* التكفيريون لم يدركوا يقظة القوات وقدرتها العالية على الصمود والسيطرة و التصدى للعملية فى زمن قياسى وظنوا أنهم فى حالة استرخاء * الإرهابيون استخدموا تيكتيكات جديدة فى الهجوم إلا أنها فشلت أمام خبرة وجسارة الجندى المصرى
يبدو أن جماعات التنظيم الارهابى الموجودة فى ارض سيناء لم تستوعب الدرس جيدا الذى حدث فى يوم 1 يوليو 2015، عندما حاول أعداد من انصارها الهجوم على عدد من الكمائن فى سيناء فى اوقات متزامنة،حيث تكبدوا فى تلك العملية خسائر فادحة، الا انهم حاولوا اعادة الكرة مرة اخرى معتقدين ان القوات المسلحة ستكون فى حالة استرخاء فى الفجر ولن تكون مستعدة للهجوم الذى نفذ فجر الجمعة، الا ان خطتهم هى الاخرى فشلت وفروا هاربين بعد تكبدهم خسائر فادحة رغم انهم فى هذه المرة غيروا من استراتيجيتهم فى الهجوم والتنفيذ. فى البداية يجب ان نعلم ان هذا الهجوم كان متوقعا بعد المقاطعة العربية لدولة قطر الراعية الاولى للارهاب فى الشرق الاوسط وانها تسعى بكل قواها وما تمتلكه من أموال لتحقيق نصر على القوات المسلحة المصرية من خلال ذراعها القذرة جماعة انصار بيت المقدس، وتصوير مشهد هذا النصر، واذاعته عبر قناتها الفضائية الجزيرة – الاداة الاعلامية للتنظيمات الارهابية فى المنطقة-، الا ان جميع الخطط باءت بالفشل . واذا نظرنا الى العملية وخلفياتها سنجد ان القوات المسلحة حققت انتصارات متلاحقة فى سيناء وبخاصة فى منطقة الشيخ زويد وتطهيرها وعودة الاهالى اليها، وجاءت من بعدها عملية اقتحام والسيطرة الكاملة على منطقة جبل الحلال الذى كان يتحصن فيه عناصر ارهابية ضالة، واستخدامه كمخازن للسلاح، سعى التنظيم الارهابى الى تنفيذ عملية عسكرية ضخمة تحقق نصرا زائفا لتثبت فشل الجيش المصرى فى السيطرة وان منطقة شمال سيناء خارج السيطرة المصري، وربما كانت الفترة الماضية من بعد يوليو 2015 وحتى يوم الجمعة الماضى لم تنفذ عملية ارهابية بهذا الحجم ضمن خطة خداع استراتيجى للتنظيم، لايصال صورة ان التنظيم اصبح غير قادر على المواجهة حتى يدب الاسترخاء فى نفوس القادة والجنود فى القوات المسلحة وهو الامر الذى لا يمكن ان يحدث داخل القوات المسلحة المصرية، بالاضافة الى ان كل تلك الفترة تم استنفاءها للاعداد لهذا الهجوم، وهو بالفعل ليس تخطيط جماعات ارهابية ولكنها خطط لاجهزة استخبارات، بجانب الدعم المالى الضخم واللوجيستى ايضا .
ومن المؤكد ان تلك العناصر الارهابية من جنسيات مختلفة دخلوا الى ارض سيناء عبر الانفاق مع قطاع غزة لأن تلك القوة لا يمكن ان يكون لها تمركز داخل سيناء لان هناك عمليات تمشيط مستمرة بواسطة القوات الجوية ووجود معسكر لهم امر مستبعد تماما، كا كان سيتم استهداف وسائل الدعم من اسلحة وعربات دفع رباعي، الامر الذى يؤكد دخول تلك العناصر بواسطة الانفاق، والاتجاه الى الهدف الذى تم تحديده مسبقا بواسطة اجهزة تحديد المواقع، وللعلم فان الجماعات الارهابية فى حالة الهجوم على اى كمين يكون له التفوق فى البداية، لأنها هى التى تحدد الموقع الذى سيتم الهجوم عليه بالاضافه التوقيت، واماكن الهجوم والانسحاب، بجانب امتلاكها عنصر المفاجأة، أما القوات المتمركزة فهى تتعامل بردة الفعل وتنفيذ الخطط التى وضعت فى تلك المواقف، ودائما ما تفشل خطط الهجوم للعناصر الارهابية رغم كل تلك الميزات وذلك بسبب بسالة رجال القوات المسلحة وتدريباتهم المستمرة، وايمانهم اللامحدود بعقيدتهم. وبالنسبة للهجوم على نقطة الارتكاز التى تم استهدافها فقد تم تنفيذ اسلوب مختلف فى هذه المرة، وهو الدفع فى المقدمة باعداد من السيارات المفخخة لتحدث موجة انفجارية ضخمة، تدمر الموقع بجانب استخدام الصواريخ المحمولة (ار بى جى) والقضاء على اكبر عدد من الجنود، مع تكثيف نيراني، والقاء عبوات ناسفة فى الطرق المؤدية الى النقطة، لتعطيل عمليات الدعم، للقوات المسلحة، كما استخدمت العناصر الارهابية الزراعات للاختباء بها فى مراحل الاقتراب. لم تكن تتخيل العناصر الارهابية بعد وضع تلك الخطة المحكمة عدم سقوط النقطة، فخيالهم صور لهم سقوط النقطة فى زمن قياسي، ورفع العلم الخاص بهم فوقها وتصويرها وبثها على قناة الجزيرة القطرية والقنوات الفضائية الارهابية الاخري. على الجانب الاخر اثبت رجال نقطة الارتكاز قدرتهم العالية فى التصدى لهذا الهجوم واستطاعت القوة ان تحقق المطلوب منها فى صد الهجوم والدفاع عن النقطة بكل جسارة حتى وصول قوات الدعم التى وصلت هى الاخرى فى زمن قياسى واستطاعت ان تتغلب على العبوات الناسفة التى تم زرعها، اضافة الى وصول الدعم الجوى الى المنطقة والقضاء على تلك العناصر وفرارهم دون تحقيق الهدف الذى تم التخطيط له منذ فترة وتمويله بأموال واسلحة، وخبرات مخابراتية فاشلة. فى نفس الوقت كان مخططا ان يبث بعض التسجيلات مجهولة المصدر على مواقع التواصل الاجتماعى منسوبة لبعض قيادات التمركز يهدف من خلالها التهويل من القدرات العسكرية للجماعات الارهابية فى سيناء وقدراتهم واعدادهم وتسليحهم، اضافة الى ايصال رسالة بانه لا يوجد تنسيق بين قيادة القوات والعناصر الموجودة على ارض المعركة، وعدم وجود دعم، مما يؤدى الى حالة من الاستياء بين الشعب المصري، وايصال رسالة سلبية لهم و احباط عناصر القوات المسلحة فى سيناء، وارهابهم من قوة العناصر الارهابية. ومن اهم ما يتم استخلاصه من ذلك اليوم ما يلي: أولا: أن التخطيط لهذه العملية على مستوى عال وضعته عناصر استخباراتية بعناية و لم يترك لها شيئا حتى الحرب النفسية المتزامنة مع العمليات العسكرية. ثانيا: لا تزال الانفاق هى الممر الرئيسى للجماعات الإرهابية للدخول الى سيناءوتنفيذ عمليات ضد عناصر الجيش المصري. ثالثا: التسليح العالى وعربات الدفع الرباعى يؤكد التمويل الضخم للعملية بجانب الملابس الموحدة لتلك الجماعات يؤكد ذلك. رابعا: استهداف الشعب المصرى عن طريق حروب الجيل الرابع والتشكيك المستمر فى قدرات الجيش المصري. خامسا: الاستعداد العالى لرجال القوات المسلحة فى صد اى هجوم عليه، وهى رسالة واضحة لاى جماعات ارهابية ومن يقف خلفها من دول تدعمها ماليا ولوجيستيا. سادسا: وصول الدعم فى زمن قياسى يؤكد التنسيق الكامل بين القيادة والعناصر الموجودة على الارض لتحقيق نصر حقيقي. سابعا: ادارة الموقف اعلاميا بالنسبة للمتحدث العسكرى جاءت سريعة جدا ومواكبة للحدث حتى لا تنتشر الشائعات التى تثير البلبلة داخل الشارع المصري، أو على المستوى الدولي. ثامنا:على وسائل الاعلام المصرية ألا تصدر صورة بانه تم القضاء على الارهاب فى سيناء بالكامل كما حدث فى الفترة الماضية، لان اعداءالوطن سيسعون بكل قوة لتنفيذ عمليات مستمرة مما يفقد المواطن الثقة . تاسعا: التضحيات التى يقدمها رجال القوات المسلحة لحماية الارض والبطولات التى تحدث ستظل محفورة فى عقول وقلوب الشعب المصري، وقد ظهر ذلك جليا فى التفاف الشعب خلف جيشه خلال ذلك اليوم. عاشرا: أن القوات المسلحة تؤكد يوما بعد يوم انها الدرع الواقية للوطن وانها ستحبط جميع المخططات لهز الدولة المصرية ، وانها تحارب الارهاب فى المنطقة باسرها وليس فى مصر وحدها. [email protected]