في يوم دموي جديد لم تشهده أفغانستان منذ أشهر, لقي ما لايقل عن23 شخصا مصرعهم أمس من بينهم عضو في البرلمان الأفغاني ورئيس المخابرات المحلية وأصيب نحو150 آخرين في هجوم انتحاري علي حفل زفاف في مدينة أيباك بإقليم سامانجان شمال البلاد. وأوضح متحدث باسم الشرطة الأفغانية أن انتحاريا كان يسير علي قدميه فجر نفسه في حفل زفاف ابنة النائب أحمد خان سامانجاني, وهو القائد السابق للمجاهدين الأفغان الذين حاربوا السوفييت في الثمانينيات من القرن الماضي, وحاربوا ضد جماعة طالبان خلال حكمها خلال الفترة من1996 حتي.2001 وقال المتحدث إن الانتحاري عانق النائب قبل تفجير نفسه في الحفل الذي كان يحضره نخبة من كبار المسئولين في الحكومة الأفغانية من بينهم رئيس المخابرات المحلية محمد خان الذي لفظ أنفاسه الأخيرة جراء الهجوم, إضافة إلي قائد كبير في الشرطة. وأفاد بيان صادر عن مكتب الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بأن23 شخصا قتلوا في الهجوم, بينما أصيب نحو60 آخرين. وسارع الرئيس بتشكيل وفد للتحقيق في الحادث, في الوقت الذي أكدت فيه مصادر طبية في مستشفي سامانجان أنها استقبلت أكثر من15 جثة من بينها النائب أحمد خان بالإضافة الي60 مصابا. ومن جانبها, نفت حركة طالبان المتمردة, وعلي غير العادة, مسئوليتها عن الهجوم. وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد: ليس لنا يد في هذه المسألة. وجاءت هذه المذبحة بعد يوم واحد من مقتل السياسية الأفغانية الشهيرة والمديرة المحلية في وزارة شئون المرأة حنيفة صافي جراء انفجار قنبلة كانت مزروعة في سيارتها في عاصمة إقليم لاجمان شرق أفغانستان أمس الأول. وأوضح المتحدث باسم حاكم الإقليم أن الإنفجار وقع عند مغادرة صافي منزلها, وأسفر عن مقتلها, بينما أصيب زوجها وابنتها وأربعة آخرون من المارة. وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية بي.بي.سي إلي أن عدم ارتداء صافي للحجاب ربما أثار حفيظة طالبان, بينما لم تعلن أي جهة مسئولياتها عن الحادث. من جانب آخر, أعلن حلف شمال الأطلنطي الناتو أمس مقتل جندي تابع لقوة المعاونة الأمنية الدولية إيساف إثر انفجار قنبلة في جنوب البلاد. وبذلك يرتفع عدد قتلي القوات الأجنبية في أفغانستان خلال العام الجاري إلي237 جنديا من بينهم176 أمريكيا. وعلي الصعيد الباكستاني, لقي7 أشخاص مصرعهم وأصيب12 آخرون إثر انفجار دراجة مفخخة خلال مؤتمر سياسي حاشد في إقليم بلوشستان جنوب غرب البلاد. وقال مسئول في الشرطة إن الانفجار وقع في الوقت الذي كان يستعد فيه أورانجزيب كاسي الزعيم الإقليمي لحزب عوامي الوطني الذي يشارك في الحكومة الائتلافية الباكستانية للحديث أمام المؤتمر, وأضاف أن كاسي كان من بين المصابين. وعلي الرغم من عدم إعلان أي جهة مسئوليتها عن حادث التفجير, فإن السلطات تعتقد بأن كاسي كان هو المستهدف, خاصة وأن برنامج حزبه يعارض التطرف في باكستان.