قبل ايام فوجئ المجتمع بمشهد صادم تناولت تفاصيله قيام عدد كبير من اهالي منطقة عرب علام التابعة لمركز بلبيس بالامساك بلصة من منطقة المرج وتقييدها بأحد أعمدة الانارة لينهالوا عليها ضربا بعد ان قاموا بسحلها وجرها ورجمها في شوارع البلدة دون ان تأخذهم بها شفقه اعتقادا بانها اتت لسرقة طفلة رضيعه. ولأن واقعة سيدة المرج لم تكن الوحيدة بل سبقتها وتلتها وقائع مشابهه عده كشفت عن تصاعد الغضب الشعبي فلم تكد تمر ساعات حتي شهد حي مبارك مركز كفر صقر بالشرقية واقعة هي الثانية حيث قام خلالها الأهالي بالامساك بلص وتقييده بعد ضبطه متلبسا ومن قبلها ماشهدته قرية شنبارة التابعة لمركز ابوحماد حينما لقن الاهالي لصا علقة ساخنة بعد ضبطه متلبسا أثناء محاولته سرقة إحدي الشقق وقاموا بتقييده بالحبال وتسليمه لمركز الشرطة، وهو ماتكرر مع أحد اللصوص في قرية شوبك بسطه التابعة لمركز الزقازيق لسرقته اسلاك كهربائية من أحد المنازل بالقرية بالإضافة لواقعتين أخريين في يومين متتاليين انتقم فيها الأهالي لأنفسهم من اللصوص بالضرب المبرح بعدما قاموا بتجريدهم من ملابسهم وتعليقهم علي أعمدة الإنارة لفضحهم بعد بتصويرهم ونشر صورهم علي مواقع التواصل الاجتماعي ليكونوا عبرة. ففي دمياط قام عدد كبير من أهالي قرية تل الكاشف بإعداد كمين لأحد اللصوص سبق وأن قام بسرقة طيور وأرانب من عدد من المنازل وبعد ضبطه قاموا بتوثيقه بالحبال ووضعه علي حمار بالعكس وزفه بشوارع القريةأمام الجميع كما قام أهالي كفر العرب بمركز فارسكور بالامساك بلص خطف طفلا عقب استغاثة الطفل وقاموا بتلقينه علقة ساخنة وتقييده وتسليمه إلي مركز الشرطة وفي المنيا اقتاد أهالي ملوي لصا حاول سرقة محل مجوهرات مرتديا زيا نسائيا وقاموا بالتعدي عليه بالضرب والألفاظ وتصويره فيديو ليظهر للجميع بزي المرأة عقابا له علي ما فعل. وفي الغربية انقض اهالي قرية عياش بمركز المحلة علي أحد اللصوص وتعدوا عليه بالضرب وتمكنت الشرطه من افلاته من قبضتهم. وفي المنوفيه انهال جمع من أهالي وموظفي مجمع مصالح مدينة شبين الكوم علي أحد اللصوص ضربا لتلقينه درسا لن ينساه بعد ضبطه أثناء محاولته سرقة دراجة بخارية خاصة بأحد الموظفين. وفي قنا عاقب أهالي قرية البراهمة التابعة لمركز قفط لص ماشية بتقييده في أحد أعمدة الإنارة ووضعه علي حمار بالمقلوب وزفه في شوارع القرية، أما في الدقهلية فقام أهالي عزبة خضير بالامساك بثلاثة لصوص حاولوا خطف طفلة من القرية، بربطهم علي اعمدة الانارة وتلقينهم علقة ساخنة، وقبل أشهر اقتص أهالي منطقة الجزارين بالوراق من بلطجي انتقاما منه لفرضه اتاوات علي سكان المنطقة. وبالرغم من أن تبريرات الأهالي تشير إلي أن الهدف كان الحرص علي الصالح العام وتوصيل رسالة للخارجين عن القانون أن جزاءهم سيكون رادعا فإن ما حدث مرفوض تماما باعتباره مخالفا للقانون ورده لشريعة الغاب. يقول أحد المشاركين في الإمساك بلص بكفر صقر بالشرقية أن التنكيل لم يكن بغرض الايذاء فحسب أو الانتقام والعقاب لما سرق وانما كشف أمر السارق علي مرأي ومسمع من الجميع وفضحه لكي يكون عبرة لكل من تسول له نفسه أن يسطو علي ممتلكات الغير. فيما يوضح آخر من مركز أبو حماد ان الاهالي طفح بهم الكيل بعد تكرارالسرقات وتعددها دون الامساك باي من الجناه فلم يطيقوا أن يشاهدوا أحدهم ويتركوه حرا ليروه بعدها وهو مفرج عنه بسبب ضعف نصوص القانون وقصورها أو قدرة البعض علي التحايل عليها وانقادوا وراء غمرة انفعالهم وغضبهم. ويري العميد أحمد عبد العزيز رئيس المباحث الجنائية بالشرقية في الوقائع محاولة لانتزاع سلطة الامن والقضاء ومحاولة تطبيق العقاب والقصاص باليد وهو أمر مرفوض تماما في دولة يحكمها القانون مطالبا بالإبلاغ عن اي متهم فور ضبطه حتي يأخذ الأمن مجراه ويطبق القانون بصورة عادلة وصحيحة. فيما يفسر الدكتور حامد الهادي استاذ علم الاجتماع بجامعة الزقازيق ماحدث بانه نتاج حالة من الاندفاع والتهور نتيجة مانتعرض له من ضغوط نفسية واقتصادية لكنه في الوقت نفسه يرفضه باعتباره نوعا من الهمجية والتحريض علي الفوضي واباحة واشاعة الانتقام الشخصي والقصاص باليد، فالأمر جد يستحق التوقف والبحث قبل ان يتحول المجتمع الي شريعة الغاب ويصبح العقاب باليد هو الطريق البديل والسريع للقصاص من المجرمين.