مطروح.. تعد واحدة من اهم المناطق على الخريطة المصرية ، فعلى الرغم من بعد المسافة عن العاصمة القاهرة إلا أنها تشغل حيزا كبيرا من اهتمام المصريين , ليس لأهميتها الترفيهية فقط كمصيف يستمتع به شريحة كبيرة من المصريين على شاطئ البحر الأبيض المتوسط , ولكن لكونها منطقة زراعية تجارية وبوابة مصر الغربية المطلة على الجارة الشقيقة ليبيا , وتضم المحافظة مئات الالاف من الأفدنة التى تنتج العديد من المحاصيل منها الشعير والقمح وغيرها على مياه الأمطار الموسمية الغزيرة التى ينعم الله بها على تلك الأرض الطيبة , وناسها البدو الطيبون أهل الكرم ، لزيادة حجم انتاج البلاد من زراعة المحاصيل الإسترتيجية بالتوازي مع المشروع القومي باستصلاح 1٫5 مليون فدان وبأقل مجهود . وتحظى مطروح باهتمام كبير ، فقد شهدت الأيام الماضية توقيع وثيقة بين وزارة الزراعة ومنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة «فاو» لاقامة مشروع بمطروح في اطار برنامج الاتحاد الاوروبى المشترك للتنمية الريفية، وهو مشروع حصاد المياه والممارسات الزراعية الجيدة لتحسين سبل المعيشة وزيادة الاستدامة للمجتمعات الريفية في مطروح، بميزانية 900 الف يورو من الاتحاد الأوروبى أيضاً. وقد قام وفد من برنامج الغذاء العالمى التابع للأمم المتحدة منذ أيام بزيارة مناطق عمل مشروع تمكين سبل العيش وخلق أصول ثابتة للمجتمعات البدوية بمطروح ، والذى يقوم بتنفيذه الجهاز التنفيذى لمشروعات التنمية الشاملة التابع لوزارة الزراعة (مشروع العون الغذائي) بالتعاون مع البرنامج، لتقييم ما تم انجازه من خطة عمليات المشروع، وأبدى أعضاء الوفد اعجابهم بما تم من انجازه على الأرض من انشطة المشروع. «الأهرام» قامت بزيارة إلى تلك المنطقة الغالية وقطعت آلاف الأميال واخترقت أعماق الصحراء لتلتقى أهلنا هناك، وتلقى الضوء على حياتهم. بدأت الجولة بمدينة «برانى» ثم توجهنا جنوب غرب المدينة وفى اتجاه عمق الصحراء بعيدا عن ساحل البحر وقمنا بزيارة إحدى الصوب الزراعية التى انشأها الجهاز ، زيارة حقول الشعير، فقد قام المشروع بتوزيع ما يقرب من 20 طن تقاو شعير هذا العام كان كافية لزراعة 600 فدان على مياه الامطار ثم توجهنا بعد ذلك لمنطقة الرابية الواسطى التى تبعد 40 كيلو مترا عن الساحل. الشيخ شوال .. القناعة كنز الشيخ شوال 72 عاما من عواقل مطروح قبيلة الموالح فى برانى ، له 8 أولاد أكبرهم 45 عاما وأصغرهم 20 ، منهم مدرسون وخريجون من المعهد الأزهرى وموظفون بالمعهد يقول الشيخ شوال , نحتاج لعمل سدود وآبار لتخزين المياه لكى نستفيد بها فى الزراعة على مدار العام خاصة وأن الأمطار هنا موسمية, ونقوم بزراعة التين والعنب والزيتون . وقال أنه لابد من تخفيض سعر العلف لأنه غالى , ولسنا بمعزل عن القاهرة ، فالأخبار عندنا ساعة بساعة وما يحدث بالقاهرة ينعكس علينا بل ونعانى نفس معاناتكم من الأسعار ، مثل البنزين التى أدت إلى ارتفاع أسعار وسائل النقل وغيرها ، ولكننا فى نفس الوقت لا نريد أن نزيد الأعباء على الحكومة فما يأتينا منها « نعمة « وأكد أن تكاليف الزواج عندهم ارتفعت عن ذى قبل , قائلأ: أنه كان من عاداتنا أن يتم تقديم مهر للعروس 5 من الإبل وأيضا أغنام ، وتطور الأمر حاليا ليصل إلى مبالغ نقدية تبدأ من 3 آلاف جنيه وتصل إلى 50 ألفا. وفيات على الطريق مرضى القطعانى .. مدير وحدة الدعم الفنى والارشاد ببرانى التابع لمركز التنمية المستدامة ، أحد ابناء المنطقة لخص معاناة الأهالى هناك , لاسيما خلال فترة الشتاء ، بأن الأهالى المقيمين بالوديان يعانون أيما معاناة ، مؤكدا أنه نظرا لبعد المسافة عن المدينة حدثت العديد من حالات الوفيات للسيدات فى طريقهن إلى المستشفى , سواء لظرف طارئ او بسبب الولادة ، مضيفا أن الدعم الصحى سواء بشريا أو بيطريا يأتى عن طريق برنامج الغذاء العالمى , من خلال الجهاز الذى يستعين بالأطباء من مديريتى الصحة والطب البيطرى ، ويقوم بتوفير العلاج فى القوافل الصحية او البيطرية ، حيث تغطى القافلة الواحدة مالا يقل عن 500 حالة . ومن جانبه قال الحاج عطية السنوسى نقيب الفلاحين الزراعيين بمطروح , نعانى عدة مشاكل منها ارتفاع سعر العلف , ابار لتنمية المطر وتنمية الوديان , وتمهيد الطرق المتجهة الى داخل الصحراء لمسافات تتراوح بين 3 و7 كيلو مترات , لتيسير حركة سير السيارات , وبعض الأماكن تحتاج إلى مدارس ومساجد وأوضح أن الثروة الحيوانية تأثرت بشكل كبير , فقد انخفضت من 1,3 مليون رأس فى ثمانينات القرن الماضى إلى 300 ألفا حاليا خاصة وأن سلالة « البرقى « من أعلى اللحوم جودة ولا توجد بمصر سوى فى مطروح فقط ، ويجب الحفاظ عليها , لذا فنحن نحتاج لشراء العلف بتيسير السداد على 9 أشهر أو سنة نظرا لارتفاع سعره. وأضاف: نحتاج لاقامة وحدة صحية و مدرسة ومسجد بكل تجمع لخدمة الأهالى والتيسير عليهم , وعندنا مشكلة أخرى وهى تسويق منتجاتنا , خاصة وأنها كلها طبيعية « أورجانيك» زيتون وعنب ولوز وبطيخ بعلى وزيت زيتون , فكل المشروعات التى تأتينا منذ 45 عاما تعلمنا كيفية زيادة الانتاجية ولكن لم يأتينا مشروع بكيفية تسويق منتجاتنا , فالتاجر يستفيد بينما المزارع حقه ضائع , وعملنا جمعية مطروح لتنمية الزراعات الصحراوية , فحجم انتاجنا كبير حيث ننتج 160 ألف طن من التيتن , والعام الماضى لم نجد من يشتريه ب 40 قرشا للكيلو فأطعمناه للغنم , ونحتاج لعمل وحدات تصنيع المربى لتصنيع التين ويستفيد به المزارع. 12 مركزا خدميا وقال د. على حزين المشرف العام ورئيس مجلس ادارة الجهاز التنفيذى ، ان هذه الانشطة تاتى من خلال العقد التنفيذى بين الحكومة المصرية وبرنامج الغذاء العالمى التابع لمنظمة الأممالمتحدة والخاص بمشروع «تمكين سبل العيش للمجتمعات الفقيرة بمطروح» والصادر بشانها القرار الجمهورى رقم 22 لسنة 2015 . وأوضح أن المشروع يهدف إلى تنمية المجتمعات البدوية الأشد احتياجا والتي تعانى من انعدام الأمن الغذائي والقاطنة بدورها في المناطق المهمشة بغرب محافظة مطروح ، من خلال تمكين الفئات المحرومة وتعزيز الأمن الغذائي والتغذية بخلق الأصول الثابتة والتوعية والتدريب وتوافر الخدمات الأساسية (صحة – تعليم ) وزيادة دخل الأسرة البدوية . وأشار إلي تنوع أنشطة المشروع بين خلق الأصول الثابتة ، حيث قام المشروع بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ببناء 12 مركزا خدميا وبلغت تكاليف انشاء هذه المراكز الخدمية 4 ملايين 320 الف جنيه . وقال حزين، أنه فى مجال التنمية الزراعية ، تم امداد المزارعين بتقاوى الشعير بكمية وصلت إلى 23 طنا وكذلك 9 أطنان تقاوى قمح من الاصناف المعتمدة بتكلفة قدرها 155 الف جنيه ، كما تم الامداد بشتلات الزيتون العام الماضى ب 27 الف شتلة وأيضا 40 ألف شتلة هذا العام. لافتا إلى أنه تم استصلاح مسافة 6 كيلومترات طولية نتج عنها استصلاح 300 فدان بتكلفة قدرها 2 مليون 82 ألف جنيه ، يستفيد منها 750 فردا يمثلون 130 أسرة لزراعتها بمحصولى التين والزيتون والبطيخ البعلى على مياه الأمطار بمنطقة الرابية الوسطى (وادى حمد وفروعه البراكة ومعذب والحلاب وعازة ) وذلك بعد توقيع وثيقة معهم بهذا الصدد. أبراج حمام .. لأول مرة وقال عمر يحيى رئيس وحدة التنمية الاقتصادية بالجهاز، أنه تم انشاء 55 برج حمام بمناطق (اوجارين 1 – اوجارين2 – الحول – أبو صفاف – الرابية الوسطي الرابية الشرقية ) كمنح للمرأة المعيلة و الأرامل كأحد الأنشطة المدرة للدخل، مضيفا أنه نشاط جديد لأول مرة يتم تنفيذه بمبلغ 400 الف جنيه لهذا الغرض. وقال حسام رمضان المدير المالى للمشروع، أن الاتفاقية تنتهى ماليا فى نهاية يونيو القادم وفنيا نهاية ديسمبر، معربا عن امنيته تجديدها لما حققته الاتفاقية من تحسين مستوى الدخل ونوعية الحياة للمستفيدين من انشطة المشروع و قال م. أحمد مصطفى مدير ادارة الشئون الفنية بالجهاز، أنه تم تنظيم 11 قافلة صحية منذ بداية المشروع و تقديم العلاج للحالات المرضية التي تم الكشف عليها وعددها 3 الاف و379 حالة، وقد شملت جميع الأعمار باجمالى مبلغ 214 ألفا و680 جنيها مشيرا إلى أنه تم تنفيذ 12 قافلة بيطرية و تقديم العلاج بالمجان والتحصينات ل 26 ألفا و646 رأس ثروة حيوانية بإجمالي مبلغ 252450 جنيها . «فوكة» تنتظر الكهرباء منذ عامين وفى طريق الخروج من مطروح لمسافة 75 كيلو مدينة «فوكة» سعد طاهر الشهير ببحيرى، نحتاج الكثير من الخدمات فلا توجد كهرباء ، وذلك على الرغم من توصيل الأسلاك للمنازل منذ سنتين ، وكلما نسأل بالضبعة لا نحصل على رد، كما أن اولادنا يعانون فى الذهاب إلى أقرب مدرسة لنا والتى تبعد عنا لمسافة 10 كيلو مترات فى المدينة.
