فى الوقت الذى أحيا فيه الفلسطينيون أمس الذكرى ال 69 لنكبة فلسطين، أغلق شبان فلسطينيون أمس عدة طرق رئيسية مؤدية إلى مدينة رام الله فى الضفة الغربية دعما لإضراب الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل. وذكرت مصادر فلسطينية أن المحتجين أغلقوا طريق (سردا- رام الله) بشكل كامل بالإطارات المشتعلة وحاويات القمامة، واندلعت مواجهات مع أجهزة الأمن التى حاولت إعادة فتح الطريق. كما أغلق الشبان طريق نابلس رام الله بالإطارات المشتعلة وحاويات القمامة بالقرب من مخيم الجلزون شمال رام الله، ومنعوا الحركة عبر الشارع، وعدة طرق أخرى رئيسية. وكانت مجموعات شبابية أغلقت أمس الأول طرقا فرعية مؤدية إلى رام الله فى إطار ما تقول إنه احتجاجات على عدم تلبية مطالب الأسرى المضربين عن الطعام فى السجون الإسرائيلية. ويواصل نحو 1600 أسير فى سجون الاحتلال، إضرابهم المفتوح عن الطعام فيما يعرف إعلاميا ب "معركة الحرية والكرامة"، لليوم ال 29 على التوالى. وقالت اللّجنة الإعلامية المنبثقة عن هيئة شئون الأسرى والمحررين ونادى الأسير الفلسطينى - فى بيان - إن المحامى خضر شقيرات تمكن - لأول مرة - من زيارة المناضل مروان البرغوثى فى عزله فى معتقل "الجلمة"، ووجه البرغوثى عدة رسائل لرفاقه الأسرى المضربين عن الطعام ولأبناء الشعب الفلسطينى وللفصائل ولأحرار العالم، داعيا إلى إحياء ذكرى النكبة بالتحام الحركة الشعبية للتضامن مع الأسرى وصولاً إلى عصيان مدنى ووطنى شامل. وتمكنت محامية مؤسسة الضمير فرح بيادسة من زيارة القائد أحمد سعدات الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فى عزله بسجن "أوهليكدار". وقالت إنه قدم إلى الزيارة مكبل اليدين ويبدو عليه الإرهاق الشديد وعلامات التعب، ويعانى من اصفرار فى الوجه وهبوط حاد فى الوزن. من جانبها، أكدت حركة "حماس" أن المقاومة وفى مقدمتها المقاومة المسلحة هى الرادع الحقيقى للاحتلال الإسرائيلى، وأن ما أُخذ بالقوة لا يمكن أن يُسترد إلا بالقوة. وقالت حماس - فى بيان صحفى أمس بمناسبة الذكرى ال 69 لنكبة فلسطين -إن"الحقوق لا تسقط بالتقادم وما ضاع حق وراءه مطالب، وأن الأمة ولادة، وأن الشعب الفلسطينى لن يتنازل عن ذرة من تراب وطنه، ولن يتراجع عن حق العودة إلى دياره مهما تراكمت السنون، وتبدلت الأجيال". وأوضحت أن "وحدة شعبنا هى مقدمة قوتنا وسر انتصارنا، ولا بد أن يحتشد شعبنا كله حول خيار التمسك بالهوية والأرض والمقدسات، وأن نرص الصفوف لمواجهة الاحتلال، هذا هو طريق الوحدة وإنهاء الانقسام". وحذر رمضان شلح الامين العام لحركة الجهاد الاسلامى فى خطاب بمناسبة الذكرى ال 69 "للنكبة" الفلسطينية من تعريض حياة المعتقلين فى السجون الاسرائيلية الذين يخوضون إضرابا جماعيا عن الطعام دخل يومه ال 29، متوعدا بأن خيارات "المقاومة مفتوحة". وقال شلح فى كلمة متلفزة بثتها فضائية "فلسطين اليوم" المحسوبة على حركة الجهاد "إن استمر العدو فى غطرسته بما يعرض حياة أسرانا للخطر فنحن لن نقف مكتوفى الايدى أو نتركهم فريسة الموت نتيجة عناد الصهيونية العنصرية فلنا فى المقاومة كلمتنا وخياراتنا المفتوحة وكفى". من جهة ثانية، شدد شلح على أن حركته لن تعترف باسرائيل، مضيفا "اننا فى حركة الجهاد سنبقى متمترسين عند خيار التحرير الكامل لفلسطين، لن نلقى السلاح ولن نعترف بالوجود الصهيونى على أى شبر من فلسطين". وقال شلح المقيم فى سوريا "ان الاعتراف باسرائيل يعنى لنا الاعتراف بالغاء فلسطين وأصحابها الاصليين، ولا يملك أحد على وجه الأرض ان يلغى فلسطين".