شب حريق هائل فى العاصمة البريطانية لندن التهم برج «جرينفيل تاور» السكني، الذى يتألف من 27 طابقا وسط لندن، مما أدى إلى مصرع 6 أشخاص وإصابة 74 آخرين، وذلك فى الوقت الذى لعب فيه المسلمون فى المنطقة دورا مهما فى إنقاذ حياة العشرات من سكان المبنى بسبب استيقاظهم ليلا فى وقت السحور. ويبلغ ارتفاع برج"جرينفيل تاور"السكنى 24 طابقا، ويتكون من 120سكنا، وتم بناؤه عام 1974، بمنطقة لانكستر ويست بالعاصمة البريطانية. ومن جانبه، قال صادق خان رئيس بلدية لندن إن هناك أسئلة يجب الرد عليها بشأن معايير السلامة المتبعة فى الأبراج السكنية، وأضاف: «لدينا الكثير من الأبراج السكنية فى أرجاء لندن وما لا يمكن القبول به هو تعريض سلامة الناس للخطر جراء نصيحة سيئة أو افتقار الأبراج السكنية للصيانة الملائمة». وقالت دانى كوتون مفوضة خدمة الإطفاء فى لندن، فى بيان،"أعرب عن حزنى البالغ لتأكيد وقوع عدد من القتلى فى لا أستطيع أن أؤكد عدد القتلى الآن بسبب حجم وتعقيد هذا المبنى، غير مسبوق"، مشيرة إلى أنها خلال عملها لمدة 29 عاما فى مجال الإطفاء، لم تشهد حريقا بمثل هذا الحجم، والتهم الحريق كل طوابق المبنى من الثانى وحتى الأخير. وذكرت صحيفة "ديلى تليجراف" البريطانية أنه يعتقد بوجود أكثر من 600 شخص داخل البرج وقت اندلاع الحريق، ولم يتم تحديد عدد القتلى والجرحى بشكل دقيق حتى الآن وذلك نظرا لضخامة الحريق. و أشار شهود عيان إلى أن أجهزة الإنذار لم تعمل عند حدوث الحريق، وتم استدعاء 40 سيارة إطفاء، و 200 إطفائى للسيطرة على الحريق، كما أكدوا أنهم سمعوا نداءات استغاثة من داخل البرج . وذكر شهود عيان لوكالة "أسوشيتد برس" أن بعض سكان المبنى كانوا يقفزون من النوافذ، بل وألقى البعض بأطفالهم من طوابق عالية بين يدى المارة أسفل المبنى لإنقاذهم، وقال أحد الشهود أن طفلا ألقى من الطابق التاسع أو العاشر، بينما أكدت شاهدة أخرى أن طفلا يبلغ من العمر خمسة أعوام القى من الطابق الخامس أو السادس على المارة لإنقاذه من النيران. وقالت أماندا فيرنانديز إحدى الناجيات من الحريق"عندما تعيش فى منطقة كهذه فإنك تعرف الناس ومن الصعب أن تقف عاجزا بينما تشاهد المبنى يحترق وتحصى الطوابق التى وصلت اليها النيران وتتساءل من ممن تعرفهم يسكن فى تلك الطوابق. وفى تلك الأثناء، أكد سكان بالمنطقة التى شب فيها الحريق أن استيقاظ عدد من المسلمين فى وقت متأخر ليلا لتناول السحور قد يكون السبب وراء إنقاذ حياة الكثيرين، حيث أن معظم المسلمين لا يذهبون للنوم قبل الساعة الثانية صباحا. وذكرت رشيدة، إحدى المقيمات بالمنطقة ل"سكاى نيوز"، أن استيقاظ المسلمين للسحور لفت الانتباه للحريق، وأدى إلى إبلاغ السلطات بسرعة أكبر، وأضافت رشيدة أن" هناك عددا كبيرا من السكان المغاربة فى المنطقة. وذكرت مجموعة عمل خاصة بسكان مبنى "جرينفيل تاور"، الذى اندلع به الحريق ، إنهم حذروا أكثر من مرة من خطورة اندلاع حريق بالمبنى الواقع بغرب لندن. وقالت المجموعة إنها "وجهت تحذيرات عديدة خلال الأعوام الأخيرة بشأن المعايير السيئة للغاية للسلامة فى البرج والمبانى فى دائرة"رويال بورو اوف كينجستون وتشيلسي"،التى تمتلك البرج،ولم يستجب أحد للتحذيرات، وتوقعنا أن وقوع كارثة مثل هذه أمر حتمى ومجرد مسألة وقت"، وأشارت المحموعة إلى أن البرج نجا من حريق كبير فى عام 2013، عندما شهد السكان زيادة مروعة فى قوة الكهرباء، تبين لاحقا أن سببها عيوب فى توصيلات الكهرباء.