بعد أن ضرب الإرهاب الغاشم أمس الأول كنيستين فى أحد «السعف» ليحصد مزيدا من الضحايا ويسرق فرحة المصريين مرة أخرى، ويؤكد استمرار مخطط بشاعته، ودمويته، سأل «الأهرام» عددا من الفنانين والمثقفين والنقاد عن دور القطاعات الفنية والثقافية بوصفها «قوى ناعمة» فى مواجهة حرب الإرهاب الضروس، وأوجه القصور القائمة والتى يمكن تلافيها. ◙ ليلى علوى: الدراما تدق ناقوس الخطر بالطبع للفن دور كبير في تغيير سلوك الإنسان وبالتالي محاربة الإرهاب لأنه يهذب الروح ويزيل الحواجز بين ثقافات العالم المختلفة ويدعو إلى قيم السلام وقبول الآخر. وكانت الدراما والسينما المصرية هي أول من دق ناقوس الخطر ونبهت العالم العربي للإرهاب وتأثره الخطير على المجتمع في عدة أعمال كمسلسل العائلة وفيلم يا دنيا يا غرامي الذي شرفت بالعمل به وناقش هذه القضية وأسبابها ونتائجها أيضاً فيلم دم الغزال الذي أظهر الوجه الحقيقي للإرهاب وأبدع فيه كل من العظيم الراحل نور الشريف والفنانة الجميلة منى زكي، وعلينا أن نتعلم من تجربة العراق التي كانت من أغنى الدول العربية ثقافياً ومادياً وانجرفت وراء المؤامرات الخارجية التي أضعفته ومزقت شعبه واليوم تتعرض مصر لنفس المخطط الممنهج لتقسيم مصر و جرها لمستنقع الإرهاب والفتن ولا سبيل للنجاة منه إلا بتفعيل دور الفن والثقافة والإعلام والأزهر الشريف و تطوير مناهج التعليم لنشر الثقافة الوسطية ومحاربة الأفكار المتطرفة التي تعج بها بعض القنوات التليفزيونية وللاسف بعض الأعمال الدرامية التي تروج للبلطجة والعنف. ◙ خالد سرور : التنمية الثقافية للنشء منذ الصغر رئيس قطاع الفنون التشكيلية : نعمل قدر المستطاع عن طريق البرنامج المتكامل لرعاية الأطفال من خلال زيارات الرحلات المدرسية للمتاحف والورش الفنية، ولكن هذا غير كاف، حيث ان الأزمة الحقيقية فى تنمية الأطفال ثقافيا من الصغر، فالطفل الذى يرسم ويعزف موسيقى، ويكتب فى مجلة الحائط لا يمكن أن يصير ارهابيا. ولتحقيق ذلك بنسبة نرضى عنها نحتاج إعداد كوادر مدربة ودارسة علم نفس كما نحتاج توفير اللوجستيات من خامات وغيره وقبل كل ذلك نحتاج «الإيمان بالفكرة».. الإيمان بأن الطفل أهم عناصر المستقبل وهو من سيبنى وطنه، ونعمل علي تنمية عقولهم من الصغر حتى يكبروا على حب الوطن والانتماء له. ◙ محمد ثروت: رؤية واضحة لمناهضة التطرف إذا أردت أن تتعرف على هوية شعب فعليك أن تتعرف على فنونه وثقافته. المادة أصبحت هى الموجه الرئيسى لحركة الثقافة والفنون، فالكثير منها اعتمد على الربح ولأول مرة فى التاريخ تكون معايير النجاح غير مقرونة بالجودة فالحل أن تكون هناك خطة من الدول لها رؤية واضحة لمناهضة التطرف والإرهاب. ويضيف كلمات ترنيمة جديدة قدمها فى ظل تلك الأحداث من كلمات البابا شنودة الثالث وغناها مع أنطوان عياد وتقول: «هذه القوه في غير انتهاء.. كيف جاءتكم جموع الشهداء .. أى سيف قد تسلحتم به .. أيها العزل في ساح الدماء .. نلتم الامجاد في دنيا ودين .. وهزأتم بالطغاه الملحدين .. لم تموتوا أيها الأبطال بل .. قد سكنتم في سماء الخالدين .. لم يمت من قدم الروح علي .. مذبح الحق جريئا لا يلين .. لم يمت من صار باستشهاده .. قدوه تبقي على مر السنين». ◙ عمر خيرت: الموسيقى سلاح قوى أمام الكراهية الموسيقى تشفى الوجدان وتحارب الإرهاب الذى يأتى من الكراهية والاكتئاب .. الموسيقى لها تأثير قوى ومن الأسلحة الفتاكة التى تقف أمام الاكتئاب .. تعمدت خلال فترة حكم «الإخوان» أن أقدم حفلات كثيرة للتخفيف عن الشعب وحالاتهم النفسية ووقتها كانت جميع الحفلات كاملة العدد. وعلينا الاهتمام بالنشء موسيقيا لأنها تصحح من الوجدان وتحول الحالات السلبية إلى إيجابية وتمنح الأمل وتشرح الروح فهو فن وموهبة من عند الله وليست اختراع. ◙ إسماعيل سراج الدين: المكتبة تتبنى برنامجا تنويرياً رئيس مكتبة الأسكندرية: المكتبة لها دور ثقافى تنويرى موجه للشباب ، و تبنت برنامجا لمكافحة الارهاب و يتضمن تنظيم دورات تدريبية وورش عمل «الثقافة الإسلامية» بُغية ملء الفراغ الفكري لدى الأجيال الجديدة، التي تشكل مساحة تعمل جماعات التطرف والإرهاب على تجنيدها و تجيب ورش العمل عن الأسئلة المتعلقة بالإسلام عقيدة وثقافة، وترد على الأفكار المغلوطة، وتشكل مجالا لتكوين الرؤى الوسطية الخالية من التعصب. ويُعقد سنويًا 10 دورات، و6 ورش عمل. ◙ د. هيثم الحاج : معرض الكتاب يحافظ على الهوية الثقافية رئيس هيئة الكتاب: معرض الكتاب الذى يقام كل عام هو خط الدفاع الأول للتصدى للإرهاب لأنه يضم ندوات تركز على الهوية المصرية وكذلك أنشطة فنية تحافظ على الهوية الثقافية، كما تعمل وزارة الثقافة حاليا على إعادة مشروع القراءة للجميع. ◙ أحمد الشوكى : التراث المصرى حائط صد ضد التطرف رئيس دار الكتب والوثائق: أوشكنا على الانتهاء من وضع خطة للوصول بخدماتنا الثقافية إلى عمق الأقاليم فى دلتا مصر وصعيدها، من خلال مشاركتنا فى معارض الكتب المختلفة بالإضافة إلى مكتباتنا الفرعية المنتشرة فى أحياء القاهرة الكبرى. وقد أعلنا عن خصومات على أسعار جميع إصداراتنا المشاركة فى معرضى دسوق والأقصر للكتاب إيمانا منا بالدعم الثقافى للبسطاء لأن المعرفة حق للجميع. ويأتى ذلك بالإضافة إلى دور المراكز العلمية المتخصصة التابعة للهيئة فى تحقيق التراث والتأكيد على أصالة الهوية المصرية التي كونها انصهار الحضارات الفرعونية والقبطية والإسلامية فى لحمة واحدة لا تنفصم .. كما تشمل خطتنا سلسلة برامج توعوية وثقافية تبدأ فى رمضان القادم لرفع درجة الوعي عند الشباب. ◙ خيرية البشلاوى : التطرف الناعم فيروس يلون «الشاشات» الناقدة: التطرف ميكروب شديد الضراوة وقاتل للحياة لأنه متعدد الأشكال وحينما نتحدث عن التطرف الدموى الذى ابتلينا به منذ سنوات تحت دعاوى دينية وهمية مضللة، لا ينبغى أن ننسى التطرف الناعم الذى يلون «الشاشات» الكبيرة «السينما» والصغيرة «التليفزيون والكمبيوتر والمحمول الذكى» فكلها «دروب» يغذى بعضها بعضا، فالتطرف الناعم مثل التطرف الدموى العنيف تموله رءوس أموال ضخمة وتشارك فى إنتاجه دول وأجهزة تكتب الحروف الأولى من اسمها أحيانا على بعض الإنتاجات الفنية هنا فى مصر. النوعان من التطرف يخضعان إلى سيناريوهات سياسية فى جوهرها إذ ليست مصادفة أبدا أن يرافق الربيع العربى وثوراته تأسيس قنوات جديدة قوية تتراجع أمامها القنوات الرسمية ويتوجه بعضها إلى رسائل ظاهرة وخفية من شأنها أن «تدهس» التماسك القمى الأخلاقى والسلوكى السوى وتشوه العقل والوجدان الجمعى للأسر المصرية وشرائح من الشباب «هشة» بسبب المؤثرات السلبية للتعليم والبطالة والفوضى العارمة التى لونت مظاهر الحياة، فالتطرف ليس بعيدا لو أحصينا بموضوعية مظاهر العنف الرهيب فى حبكات القصص الدرامية التى تتجاهل قضايا الإنسان المصرى والعربى، من حيث كونه إنسانا سويا مسلما كان أم مسيحيا فلا وجود للقيم الوطنية، ولا للتاريخ العربى أو المصرى، فكل ذلك يهدم البنية التحتية للشخصية وهذا ليس أقل خطورة. ◙ أحمد عواض: توحيد الرؤى السبيل الأمثل للمواجهة رئيس صندوق التنمية الثقافية : توحيد الرؤية فى كل قطاعات الدولة هى السبيل الأمثل لمواجهة هذا التطرف، فالمواجهة ليست أمنية فقط وإنما فكرية أيضا، فوزارة الثقافة تقدم العديد من الأنشطة وألمس ذلك من خلال أنشطة الصندوق فى المناطق الشعبية ولكن يجب أن تتضافر جهود قطاعات الدولة كوزارة التربية والتعليم والشباب والرياضة مع وزارة الثقافة، حتى نصل إلى نتيجة ملموسة وأمل أن يكون هذا هو دور المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب والتطرف فى مصر. ◙ إيناس عبد الدايم: العدالة الثقافية فى ربوع الوطن رئيسة دار الأوبرا : للفنون قوة وتأثير في تقويم السلوك البشري، فلا يمكن أن نري من يحمل آله موسيقية أو محب للفنون يحمل سلاحا ويمكن للفن أن يواجه هذا التطرف من خلال بناء الإنسان و التواصل المباشر مع المواطنين وتحقيق العدالة الثقافية والفنية في ربوع الوطن، وأري أنه يجب أن نضع الطفل نصب أعيننا باعتباره فنان وجمهور المستقبل ، وإعادة دروس الموسيقي إلى المدارس لتربيه جيل جديد ينبذ كل أنواع التطرف.