ماذا ننتظر بعد هذا الجدل حول المادة الثانية الخاصة بمبادئ الشريعة الإسلامية كمصدر للتشريع، على الرغم من أن أعضاء التاسيسية أكدوا أنها لم تطرح للنقاش بعد ؟ لماذا هذا الإعلان عن التصميم على تعديل النص باستبدال "مبادئ" ب"أحكام" أو "الشريعة"؟ لماذا ندخل في هذه المجادلة العقيمة إذا كان الهدف هو إرساء العدل والتسامح والإخاء والسلام في المجتمع؟ فإذا كانت كل هذه المعاني قد غابت في السنوات السابقة بسبب فساد الحكم، فهذا لا يعني أبدا أن النص به ثغرات لابد من القضاء عليها بتعديله وإنما كان العيب في التطبيق وفي تعمد إفساد المجتمع وإرساء الفتنة والجريمة على أرضه. لو صدقت النية في تطبيق شرع الله بما فيه فائدة المجتمع كله ليعم الخير والتسامح والإطمئنان في جنباته وبين أهله، فلن يكون هناك تغيير في النص فهو نص كاف وشامل ولا يحتاج إلى أي تعديل. الديانات السماوية الثلاث نزلت بالخير للبشرية ولم تكن أبدا ذريعة للإيذاء وإنما وسيلة للخلاص من الظلم. ماذا ننتظر من إثارة الجدل في أشياء معروفة ومتفق عليها؟ .. وماذا بعد إحالة الإدارية العليا لقانون إنتخاب مجلس الشورى للمحكمة الدستورية للبت في مدى دستوريته؟ ماذا سيكون مستقبل اللجنة التأسيسية للدستور؟ هل ستؤول إلى البطلان في حال عدم دستورية القانون؟ هل البت بعدم الدستورية يمثل ما نص عليه الإعلان الدستوري المكمل في المادة 60 مكرر من أنه: "إذا قام مانع يحول دون استكمال الجمعية التأسيسية لعملها، شكل المجلس الأعلى للقوات المسلحة خلال أسبوع جمعية تأسيسية جديدة تمثل أطياف المجتمع لإعداد مشروع الدستورالجديد خلال ثلاثة أشهر من تاريخ تشكيلها " ؟ .. وماذا بعد استبعاد الدكتور محمد البرادعي ليكون رئيس وزراء مصر في الجمهورية الثانية بحجة أنه ليس لديه خبرة ؟ إذا كانت الخبرة المقصودة هي في الفساد والكذب والإلتفاف وعدم احترام الآخر وتهميشه فهذا صحيح، فالرجل ليست لديه أي خبرة في هذه الأمور. وإذا كانت هذه الشائعات صحيحة، وقيل عن هذا الرجل الذي أدار مؤسسة من أكبر المؤسسات على المستوى الدولي وهو من أفضل السفراء لمصر في الخارج ويتم استقباله استقبال الرؤساء، أنه دون خبرة، فما هو مفهوم الخبرة التي يريدونها ؟ وماذا ننتظر بعد هذا الهراء ؟ .. وماذا بعد تصريحات وزير الداخلية عن قاتلي طالب هندسة السويس ؟ وماذا بعد شهادة والد الشهيد عن إهمال الإسعاف والمستشفى الجامعي ومستشفى التأمين الصحي ؟ أما آن الوقت للتغيير أم اننا مازلنا نعيش في نطاق النظام القديم وأساليبه الرخيصة أم انه ليس في الإمكان أبدع مما كان ؟ أسئلة كثيرة تبحث عن إجابات حتى لا نظل في المربع الأول ولا يطول المشوار ... فاللهم الهمنا الصبر ... [email protected] المزيد من مقالات رشا حنفى