتى أصغر شاب يقولون لأهالى سيناء نحن معكم، معركتكم معركتنا، ومصيركم مصيرنا، وأنتم فى القلب منا. القاهرة، أسوان، الإسماعيلية. من العاصمة لأسوانالمدينة الجنوبية، الأرض الأولى التى تلاقى النيل عندما يأتى حاملاً العطاء وأسباب الحياة، أما اختيار الإسماعيلية للمؤتمر العادى الثالث. أكد عبقرية وعمق الاختيار. فالإسماعيلية خاصرة أرضٌ تلتقى عندها الدلتا بسيناء. لا تعرف أين تنتهى الدلتا ولا أين تبدأ سيناء. فضلاً عن أنها تذكرك بقناة السويس. لم يقتصر الأمر على المؤتمرات التى تقيمها رئاسة الجمهورية، وتلعب دورا كبيرا فيها وزارة الشباب والرياضة. لكن كثيرا من المحافظات أقامت مؤتمرات للشباب بمبادرات محلية، صحيح أنها لم تحظ بالدعم الإعلامى الكافي، ولم يصل للناس ما جرى فيها. أعتقد أن مجرد عقدها مسألة مهمة. وأتمنى وصولها من المحافظات للمراكز والبنادر ولِمَ لا أقول الكفور والنجوع. يدفعنى لقراءة توصيات المؤتمر التأسيسى الأول، أن القائمين على المؤتمر رئاسة الجمهورية، مجلس الوزراء، وزارة الشباب، ثم الشباب أنفسهم. اكتفى الجميع بوضع ما تم على الإنترنت. وأعتبره نصف توثيق. فأنا من جيل وأعتقد غيرى كثيرون لا يتعاملون إلا مع الورق. والنشر الورقي. ومن أجل هؤلاء كنت أتمنى وما زلت وسأظل توثيق ما يجرى فى المؤتمرات من مناقشات وحوارات وشهادات بالنشر عبر الإنترنت والنشر الورقي. سألت جماهير النت عما ينشر عن المؤتمرات على المواقع الإليكترونية. فقيل لى إن البرنامج ينشر والتوصيات موجودة. لكنى عدت أسأل عن المناقشات، ما يقوله الشباب، وما نسمعه من شهادات المسئولين والمحاسبة التى تتم والتعبير عن مشكلات مصر الحقيقية أمام رئيس الجمهورية واستجابته لبعض ما يسمعه من الشباب. لم أجد أحداً يؤكد لى أن المحاضر الكاملة للمؤتمرات تنشر بوسائل التواصل الاجتماعي. مع أن حلمى أن تنشر ورقية أيضاً.إحياء لذاكرة مصر، وبالتحديد الذاكرة الشبابية المصرية أتوقف أمام التوصيات التى صدرت عن المؤتمر التأسيسى فى شرم الشيخ. لأنها تمثل دستور عمل، وتعكس رؤية جيدة لما يمكن أن تقدمه الدولة لشبابها: تشكيل لجنة وطنية من الشباب، وبإشراف مباشر من رئاسة الجمهورية، تقوم بإجراء فحص شامل ومراجعة لموقف الشباب المحبوسين على ذمة قضايا، ولم تصدر بحقهم أى أحكام قضائية. قيام رئاسة الجمهورية، بالتنسيق مع مجلس الوزراء ومجموعة من الرموز الشبابية، بإعداد تصور سياسى لتدشين مركز وطنى لتدريب وتأهيل الكوادر الشبابية. قيام رئاسة الجمهورية بالتنسيق مع جميع أجهزة الدولة نحو عقد مؤتمر شهرى للشباب يحضره عدد مناسب من ممثلى الشباب يتم خلاله عرض ومراجعة موقف جميع التوصيات الصادرة عن المؤتمر الوطنى الأول للشباب. قيام الحكومة بالتنسيق مع الجهات المعنية بالدولة بدراسة مقترحات ومشروعات تعديل قانون التظاهر. قيام الحكومة بالإعداد لتنظيم عقد حوار مجتمعى شامل لتطوير وإصلاح التعليم خلال شهر على الأكثر. دعوة شباب الأحزاب والقوى السياسية لإعداد برامج وسياسات تسهم فى نشر ثقافة العمل التطوعى من خلال جميع الوسائل والأدوات السياسية. تكليف الحكومة بالتنسيق مع مجلس النواب للإسراع بالانتهاء من إصدار التشريعات المنظمة للإعلام والانتهاء من تشكيل الهيئات والمجالس المنظمة للعمل الصحفى والإعلامي. قيام الحكومة بالتعاون مع الأزهر الشريف والكنيسة المصرية وجميع الجهات المعنية بالدولة بتنظيم عقد حوار مجتمعى موسع لترسيخ القيم والمبادئ والأخلاق ووضع أسس سليمة لتصويب الخطاب الديني. فى الستينيات كنا نقول عن الشباب: نصف الحاضر وكل المستقبل. وأنشأنا لهم منظمة، وبعد الستينيات عانى الشباب الإهمال والتهميش وعدم الاعتراف بوجودهم، وقبل مؤتمرات الشباب التى عقدت أخيرا لم يتذكرهم أحد. وأشهد أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يحرص على حضور المؤتمرات من اللحظة الأولى وحتى اللحظة الأخيرة. بل ويكون حريصا على الإقامة فى نفس مكان عقد المؤتمر. وهو لا يكتفى بحضور الجلسات ذات الطابع الرسمي. بل يستمع للشباب ويتكلم معهم بعيداً عن أى حواجز بين رئيس الدولة والمواطن العادي. خاصة إن كان هذا المواطن شاباً حالماً.المؤتمرات إعداد لنخبة مصرية جديدة. ستؤول إليها أمور الوطن فى زمن قادم. لا يعرف أحد متي؟ ولا كيف؟ لكنه آت. تلك طبيعة الأمور. وبدلاً من أن نترك إعداد النخبة للظروف. فمن الأفضل أن نسعى لهذا. الشباب هم الحلم والأمل قبل أن يفاجئنا المستقبل عندما يصبح حاضراً. لمزيد من مقالات يوسف القعيد;