وسط تركز الأنظار على المصافحة الأولى بين الرئيسين الأمريكى دونالد ترامب والروسى فلاديمير بوتين، انطلقت أمس بمدينة هامبورج الألمانية أعمال «قمة العشرين» التى تستمر لمدة يومين تحت شعار «نحو بناء عالم متواصل»، وذلك تزامنا مع تجدد احتجاجات عنيفة فى أنحاء متفرقة من المدينة تخللتها أعمال شغب واشتباكات دامية مع قوات الأمن. ويشارك فى القمة رؤساء وقادة 20 دولة، هى الأرجنتين وأستراليا والبرازيل وكندا والصين وفرنسا وألمانيا والهند وأندونيسيا وإيطاليا واليابان والمكسيك وروسيا والسعودية وجنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية وتركيا وبريطانيا والولاياتالمتحدة، والاتحاد الأوروبي. وتتضمن قمة العشرين لهذا العام أجندة أعمال متخمة بالعديد من القضايا التى تحتل أولوية قصوى على الساحة العالمية خلال المرحلة الحالية، وعلى رأسها قضية مكافحة الإرهاب واستقرار الاقتصاد العالمى ومعدلات نموه ومواصلة تنظيم أسواق المال وأهداف التنمية المستدامة 2013 والتغير المناخى والأمن المعلوماتى والتجارة الحرة والعمالة، فضلا عن تدفقات الهجرة واللاجئين إلى أوروبا والأزمة الخليجية.كما تركز القمة أيضا على دعم التعاون مع القارة الأفريقية من خلال مبادرة «التعاقد مع أفريقيا» التى لا تقتصر فقط على تقديم المساعدات للقارة السمراء بل الدفع بمزيد من الاستثمارات هناك، حيث أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل دعم «العشرين» للدول الأفريقية ذات توجهات إصلاحية بإجمالى 300 مليون يورو من أجل تحفيز استثمارات خاصة. وبدأت فاعليات القمة أمس بجلسة افتتاحية أعقبها اجتماع مغلق بين قادة ورؤساء الدول والحكومات المشاركين، ثم أقيمت ورشة عمل على هامش الاجتماعات تناولت مناقشة موضوعات من أبرزها مكافحة الإرهاب والنمو الاقتصادى وتحرير التجارة، فضلا عن قضايا دولية. كما استهلت نشاطها أيضا بمناشدة الولاياتالمتحدة العودة إلى معاهدة باريس للمناخ، وهو ما دعا إليه أيضا انطونيو جوتيريش أمين عام الأممالمتحدة فى كلمته التى ألقاها فى جلسة الافتتاح، ودعا فيها إلى مكافحة التطرف والعنف. ومن المقرر أن تستمر فعاليات واجتماعات القمةحتى اليوم - السبت- وستنتهى ببيان ختامى ليس من المتوقع أن يخرج بموافقة بالإجماع حول كافة الموضوعات والقضايا، حيث توقعت المستشارة الألمانية ميركل أن التفاهم الوحيد قد يكون حول قضية مكافحة الإرهاب، مشيرة إلى أن القضايا الخلافية المثارة فى القمة أكثر من التفاهمات، وهو يجعل شعار القمة «نحو بناء عالم متواصل» أمرا صعب المنال. وعلى هامش الاجتماعات، عقد العديد من زعماء القمة ووزراء خارجيتهم العديد من اللقاءات، أبرزها اللقاء الذى كان مرتقبا وجمع بين ترامب وبوتين، وذلك للمرة الأولى منذ وصول الأخير لسدة الحكم فى الولاياتالمتحدة فى العشرين من يناير الماضي. وتصافح الرئيسان الأمريكى والروسى وتبادلا بضع كلمات قبل بدء جلسة عمل فى هامبورج مع باقى قادة مجموعة العشرين، ومن المقرر أن يجرى الجانبان لاحقا لقاء رسميا آخر لبحث العديد من المسائل الخلافية بين البلدين.وفى الشأن ذاته، صرح المتحدث ديمترى بيسكوف باسم الكرملين للصحفيين بأن الزعيمين «سيلتقيان على انفراد خلال الساعات القليلة المقبلة»، وأضاف أن بوتين وترامب سيناقشان عددا كبيرا من الملفات الشائكة، مثل الأزمة الأوكرانية والحرب فى سوريا ومكافحة الإرهاب. كما التقى سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسى ونظيره الأمريكى ريكس تيرسلون على هامش قمة «العشرين»، حيث بحثا عددا من القضايا الدولية الرئيسية والعلاقات الثنائية خلال اللقاء الذى استمر لمدة ساعة. وفى الوقت ذاته، أعلنت وزارة الخارجية الألمانية أنه تم إلغاء اجتماع بين زيجمار جابرييل وزير الخارجية الألمانى ونظيره الأمريكى ريكس تيلرسون على هامش القمة ذاتها «لأسباب تتعلق بجدول الأعمال» . ورغم اجراءات الأمن المشددة، شهدت شوارع هامبورج أعمال شغب هائلة فى المنطقة المحيطة بانعقاد القمة أمس، كما تواصلت الاحتجاجات العنيفة فى أنحاء متفرقة من المدينة ذاتها. واستهدف المتظاهرون المناهضين للقمة مروحية تابعة للشرطة الألمانية بقذيفة ضوئية، لكنها أخطأت هدفها بشق الأنفس.