فى الثالث عشر من مارس عام 2013، تم انتخاب الكاردينال الأرجنتينى جورجيو ماريو بورجليو، ليتولى منصب بابا الفاتيكان كخليفة للقديس بطرس تلميذ المسيح ، فتوقعت الحشود وقتها أن يختار لنفسه اسم البابا يوحنا بولس الثالث سيراً على درب البابا البولندي القديس يوحنا بولس الثانى ، لكن المفاجأة انه اختار لنفسه اسماً لقديس عاش فى القرن الثانى عشر الميلادى ويعتبر رمزاً للبساطة والتخلى والتواضع. تكتسب زيارة البابا فرنسيس إلى مصر يومى 28 و 29 ابريل الحالى أهمية خاصة، فالجميع يربط بينها وبين زيارة البابا القديس يوحنا بولس الثانى عام 2000، والتى تواكبت وقتها مع احتفالات الألفية الثانية لميلاد السيد المسيح، وهروبه إلى مصر من بطش هيرودس. وحظيت الزيارة باهتمام بالغ من المصريين، ووسائل الإعلام العالمية، حيث اقام البابا يوحنا، قداساً احتفالياً فى الصالة المغطاة باستاد القاهرة، وأصر وقتها على زيارة وشملت زيارته جبل سانت كاترين المقدس. أصر قداسة البابا فرنسيس على زيارة مصر بالرغم مما أشيع بإلغاء الزيارة فى وسائل التواصل الاجتماعى بعد الأحداث الأخيرة ليعلن رسالة سلام للعالم أجمع من أرض السلام. وتحتل الزيارة أهمية بالغة نظرا لأن البابا يتمتع بثقل معنوى وروحى عالمي،و لما يوليه الشعب المصرى و مسئولو الدولة المصرية من اهتمام بالغ ، خاصة أن الكل يترقب نجاح الزيارة لايصال رسالة بالغة الوضوح للعالم أجمع أن مصر آمنة. وترتبط أهمية الزيارة بأربع نقاط رئيسية، أولى هذه النقاط العلاقات هى تأكيد فعلى للعلاقات القوية التى تربط كل من الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية وقداسة بابا الفاتيكان، خاصة أنه سيصبح اللقاء الرسمى الثانى لهما بعد زيارة الرئيس السيسى إلى الفاتيكان عام 2014، والبابا جاء بعد توجيه فخامة الرئيس السيسى الدعوة الرسمية له لزيارة مصر. النقطة الثانية هى تأكيد الحوار الإسلامى المسيحى بين كل من الفاتيكان و مؤسسة الأزهر الشريف، فالبابا تربطه علاقات قوية بالإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، خاصة أنهما التقيا فى العام الماضى فى الفاتيكان، وأكدا عمق الحوار المشترك. والنقطة الثالثة هى تأكيد عمق الحوار بين الكنيستين الكاثوليكية والارثوذوكسية، فقداسة البابا تواضروس بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية حرص على زيارة بابا الفاتيكان، فور توليه المنصب عام 2013 موجها الدعوة له لزيارة مصر واتفقا خلال اجتماعهما أن يخصصا ال 10 من مايو من كل عام يوم الوحدة والمحبة بين الكنيستين. فكلاهما تربطهما علاقات تاريخية منذ زيارة البابا شنودة الثالث إلى الفاتيكان عام 1973 ولقاؤه بالبابا بولس السادس، وتجدد اللقاء خلال عام زيارة البابا يوحنا بولس الثانى إلى مصر ولقاؤه بالبابا شنودة فى القاهرة عام 2000. والنقطة الرابعة والأخيرة هى مباركة البابا للكنيسة الكاثوليكية فى مصر، فوفد الكنيسية بقيادة الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك زار قداسة البابا فى فبراير الماضى ووجه له الدعوة لزيارة مصر، وقداسة البابا سيلتقى أبناء الكنيسة الكاثوليكية خلال القداس الإلهى فى اليوم الثانى للزيارة. رسالة البابا هى رسالة حب وسلام للبشرية وهو يعتبر صوت لكل المتألمين والمحتاجين لذلك جاء شعار الزيارة الرسمى «بابا السلام فى مصر السلام» . مطران الأقصر للأقباط الكاثوليك ورئيس اللجنة المنسقة لزيارة البابا فرنسيس إلى مصر لمزيد من مقالات الأنبا عمانوئيل عياد