الإسلام يدعو إلى السماحة, والتسامح هو اللين والتساهل, وهو نوع من أنواع الإحسان إلى النفوس التى جبلت على حب من أحسن إليها, لذا فإن التسامح يؤدى إلى المحبة, والتآلف, ونبذ العنف, والتنافر. والتسامح هو القلب النابض لحياة طيبة ونفس زكية خالية من العنف والتطرف. لقد أمر الله رسوله الكريم بأعلى درجات التسامح فقال له: «فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين». وقال أيضا: « فاصفح الصفح الجميل». ومعنى العفو: ترك المؤاخذة بالذنب, ومعنى الصفح ترك أثره فى النفس وكونه لم يبق أثره فى النفس قمة التسامح وهو بغية المؤمن الذى يدعو الله تعالى: «ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولاتجعل فى قلوبنا غلا للذين آمنوا». ومن السماحة عفو الله ومغفرته للمذنبين من عباده, وحلمه تبارك وتعالى على عباده وتيسير الشريعة عليهم, وتخفيف التكاليف عنهم, ونهيهم عن الغلو فى الدين. قال تعالى: يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. وقال: «مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ»، وقال سبحانه وتعالى: «يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا». ونهى النبى عن التنطع والتشدد فى الدين, فعن عبدالله بن مسعود رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هلك المتنطعون»، قالها ثلاثا. ومن سماحة الإسلام تيسيره لشئون مناسك الحج, فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما:أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف فى حجة الوداع بمنى للناس يسألونه, فجاءه رجل, فقال: لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح, فقال: اذبح ولا حرج, فجاء آخر فقال: لم أشعر فنحرت قبل أن أرمى, قال: ارم ولا حرج, فما سئل النبى عن شىء قدم ولا أخر إلا قال: «افعل ولا حرج». ولم تقتصرسماحة الإسلام على المسلمين فحسب, بل شملت أيضا غير المسلمين من اليهود والنصارى والمشركين حتى فى حالة الحرب, فنهى الإسلام عن قتل الأطفال والنساء والشيوخ والعجزة, وكان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا أمر أميرا على جيش, أو سرية, أوصاه بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا, ويقول: اغزوا باسم الله فى سبيل الله, قاتلوا من كفر بالله, اغزوا ولاتغلوا, ولاتغدروا, ولاتمثلوا, ولاتقتلوا وليدا. وقال صلى الله عليه وسلم: إذا فتحتم مصر, فاستوصوا بالقبط خيرا, فإن لهم ذمة ورحما. لمزيد من مقالات عبد المعطى أحمد