في أول انتخابات عامة حرة منذ نصف قرن تقريبا توجه نحو8 ,2 مليون ناخب ليبي إلي صناديق الاقتراع لاختيار200 عضو في المؤتمر الوطني العام اللجنة التأسيسية والذي سيتولي تشكيل الحكومة المقبلة. والتي ستدير البلاد خلفا للمجلس الوطني الانتقالي وتتولي الاشراف علي اجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية. ومن المقرر أن تعطي النتائج الأولية الجزئية المنتظر اعلانها عقب اغلاق مراكز الاقتراع رؤية استرشادية عن شكل الجمعية لكن النتائج الاولية الكاملة لن تعلن قبل غدا. وقد تزايد الاقبال بشكل ملحوظ, خاصة في أحياء العاصمة طرابلس, منذ الساعات الأولي للصباح بينما علقت المفوضية العليا الإنتخابات في أجدابيا والبريقة, في حين غلب مزاج غير ايجابي تجاه الانتخابات في مدينة سرت مسقط رأس العقيد معمر القذافي. وقد لوحظ في العاصمة أن طوابير النساء في معظم المراكز ضعف مثيلاتها في صفوف الرجال وأن هناك مظاهر للفرح والبهجة وأصوات للتكبير من مكبرات المساجد ومن السيارات التي رفعت الأعلام الليبية. كانت المفوضية الليبية العليا للانتخابات قد أعلنت تعليق الانتخابات في مدينتي إجدابيا والبريقة بشرق البلاد, وذلك بعد سرقة أوراق انتخابية خاصة بعملية الاقتراع واقتحام مراكز انتخابية بتلك المناطق. وفي بنغازي:أشعل محتجون النيران في أوراق الاقتراع بعد سرقتها من لجان انتخابية محلية في أول إشارة علي وقوع اضطرابات في الانتخابات. وقال شهود عيان أن المحتجين أشعلوا النيران في مئات أوراق الاقتراع في ميدان بوسط المدينة. وتشهد بنغازي التي كانت نقطة انطلاق الانتفاضة الشعبية ضد القذافي احتجاجات من مجموعات محلية تشكو من اهمال السلطات في العاصمة طرابلس لشرق البلاد وتطالب بمزيد من السلطات للمنطقة. وفي الوقت ذاته شهدت بعض مراكز الاقتراع في مدينة بنغازي كثافة ملحوظة, وهو ما يدحض المخاوف الأمنية التي تزايدت بعد تعرض طائرة هليكوبتر تابعة للمفوضية العليا للانتخابات- كانت في مهمة لنقل مستلزمات الانتخابات- لإطلاق النار من مضادات أرضية فوق مطار بنينة في بنغازي مهد الثورة مما تسبب في إحداث عطل بها نجم عنه وفاة أحد موظفي المفوضية قبل أن ينجح طاقم الطائرة بصعوبة في الهبوط بها. كما لوحظ الانتشار الكثيف للشرطة والثوار وقوات الجيش التي وصل عددها إلي60 ألف جندي كما قامت رئاسة الأركان بعمليات تفتيش واسعة في كل الشوارع والميادين والعاصمة والمدن الليبية لجميع المركبات والأفراد المشتبه فيهم.كما تجوب سماء العاصمة طائرات هليكوبتر تشارك في تأمين العملية الانتخابية. وفي كلمته للشعب الليبي قبل بدء التصويت, أكد رئيس المجلس الوطني الإنتقالي الليبي المستشار مصطفي عبدالجليل حرص المجلس علي التوافق والتواصل مع كل المطالبين بتساوي المقاعد في المؤتمر الوطني العام. وطالب عبدالجليل جميع المواطنين بتجاوز هذه المرحلة الحساسة من تاريخ البلاد وعلي الجميع التنازل عن بعض الحقوق لمصلحة بلادهم. وأكد نزاهة وشفافية الإنتخابات الليبية, التي تتم تحت إشراف كامل من الأممالمتحدة والمجتمع الدولي والاتحادين الأفريقي والأوروبي وجامعة الدول العربية وغيرها من منظمات المجتمع المدني الليبية والدولية والمؤسسات الحقوقية, معبرا عن ثقته في أن المفوضية الليبية العليا للإنتخابات سوف تكمل عملها بشكل جيد. كما أكد عدم حرص المجلس الإنتقالي علي البقاء في السلطة, وأن هناك فترة أسبوعين عقب إعلان نتائج الإنتخابات الليبية, ثم ينعقد المؤتمر الوطني البرلمان, ومن ثم سوف يتم إعلان حل المجلس الوطني الإنتقالي, ليحل محله المؤتمر الوطني العام كسلطة تشريعية منتخبة, وبذلك يكون تم انتقال السلطة في ليبيا. كما أكد رئيس الحكومة الانتقالية الليبية الدكتور عبدالرحيم الكيب أن الوضع الأمني ليلة إجراء الانتخابات جيد, وأن الاجهزة الأمنية تقوم بواجبها علي أكمل وجه لتأمين سير العملية الانتخابية بنجاح. وأوضح في مؤتمر صحفي بحضور رئيس المفوضية العليا للانتخابات نوري العبار بطرابلس, أن الحكومة تتابع كل الخلايا النائمة وأن يقظة رجال الأمن لن تتركهم يعكرون علينا فرحتنا بهذا الاستحقاق الانتخابي التاريخي. وأضاف إننا لن نترك وسيلة نستطيع أن نفعلها لحفظ الأمن إلا وسنقوم بتفعيلها سواء في الداخل أو الخارج. وأثار اختيار لجنة خبراء تشكيل الدستور المكونة من60 عضوا انتقادات وجدلا واسعا استدعي صدور قرار من المجلس الوطني الانتقالي الليلة قبل الماضية بأن يتم انتخاب أعضاء اللجنة علي حده وألا يتم تعيينهم من قبل الجمعية التأسيسية كما كان مفترضا من قبل. وجاء القرار لاحتواء غضب أنصار الفيدرالية في برقة الذين دعوا إلي مقاطعة الانتخابات في شرقي ليبيا,وطالبوا بتشكيل جمعية تأسيسية يتوزع أعضاؤها بشكل عادل بين المناطق الثلاث التي تتشكل منها ليبيا تاريخيا وهي برقة في الشرق وطرابلس في الغرب وفزان في الجنوب. وحول منطقة الكفرة المضطربة في جنوب البلاد والتي تشهد معارك حامية بين قبائل التبو التشادية والقبائل العربية والجيش, فقد أجريت الانتخابات طبقا لاتفاق ثنائي بين المفوضية العليا للانتخابات وقادة وشيوخ القبيلة لم تشارك فيه الحكومة ولا أي جهة رسمية. ويقضي الاتفاق الذي أعلنه نوري العبار رئيس المفوضية العليا للانتخابات بانشاء ممرات آمنة لمرور الأدوات والأوراق الخاصة بالعملية الانتخابية مع السماح بوجود مراقبين محليين من طرابلس ولا يكون فيهم مراقبين من منطقة الكفرة. عصام شرف يشيد بالتنظيم الجيد للانتخابات الليبية قال الدكتورعصام شرف رئيس بعثة الإتحاد الأفريقي ورئيس الوزراء السابق خلال تفقده لمقار اللجان الانتخابية في العاصمة الليبية طرابلس أمس أن ما رآه كمراقب علي أرض الواقع هو.. تنظيم جيد وحضور جيد من قبل الناخبين الليبيين, الا انه بعد فترة طويلة من غياب لمؤسسات الدولة كان لابد من ظهور بعض المشاكل والاراء المختلفة ولكن الأهم من ذلك هو التحرك للامام نحو مستقبل أفضل لليبيا وشعبها. وأضاف شرف- في تصريحات أمس- أن العملية الانتخابية منذ فتح اللجان للتصويت قد سارت بإنتظام طبقا للاجراءات المحددة..مما حقق يسر حصل الناخبين علي بطاقات الاقتراع وسهولة إلادلاء بأصواتهم في خصوصية واستخدام الحبرالفوسفوري بعد الادلاء بأصواتهم.