الحديث هنا عن النظام السياسى العالمى الجديد الذى فرضه من جانب واحد الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش الأب ،مستفيدا من إرهاصات انهيار المعسكر الاشتراكى ومؤشرات سقوط الثنائية القطبية فى إدارة شئون العالم مع انتصار المعسكر الرأسمالى الغربى فى الحرب الباردة ومن ثم هيمنة الولاياتالمتحدة على شئون العالم مستفيدة فى ذلك من قوتها العسكرية والاقتصادية والثقافية والعلمية، الهائلة, لكن هناك حاجة الآن لبناء نظام سياسى مختلف يستجيب لكثير من المتغيرات العالمية بحيث يحقق الكثير من التوازن العالمى والعدالة الدولية، وأغلب الظن أن النهايات التى ستكتب او التى ستنتهى عليها صراعات العالم فى الوقت الراهن ستلعب دورا حاسما فى تحديد شكل النظام السياسى العالمى المنشود أو المتوقع وعلى رأسها بالقطع أزمات الشرق الأوسط وخاصة فى سوريا والعراق وكذلك المواجهة مع ايران وأزمة شبه الجزيرة الكورية، والتى تمثل فى حد ذاتها نماذج صارخة لفشل النظام الدولى الراهن فى التعاطى مع القضايا الأمنية الكبري, ومن رحم تلك الأزمات سيولد فى الغالب النظام السياسى العالمى الجديد حيث بات الفشل الأمريكى فى قيادة العالم بشكل منفرد أمر جلي، وبالقطع هناك حاجة الآن لنظام سياسى عالمى يعترف بالحقائق الجديدة وعلى رأسها وجود قوى كبرى أخرى اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وبشريا وتجاريا بمقدورها أن تغير الكثير من الحقائق ومجريات الأحداث على الصعيد العالمي، مثل الصين وروسيا والهند وبالتأكيد الكتلة الأوروبية، ومن ثم يجب أن تكون لها صوت مسموع وقرارات نافذة على الصعيد العالمي، وحتى القوى الصغيرة الأقل حجما والأضعف تأثيرا تحتاج إلى رؤية دولية مختلفة تماما فى التعامل معها ومعالجة مشكلاتها بكل جدية. لمزيد من مقالات عماد عريان