نهى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عن الجفاء والغلظة، وحثَّ على الرفق والمعاونة والتعاطف، ووصف مَن لا يتعامل بالرحمة بين الخلق بالشقيِّ، قال: "لا تُنزع الرحمة إلا من شقيٍّ". وجاء النبي، صلى الله عليه وسلم، ليُعَلِّمَ الخَلقَ كيف تكون الرحمة، واستفتح الله تعالى وَحيَه إليه بقوله: “بسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ” ولم يقل: (بسم الله الرحمن المنتقم) مثلًا، فالرحمة هي بداية الوحي ومبنَى الدِّين وعليها مدار الإسلام. وحثَّنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، على الرحمة والعطف على جميع الخلق، بمختلف أنواع الرحمة: ارحم الجاهل بعلمك، والفقير بمالك، والكبير بتوقيرك والصغير بشفقتك، والعصاة بدعوتك، والحيوانات بعطفك، فأقرب الناس من رحمة الله أرحمهم بخلقه، ومن كثرت منه الشفقة على خلقه والرحمة على عباده رحمه الله برحمته، وأدخله دار كرامته. وأمرنا الله تعالى بأن نرحم كبيرنا وصغيرنا، طائعهم وعاصيهم، حتى الحيوانات أمُرنا أن نرفق بها، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: “الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا مَن في الأرض يرحمكم مَن في السماء، الرَّحِمُ شُجنةٌ – أي قرابة مشتبكة كاشتباك العروق - من الرحمن، فمن وصلها وصله اللَّه ومن قطعها قطعه اللَّه”، وصيغة العموم في الحديث تشمل جميع الخلق راحمين ومرحومين.